23-8-2025 | 11:51
أحمد عبد العزيز
السباحة ورياضات الصيف ليست مجرد أنشطة ترفيهية، بل هي استثمار حقيقي في صحة أولادنا ونموهم السليم، فهي تجمع بين الفائدة الجسدية والنفسية والاجتماعية، وتمنح الطفل ذكريات سعيدة وخبرات حياتية لا تُنسى، لذا من المهم أن نحرص على تشجيع أبنائنا على ممارسة هذه الرياضات بانتظام، لتكون جزءاً من أسلوب حياتهم الصحي .
يقول الدكتور كريم محمود استشارى الصحة العامة: مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يبحث الكثير من الأهالي عن أنشطة مفيدة لأبنائهم تجمع بين المتعة والفائدة، وتُعد الرياضات الصيفية، وفي مقدمتها السباحة، من أفضل الخيارات التي تمنح الطفل فرصة للترويح عن النفس وفي الوقت نفسه تعزيز صحته الجسدية والعقلية.
ويضيف أن السباحة ليست مجرد هواية أو نشاط ترفيهي، بل هي رياضة متكاملة تحرّك كل عضلات الجسم في آن واحد، فهي تعمل على تقوية العضلات والمفاصل، وتحسين صحة القلب والرئتين، كما تساعد على تطوير التناسق الحركي والتوازن، إضافة إلى ذلك فإن الماء يمنح إحساساً بالهدوء والاسترخاء، مما يخفف من التوتر والقلق لدى الأطفال، وتعلّم السباحة منذ الصغر يزرع الثقة بالنفس ويمنح الطفل إحساساً بالأمان في البيئات المائية.
ولا تقتصر فوائد الصيف على السباحة وحدها، فهناك العديد من الرياضات التي يمكن ممارستها في الهواء الطلق وتعود على الأطفال بالفوائد الصحية والنفسية، مثل ركوب الدراجات الذي يقوي عضلات الساقين ويحسن اللياقة القلبية والقدرة على التحمل وكرة القدم أو الكرة الطائرة الشاطئية، والتجديف، حيث يقوي الجزء العلوي من الجسم ويحسن التوازن والقدرة على التنسيق والمشي الجبلي (الهايكينج):الذي يعزز قوة العظام ويحسن التنفس ويمنح الطفل فرصة للتواصل مع الطبيعة علاوة على ألعاب الحديقة النشيطة مثل القفز بالحبل والجري، حيث تزيد من مرونة الجسم وتحفز الطاقة الإيجابية.
وإلى جانب الفوائد البدنية، يعتقد الدكتور كريم محمود أن الرياضات الصيفية تساهم في تنمية شخصية الطفل، إذ يتعلم الانضباط والالتزام بالقوانين، ويكتسب مهارات التواصل والتعاون مع الآخرين، كما أن قضاء الوقت في بيئة صحية ونشيطة يقلل من الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، ويحمي الطفل من قلة الحركة والخمول، ولذلك ننصح لتحقيق أقصى استفادة من الرياضات الصيفية، يجب الحرص على اختيار أوقات مناسبة بعيداً عن ذروة الحرارة وارتداء ملابس وأحذية رياضية مناسبة وشرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف والإشراف على الأطفال خاصة في الأنشطة المائية، و على جانب آخر فإن الرياضات الصيفية هي استثمار في صحة أولادنا النفسية والجسدية، واختيار النشاط المناسب لطفلك يعتمد على ميوله وشخصيته، لكن الأهم أن يشعر بالمتعة وهو يمارسه، لأن المتعة هي المفتاح للاستمرار.
في نفس السياق، تقول الدكتورة زينب النجار استشارى الأمراض النفسية: إنه مع دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تزداد حاجة أولادنا للأنشطة التي تجمع بين المتعة والفائدة، والرياضة هي الخيار الأمثل. فالأنشطة الصيفية، وعلى رأسها السباحة، لا تمنح الأطفال قوة بدنية فقط، بل لها تأثيرات إيجابية عميقة على الصحة النفسية والشخصية، فالسباحة تعتبر من أكثر الرياضات الصيفية شمولًا، المياه بطبيعتها تمنح شعورًا بالراحة وتساعد على التخلص من التوتر والضغط النفسي، كما أن تعلم الطفل السباحة وإتقانه لها يرفع ثقته بنفسه ويمنحه إحساسًا بالإنجاز، فضلًا عن كونها نشاطًا جماعيًا يساعد على تكوين الصداقات وتحسين المزاج بفضل إفراز هرمونات السعادة و هناك أيضا ركوب الدراجات، سواء في الشوارع الهادئة أو على مسارات مخصصة، حيث يمنح الطفل شعورًا بالحرية ويعزز روح المغامرة، كما ينمي الانتباه والتركيز، ويعلّم الانضباط وتحمل المسئولية، وأيضا الألعاب الجماعية ليست مجرد وسيلة للتسلية بل هي مدرسة في التعاون والتواصل، فهي تساعد الطفل على فهم أهمية العمل الجماعي، وتقوي روح الفريق، إضافة إلى الفوائد البدنية المتمثلة في زيادة المرونة وتحسين التناسق الحركي .
وتوضح الدكتورة زينب النجار أن رياضات المياه مثل التجديف تمنح الطفل تجربة ممتعة مليئة بالتحدي، فهي تحتاج إلى تركيز عالٍ وتحكم في الحركات، كما تساعد على تنمية الصبر وتقوية العضلات، خاصة في الذراعين والظهر، وتحسين التوازن و أخيرا الركض، حيث طبيعيا يصفّي الذهن، ويقلل القلق، ويمنح الطفل إحساسًا بالهدوء الداخلي، بجانب تحسين الدورة الدموية وصحة القلب .
و من ناحيته، يقول الدكتور إيهاب مكين استشارى الباطنة و جهاز المناعة: إن التنويع بين الأنشطة هو المفتاح للحفاظ على حماس الطفل وصحته في الوقت نفسه، لتتحول أيام الصيف إلى فرصة ذهبية لبناء أجسام قوية ومناعة صلبة تقيهم أمراض المواسم ، حيث إن السباحة تساهم في تقوية الجهاز التنفسي للأطفال، إذ تدرب الرئتين على العمل بكفاءة أكبر، وتساعد على تحسين الدورة الدموية، مما يزيد من نشاط الخلايا المناعية في مواجهة الأمراض، كما أن اللعب في الماء يقلل من مستويات التوتر، وهو ما ينعكس إيجابيا على قوة المناعة.
لكن السباحة - حسب مكين - ليست الخيار الوحيد، فهناك باقة من الرياضات الصيفية التي تلعب دوراً مشابهاً في حماية صحة الصغار، منها ركوب الدراجات، على سبيل المثال، حيث يقوي عضلات الساقين ويحسّن صحة القلب والرئتين، بينما تمنح كرة القدم والكرة الطائرة الشاطئية الأطفال فرصة للتفاعل الاجتماعي، ما يعزز صحتهم النفسية والجسدية في آن واحد.
ويختم بأن التجديف أو الكاياك، يقوي عضلات الجزء العلوي من الجسم ويحسّن التوازن، في حين أن المشي أو الجري على الشاطئ يمنح الجسم تمريناً مضاعفاً بفضل مقاومة الرمال، إلى جانب التعرض لأشعة الشمس المنتجة لفيتامين D الضروري للمناعة مع ضرورة الالتزام بوسائل الحماية من الشمس، ولا يمكن إغفال الركض للأطفال، حيث يمنحهم طاقة وحيوية في أجواء مرحة.