رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

"فاينانشيال تايمز": وزراء أوروبيون يحثون إيران على استئناف المحادثات مع إدارة ترامب تجنبًا للصدام مع أمريكا

21-6-2025 | 15:20

إيران

طباعة
دار الهلال

حثّ وزراء الخارجية الأوروبيون إيران على استئناف المفاوضات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضمان عدم انضمام الولايات المتحدة إلى حرب إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية.

وقال مصدر مطلع على مفاوضات أُجريت في جنيف أمس /الجمعة/- في لقاء أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية- إن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا حذروا نظيرهم الإيراني من أن طهران قد تضطر إلى التخلي عن خطها الأحمر المتمثل في رفض التفاوض مع واشنطن حال استمرار الهجوم الإسرائيلي وأملًا في تجنب انضمام الولايات المتحدة إلى النزاع.

وأضاف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "لقد اتفقت كل من إسرائيل والولايات المتحدة مع موقفنا القائل بأن السلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الدبلوماسية. ومع ذلك، فقد أبلغنا الإيرانيين أن التدخل العسكري الأمريكي هو أمر يجري التخطيط له بالفعل في الوقت الحالي... لقد دعوناهم للتفكير مليًا في خطهم الأحمر".

وعُقدت مفاوضات جنيف- وهي أول اتصال مباشر بين مسئولين غربيين وإيرانيين منذ أن شنت إسرائيل هجومها قبل أسبوع - بعد يوم من إعلان البيت الأبيض أن ترامب سيقرر "خلال الأسبوعين المقبلين" ما إذا كانت واشنطن ستدخل الحرب.

وصرح الرئيس الأمريكي بعد المحادثات الأوروبية الإيرانية بأنه لن يطلب من إسرائيل وقف غاراتها الجوية على إيران لتسريع المفاوضات بشأن اتفاق نووي مع طهران وتجنب تورط واشنطن في الحرب.

ورغم أن ترامب لم يستبعد وقف إطلاق النار، إلا أنه قال: "من الصعب جدًا إيقافه بالنظر إلى الوضع، فإسرائيل تبلي بلاءً حسنًا في الحرب وأعتقد أن أداء إيران أقل".

كما بدا ترامب وكأنه ينتقد جهود الوساطة الأوروبية إذ قال: "إيران لا تريد التحدث إلى أوروبا، بل تريد التحدث إلينا. لن تتمكن أوروبا من المساعدة في هذا الأمر".

وقال الوزراء الأوروبيون؛ وهم ديفيد لامي من المملكة المتحدة ويوهان فادفول من ألمانيا وجان نويل بارو من فرنسا بعد المحادثات، إنهم أعربوا عن "مخاوفهم العميقة" إزاء التصعيد في الشرق الأوسط، وأضافوا أنه "ينبغي على جميع الأطراف الامتناع عن اتخاذ خطوات تؤدي إلى مزيد من التصعيد".

وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن طهران كانت تُجري محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الواسع. لكن قرار إسرائيل بشن هجوم واسع النطاق عليها في الأسبوع الماضي قلب تلك الجهود الدبلوماسية رأسًا على عقب قبل 48 ساعة من موعد انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات. وأصرت إيران منذ ذلك الحين على أنها لن تتفاوض مع الولايات المتحدة في ظل تعرضها للقصف.

وبعد محادثات جنيف، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران "مستعدة للنظر في الدبلوماسية مرة أخرى، بمجرد توقف العدوان ومحاسبة المعتدي على الجرائم المرتكبة، إن القدرات الدفاعية للجمهورية الإسلامية غير قابلة للتفاوض"، لكنه قال إن طهران تدعم استمرار المناقشات مع الدول الأوروبية.

وفي خلال انعقاد المحادثات أمس /الجمعة/، صرّح قائد الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، للجنود بأن "الحملة لم تنتهِ" رغم الضربات التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية وقدرات إطلاق الصواريخ؛ ما أسفر عن مقتل العديد من قادتها العسكريين، وقال زامير: "لقد شرعنا في أكثر حملاتنا تعقيدًا في تاريخنا لإزالة تهديد بهذا الحجم، ضد عدو كهذا، ويجب أن نكون مستعدين لحملة مطولة".

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طالما عارض الجهود الدبلوماسية الغربية، بمواصلة الهجوم على إيران طالما كان ذلك ضروريًا لتدمير برنامج طهران النووي وقدراتها الصاروخية في حين أكدت إيران أن تخصيب اليورانيوم جزء من برنامجها السلمي للطاقة، بحسب (فاينانشيال تايمز).

وقبيل المحادثات، صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الدول الأوروبية أعدّت "عرضًا تفاوضيًا شاملًا"، لكن في إشارة إلى التحديات التي تواجه المساعي الدبلوماسية، قال ماكرون إن المفاوضات يجب أن تتجه نحو الوصول إلى مستوى تخصيب اليورانيوم صفر، وهو ما أصرّ المسئولون الإيرانيون أيضًا على أنه خط أحمر.

وأضاف ماكرون أن المحادثات ستشمل أيضًا الحد من نشاط إيران الصاروخي وتمويل الجماعات الإرهابية.. وتعليقًا على ذلك، رأت الصحيفة البريطانية أن هذا الموقف يعني أن الموقف الأوروبي صار الآن أقرب من ذي قبل إلى ترامب، الذي دعا إلى التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني مع الإشارة إلى أن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة من الدول الموقعة على الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية عام 2015، الذي انسحب منه ترامب في ولايته الرئاسية الأولى.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة