الخميس 9 مايو 2024

العلاج النفسى أهم.. اكتئاب طفل السرطان يقلل المناعة ويفاقم المرض

الحالة النفسية مهمة للطفل مريض السرطان

10-9-2022 | 18:28

كتبت: نفيسة سعيد

  يؤكد الدكتور إيهاب عيد أستاذ سلوكيات الأطفال والطب النفسى جامعة عين شمس لـ"طبيبك الخاص" أن وضع مصر الطبى والعلمى قوى وهائل مع وجود مستشفيات متخصصة لسرطان الأطفال، وهذا يعنى أننا أيضا فى تقدم علمى وطبى، وهناك عوامل كثيرة تؤثر بالسلب أو بالإيجاب على الحالة النفسية وهذا له أكثر من شق منه وراثى أى أن بعض الأطفال يولدون بالفطرة بدون تدريب على أن يكون لديهم القوة أو القدرة على تحمل الصدمات وذلك من خلال مايسمى "السيكوبلازما" فى الجسم وأيضا الدوائر العصبية المكثفة فى بعض المناطق بالمخ والمسئولة عن الناحية العاطفية والانفعالية.

بعض الأطفال ترتفع لديهم درجة الذكاء أو الناحية المعرفية ويدركون جيدا شدة المرض وخطورته هنا يكون التأثير النفسى شديدا عكس الأطفال الأقل ذكاء والأقل إدراك ووعى بالمرض، وكلما تقدمت المرحلة العمرية وزاد الإدراك كان القلق والخوف والتوتر لدى الطفل أكثر، وفى المراهقين  يظهر التوتر بكثير من الصور منها مص الأصابع، قضم الأظافر، الأحلام المخيفة، وأحيانا الكذب أو السرقة أو عادات سيئة غريبة، تلعثم فى الكلام، الجز على الأسنان، الوسوسة، وهؤلاء تزيد لديهم حالة التوتر بأعراضها لأنهم غير مزودين بكثافة من الأنسجة والألياف للدورات العصبية فى مناطق بالمخ، ومن ثم فإن هؤلاء تكون الحالة النفسية لديهم أصعب والإحساس بمعاناة المرض أكثر.

ويضيف د. إيهاب أن طفل السرطان قد يعيش فى بيئة غير صحية وغير سليمة وهذا يؤثر على الحالة الصحية والنفسية له حيث إن محاور الحياة تشمل الكثير منها: الحياة الاجتماعية ومحور المعلومات والناحية المعرفية موضحا أنه كلما قلت المعلومات عند المريض تحسنت حالته، ولذا فإن الطبيب يعتبر طفل السرطان الذكى مريضا سيئا من وقت معرفته بالمرض.

 ويرى أن الأطفال أكثر تأثرا بما يحدث حولهم ولهم من أعراض والبعض منهم لا يعى ما يحدث لهم، وكلما كثر التنبيه من الطبيب على منع الطفل من المجهود أو اللعب أو بعض الأطعمة سواء المصنعة أو التى تحتوى على مواد حافظة كما تحب الأطفال هنا يبدأ الطفل يسأل نفسه وتتكون لديه مشاعر سلبية أو طاقة سلبية وتصل لمرحلة الاكتئاب كما ينتابه نوع من الغضب تجاه الأسرة ولاسيما الأم والأب، مشيرا إلى أن هناك صالونات لتوعية الأسرة عن كيفية التعامل وتربية أطفال الأمراض المزمنة ولاسيما مريض السرطان ما يساعد على نشر الطاقة الإيجابية ورفع معدلات الشفاء.

وينبه إلى أن مصر تواكب ما يحدث فى الدول المتقدمة فى العلاج النفسى لطفل السرطان لأن الدول الأوروبية وأمريكا بها مؤسسات تسمح بأصدقاء الطفل المريض بالاستضافة بجانب المستشفى مجانا للدعم النفسى له، أيضا ضمن العوامل التى تساعد فى تحسين الحالة النفسية للطفل أو تؤدى للاكتئاب الظروف الاجتماعية والبيئية التى يعيش فيها، مؤكدا أن أفراد بعض الأسر الذين يحلقون رؤوسهم دعما لمريض السرطان يرفعون المناعة النفسية للطفل المريض، داعيا الأسر إلى التسامح والرفق بالطفل، وتعليم أولادهم منذ نعومة أظافرهم القدرة على تحمل الصدمات ومواجهة الأمراض بشجاعة وثقة.