الجمعة 19 ابريل 2024

د. فايد عطيّة أستاذ الفيروسات والمناعة:اطمئنوا.. الموجة السادسة من كورونا.. ليست خطيرة

.

14-8-2022 | 10:22

حوار: ندا يونس
ما أن نقول إننا انتهينا والحمد لله من جائحة كورونا، نفاجأ كل يوم بضربات جديدة من متحورات الفيروس الخطير الذي يأبى الرحيل. فبعد انتهاء الموجة الخامسة ظلت الاعداد في انخفاض ملحوظ لفترة، وما لبست أن عادت في التزايد؛ لتبدأ موجة جديدة من موجاتها وهى الموجة السادسة، فما تفاصيل ومستجدات هذه الموجة؟ هذا ما يحدثنا عنه بشكل مفصل الدكتور فايد عطية أستاذ الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الابحاث العلمية بالاسكندرية وخبير الأمراض المعدية بكلية الطب جامعة شانتو بالصين. إلى نص الحوار - فى البداية، متى بدأت الموجة الجديدة من كورونا، وما المتحور الذى يميزها؟ بالطبع لاحظنا جميعا انخفاض الأعداد بشكل ملحوظ بعد انتهاء الموجة الخامسة من كورونا، ولكن عادت الأعداد إلى الزيادة مرة أخرى منذ حوالي شهر ونصف تقريبا، وبدأت الموجة السادسة، والمتحور الذي يميز هذه الموجة هو أحد أنواع «أوميكرون «وهو BA.5. فمنذ ظهور أوميكرون بأنواعه الخمسة لوحظ أنه متحور سريع الانتشار جدا ولكنه أقل خطورة، بمعنى أن شدة وقوة الإصابة بالفيروس أصبحت أقل، حيث إن الحالات حتى الآن بسيطة وتعالج منزليا، ولا تحتاج إلى الحجز في المستشفيات، وكذلك معدل الوفيات قليل جدا وأيضا نسبة الاحتياج إلى الأكسجين ودخول الرعاية المركزة أقل من الموجات السابقة. - ما الأعراض.. هل تنفسية أم معوية؟ الأعراض هذه المرة متنوعة جدا، وتختلف من شخص لآخر، فهناك أعراض تنفسية سواء فى الجهاز التنفسي العلوي مثل: التهاب وألم الحلق، سيلان الأنف والرشح، أو في الجهاز التنفسي السفلى مثل: ضيق التنفس، الشعور بالنهجان، الكحة والبلغم، وهناك حالات تظهر لديها أعراض معوية مثل: آلام البطن، المغص، الإسهال والترجيع أحيانا، يصاحب كل هذه الأعراض آلام وتكسير العظام، وآلام العضلات والصداع وجفاف الحلق. - كيف نفرق بين أعراض كورونا والإنفلونزا؟ فى الحقيقة الأعراض متشابهة جدا بين هذه الموجة والإنفلونزا بنسبة 95 %، ولابد من الكشف الطبي والتشخيص وطلب الفحوص، ولكن يمكن أن نفرق بينهما من خلال بعض الأعراض مثل: تكسير العظام، آلام العضلات والصداع الملحوظ والذي يميز هذه الموجة عن الإنفلونزا، بالإضافة إلى عدم ارتفاع درجة الحرارة لأن الإنفلونزا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة. - ما معدلات الإصابة والوفيات؟ معدلات الإصابة مرتفعة جدا بنسبة 85 %، وأكاد أجزم أنه لايخلو منزل أو أسرة من حالة أو حالتين إصابة، ولكن الحالات بسيطة إلى متوسطة سواء تم تسجيلها أو تمت معالجتها منزليا من خلال الأدوية المعتادة، وفى حالة التهاب الحلق أو الالتهاب الرئوي يستخدم المضاد الحيوي، والأدوية المهدئة للسعال في حالة الكحة، بجانب الراحة والتغذية الجيدة وشرب السوائل، وتستغرق مدة العلاج من خمسة أيام لأسبوع ويتعافى المريض تماما،أما الوفيات فنسبتها قليلة جدا والحمد لله. - كيف يؤثر هذا المتحور على متلقى اللقاح وغير المتلقين.. وما مدى خطورته؟ بالطبع يشعر متلقي اللقاح بالفرق من حيث شدة الأعراض والمضاعفات، حيث تكون أقل بكثير، واللقاح فعال جدا حتى مع هذا المتحور بنسبة من 60إلى80%، ولكن من لم يتلق اللقاح تكون الأعراض أقوى لديه وقد يحتاج إلى الحجز بالمستشفى وقد يصل الأمر إلى حجز العناية المركزة. - ما متلازمة ضيق التنفس الحاد التى تصيب المريض؟ هذه المتلازمة تصيب المرضى فى جميع متحورات كورونا ولا تعتبر عرضا أساسيا، وكذلك لاتظهر فى كل الحالات، وتختلف حسب حالة المريض الصحية هل هو مريض قلب أم صدر أم سكر، وكلما كان المصاب يعانى من أي أمراض مزمنة، تزداد حدة ضيق التنفس والنهجان مما يتطلب الحجز بالمستشفى. - من هم الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.. وهل يتأثر الأطفال والحوامل فى هذه الموجة؟ أولا: كبار السن والأطفال نظرا لمناعتهم الضعيفة، ثانيا: أصحاب الأمراض المزمنة مثل: مرضى القلب، السكر، الضغط، أمراض الشرايين، مرضى الغسيل الكلوي والسرطان ومرضى المناعة، وتكون إصابتهم أشد من الأصحاء، وبالطبع تتأثر الحوامل والأطفال بشكل كبير. - فى حالة إصابة الحامل بكورونا ما المخاطر التي تواجهها.. وهل يتأثر الجنين؟ بالطبع لا . ليست هناك خطورة أو تأثير يضر بالجنين منذ ظهور متحور أوميكرون بأنواعه، ولكن ستعانى الحامل من الأعراض التى ذكرناها وليست هناك خطورة للإصابة بالإجهاض مثلا أو إصابة الجنين بضرر. - حتى الآن لم تتلقى بعض الحوامل اللقاح خوفا على الجنين، أيهما أصح تلقي اللقاح أم عدم تلقيه؟. بالفعل مازالت هناك حوامل لديهن مخاوف من تلقي اللقاح ولكن هذا غير صحيح، فاللقاحات آمنة على الحوامل والمرضعات، ولكل الأعمار بداية من 12 عاما، بل وهناك دول بدأت بتطعيم الأطفال من عمر 6سنوات. - لماذا تم تغيير بروتوكول العلاج للمرة السابعة؟ لأنه يوميا يتم اكتشاف أدوية جديدة لكورونا، وإرشادات صحية للعلاج، فالوزارة لدينا تسير على خطى وتعليمات وتحديثات بروتوكولات العلاج التى تقرها منظمة الصحة العالمية، فأحيانا يضاف أنواع جديدة أو يتم استبعاد أنواع واستبدال أخرى كان لها آثار جانبية بأنواع أكثر مأمونية. - وفرت وزارة الصحة مضاد فيروسي كعلاج لكورونا في بعض الصيدليات، هل يمكن لأى شخص مصاب استخدامه بدون استشارة الطبيب؟ وهل هو مناسب لكل الحالات؟ بالفعل وفرت الوزارة مشكورة العديد من الأنواع المضادة للفيروسات في الصيدليات، ولكن غير مسموح لأى شخص مصاب استخدامها من تلقاء نفسه، لأن مضادات الفيروسات تؤخذ لحالات معينة وبتشخيص طبي وبجرعات محسوبة ولوقت محدد. - مرضى الحساسية والجيوب الأنفية وحساسية الصدر لايستطيعون ارتداء الكمامة لفترات طويلة وخاصة فى فصل الصيف.. فما الحل؟ يجب عليهم محاولة ارتدائها بقدر الإمكان، ولكن فى حالة عدم القدرة على ارتدائها، فيجب عليهم الحفاظ على التباعد الاجتماعى وتجنب التكدس والازدحام المبالغ فيه. - أخيرا كيف نحمى أنفسنا ومن حولنا من الإصابة؟ لحماية أنفسنا ومن حولنا يجب أن نرجع إلى المربع صفر مثلما يقال، من حيث اتباع الإجراءات الاحترازية الأولية من ارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي، التعقيم، تجنب الزحام وعدم الاختلاط، من يظهر عليه أى أعراض حتى لو كانت أعراض برد أو إنفلونزا، يجب عليه الكشف الطبي مع العزل من أسبوع لعشرة أيام، وأخيرا، ضرورة تلقي اللقاح لمن لم يتلقاه نهائيا، ومن تلقي جرعة أو أكثر عليه استكمال باقي الجرعات.