الجمعة 22 نوفمبر 2024

قبل التعرض لكابوس الولادة المبكرة!

قبل التعرض لكابوس الولادة المبكرة

30-8-2022 | 11:24

كتب: أحمد فاخر
استهل حديثه الدكتور إسماعيل أبو الفتوح أستاذ أمراض النساء والتوليد بالتوضيح بأن الحمل الطبيعي يستغرق 40 أسبوعاً، وبالتالي يكون الجنين مستعداً للخروج إلى الحياة بداية من الأسبوع الـ 37 بشكل طبيعي، وإذا قمنا بتقسيم أشهر الحمل التسعة إلى 3 مراحل بحيث تكون كل مرحلة مكونة من ثلاثة أشهر، فإن نزول الجنين في أول وثاني مرحلة أي خلال أول 6 أشهر نسمي ذلك إجهاضاً أما إن نزل في المرحلة الأخيرة بداية من الأسبوع الـ 28 يطلق عليها ولادة وليس إجهاضاً ومع التطور العلمي في الحضانات والأساليب الطبية أصبح يمكن الحفاظ على الجنين من أول 25 أسبوعا، إذاً الولادة المبكرة التي لا تتعدى نسبتها أكثر من 7 % من الحوامل غالباً ما تكون خلال الشهر السابع والثامن، وهذا يقودنا إلى الأسطورة المصرية التي تذكر بأن ابن الشهر السابع يعيش أما ابن الشهر الثامن يموت، وهذا الكلام ليس علمياً بالمرة ، حيث إنه كلما مكث الجنين في الرحم مدة أطول كان نموه أفضل وجسمه أقوى ووزنه مناسب أكثر بسبب اكتمال أجهزة الجسم لديه بشكل أحسن، وأهم مشكلة تواجهنا عند الولادة المبكرة أن رئة الجنين لا تكون قد اكتملت النمو ، ولذلك يحاول الطبيب بقدر الإمكان مد فترة وجود الطفل داخل الرحم بأساليب طبية مختلفة سواء للأم أو الجنين لمساعدته في اكتمال الرئة بقدر الإمكان داخل الرحم لتقليل الاحتياج للحضانة بعد الولادة، وهناك مصطلح اسمه (Braxton-Hicks) وهو يعني شعور الحامل بانقباضات متفرقة خلال فترة الحمل تشعرها بأنها تقترب من الولادة بالرغم من أنها انقباضات عشوائية طبيعية نتيجة الحمل خاصة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة للحمل وهي تشبه آلام الولادة ، ولكنها ليست أعراض ولادة، وتلك الانقباضات وآلام المعدة هي عبارة عن تحضير لعضلات الرحم استعدادا للولادة، وعندما تتجه السيدة الحامل للطبيب عند شعورها بتلك الانقباضات وتوهمها بأنها على وشك الولادة نجد أن منطقة الرحم ليّـنة وليست صلبة، وبالتالي هذا يعني أن الأمر طبيعي وليست أعراض حمل ،لأن تلك الآلام هي مجرد مجموعة من الانقباضات للعضلات المحيطة بالرحم وليس الرحم نفسه. - إذاً ما هي أعراض الولادة المبكرة ؟ هي تكون على نفس شكل الانقباضات، ولكن تحدث بشكل دوري منتظم أي كل ساعة أو كل جزء من الساعة ثم تختفي مرة أخرى، كما يصحب تلك الانقباضات مغص شديد الألم ولا يزول إلا بالعلاج، وفي تلك الحالة عند قيام الطبيب بالكشف سوف يجد أن الرحم منقبض وصلب جداً استعدادا للولادة. - ولكن هل كل سيدة معرضة للولادة المبكرة ؟ هنا يوضح الدكتور أحمد حسين مدرس واستشاري أمراض النساء والتوليد - بطب قصر العيني أن هناك سيدات عندهن استعداد لحدوث ولادة مبكرة (High risk) وهي تكون في الحالات التالية: عندما تحمل السيدة في توءم، حيث إنه بمجرد وجود أكثر من طفل واحد داخل الرحم فهناك عرضة لحدوث ولادة مبكرة. السيدة التي حدث لها ولادة مبكرة في الحمل السابق معرضة لحدوث حمل مبكر مرة أخرى أكثر من غيرها. عندما يكون عنق الرحم قصيرا أو ضعيفا، حيث يقوم الطبيب بقياس عنق الرحم في الشهر الثالث والشهر الخامس للتأكد من طوله، وفي حالة إن كان طوله أقل من 2.5 سم تحتاج الحامل إلى ما يسمى بربط عنق الرحم، ويجب التأكيد بأنه لا يوجد ما يسمى بربط احتياطي لعنق الرحم، حيث إن كثرة ربط عنق الرحم بدون حاجة يمكن هو نفسه أن يؤدي للولادة المبكرة. الحامل المصابة بأحجام كبيرة أو أعداد كثيرة من الأورام الليفية داخل الرحم تصبح أكثر عرضة للإصابة بالولادة المبكرة. الحامل التي تعاني من التهابات، وإفرازات مهبلية ،أو التهابات بولية يجب أن تهتم بالعلاج بشكل سريع، لأن تلك الالتهابات يمكن أن تؤدي إلى تحفيز الرحم للولادة المبكرة. المرأة الحامل عن طريق عملية الحقن المجهري فهي تصنف من الأكثر عرضة للولادة المبكرة سواء حامل في طفل واحد أو توءم ، لذلك فهي تكون في حاجة لرعاية خاصة أثناء فترة الحمل. في حالة وجود عيوب خلقية داخل الرحم مثل الإصابة بحاجز أو رحم ذو قرنين أو ذو قرن واحد أو رحم طفولي تعتبر من الأكثر عرضة للولادة المبكرة. - وإذا قام الطبيب بتصنيف الحامل بأنها ممن هن أكثر عرضة للولادة المبكرة، فما هو التصرف السليم في تلك الحالة لتجنب حدوثها ؟ تجنب الحمل في توءم بقدر الإمكان، وفي حالة الحمل في ثلاثة يتم إزالة جنين للحفاظ على صحة الاثنين الآخرين. تناول مثبتات تحت إشراف الطبيب المتابع خلال فترة الحمل للمساعدة على استرخاء الرحم وتقليل فرص حدوث ولادة مبكرة. الاهتمام بقياس طول عنق الرحم مرتين أولهما في الشهر الثالث والأخرى بالشهر الخامس علاج الالتهابات المهبلية والبولية بشكل عاجل عند حدوثها في أي وقت أثناء فترة الحمل. وإذا تعرضت الحامل لآلام الولادة المبكرة رغم إتباع كل ما سبق يلجأ الطبيب إلى حجز الحامل بالمستشفى لتناول علاج عن طريق المحاليل لمدة من 24 لـ 48 ساعة للمساعدة في تهدئة الرحم وتأخير الولادة بقدر الإمكان. وفي النهاية يضيف الدكتور أحمد هشام أستاذ أمراض النساء والتوليد أنه من الأفضل للحامل الأكثر عرضة للولادة المبكرة الوقاية من ذلك أثناء فترة حملها، وذلك عن طريق تجنب ممارسة الأنشطة الشاقة عن طريق تخفيف المجهود الذي تبذله في المنزل والامتناع عن حمل الأشياء خاصة الثقيلة التي يمكن أن تضر فقرات الظهر وتؤثر على الجنين وتساعد في سرعة حدوث الانقباضات بالرحم ، لذلك لابد من أخذ الحذر أثناء السير وصعود السلالم مع الابتعاد عن ارتداء الملابس الضيقة والكعب العالي، كما يجب الاهتمام بتناول الأطعمة الصحية التي تقل بها الأملاح والسكريات، مع الاهتمام بتناول المكملات الغذائية تحت إشراف الطبيب، مع ضرورة مراقبة الوزن ، وتجنب الزيادة في الوزن بقدر الإمكان، وعلى الحامل التي تعاني من مرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم الاهتمام بمتابعتهما بانتظام لأنهما يساعدان في حدوث الولادة المبكرة ، حيث إن الوقاية دائماً خير من العلاج.