فى ظل التطور والتقدم التكنولوجي السريع أصبحت الألعاب الإلكترونية أحدي الأساسيات الموجودة فى أجهزتنا المحمولة ولهذا قد انتشرت فى الآونة الأخيرة وبشكل سريع إحدى الألعاب وكان انتشارها علي نطاق واسع وأصبحت الغالبية من الصغار والكبار يقضون معظم أوقاتهم فى لعبها ولقد تحول الأمر عند الكثير منهم إلي حد الإدمان حيث يمارسون لعبها ليلا ونهاراً وهذا ما يجعلنا نتسائل ماهي هذه اللعبة؟ وماهي الاضرار الناتجة من ممارستها؟ ولماذا كل هذه التحذيرات منها ؟
تجيب على تلك التساؤلات الدكتورة عزة الوكيل استشارى الصحة النفسية للأطفال فتقول : لابد أن نعرف أولا ان مبدأ هذه اللعبة يرتكز علي مفهوم البقاء حيث يلعبها عدد يقارب المائة لاعب يجتمعون سويا علي متن طائرة واحدة من مختلف الجنسيات فى العالم ويقفزون منها فوق جزيرة كبيرة مليئة بالأسلحة المختلفة ويقومون باقتحام مبانيها وجمع الأسلحة وقتل بعضهم البعض حتي الموت.
فالجميع فى هذه اللعبة أعداء والجميع يتقاتل، والشخص الاخير الناجي علي الجزيرة يعتبر هو الفائز بعد قتل الجميع من اللاعبين ولا يختلف تأثير هذه اللعبة عن غيرها من الألعاب الإلكترونية من حيث المشكلات النفسية المرتبطة بكل الألعاب الإلكترونية حيث ساعد تطور التقنيات وإمكانية حمل الأجهزة المحمولة فى كل مكان علي ممارسة هذه الألعاب بشكل مستمر فى جميع الأوقات والمناسبات وهذا ما ينعكس سلباً على الجميع من كبار وصغار ولكن التأثير الأكبر يقع علي الأطفال أكثر من الكبار.
وتضيف الوكيل أنه فى ضوء ذلك سنتعرف معا علي بعض مخاطر هذه اللعبة ومنها تقنية العالم الافترضي والاحساس بواقعيته والاندماج الكامل فيها .
ومن أهم المشكلات الصحية التى تسببها اجهاد العين وذلك بعد ملاحظة أن عدد الأطفال الذين يرتدون النظارات الطبية قد ارتفع مؤخرا وضعف البصر من أخطر الاضرار الصحية لإدمان هذه اللعبة وغيرها حيث يسبب السطوع المنبعث من شاشات الهواتف المحمولة والكمبيوتر اجهادا لعضلات العين مما يؤدي الي خلل فى البصر.
تتسبب فى خمول العقل
كما أن ادمان الطفل علي هذه الالعاب يجرده من الذكاء وروح الابداع فتجد تفكيره وذكاءه موجه فى أحداث اللعبة فقط حيث يرى كل شيء يحيط به هو من أحداث اللعبة .
وكذلك يعانى الأطفال من اضطرابات النوم نتيجة ادمان هذه اللعبة ليلا أكثر من النهار.
ونظرا لامتداد فترة اللعب وعدم حصول الطفل على الساعات الكافية من النوم والراحة فإن هذه اللعبة تثير الجهاز العصبى وتغير الساعة البيلوجية وتحول المزاج المعتدل الطبيعي الي مزاج عدوانى حيث أنها تحتوي على مظاهر خطيرة كالعنف والقتل والسرقة وغيرها من الأمور البشعة وهذا ما قد يؤثر بشكل مباشر علي سلوك الطفل وملامح شخصيته.
وهكذا يتغير سلوك الطفل السوى فى أغلب الأحيان الي العصبية كما تسبب الإرهاق والكسل الذي يؤدي الي الفشل الدراسى بسبب تأثيرها علي الحالة الذهنية وتستهلك الكثير من الوقت والطاقة وبذلك يفقد الطفل تركيزه فى تحصيل المعلومات ويكون غير قادر علي أداء مهامه اليومية وواجباته بشكل صحيح وجيد
كما تضيف الدكتورة عزه الوكيل أن من أضرار هذه اللعبة ايضا أنها تتسبب فى عزلة الطفل وقلة التواصل وذلك لأن الطفل يفضل البقاء مع العاب هاتفه وحيدا ويبتعد عن التواجد فى المناسبات الاجتماعية فى فقد الطفل مهارة التواصل مع الآخرين بسبب تلك الألعاب ويميل فى معظم وقته الي العزلة ويبتعد عن الأسرة والأصدقاء .
ومن جهة أخرى تنصح الدكتورة اسماء علي أخصائي الأمراض النفسية فتقول إن معظم الألعاب الإلكترونية مجرد بضاعه تكنولوجية يتم استثمارها والتربح منها والمتاجرة بها ولا يختلف اثنين حول المخاطر الناتجة عنها لذلك
انصح بتنظيم وقت اللعب وهذه هي الخطوة الأولي والأساسية للابتعاد عن ادمان الألعاب الإلكترونية بمعني تخصيص ساعة أو ساعتين لطفلك بعد الانتهاء من واجباته اليومية من أجل اللعب علي الهاتف المحمول او الكمبيوتر
وانصح بعدم تواجد الهاتف بجوار الطفل عند النوم وألا يكون قريب من سريره وذلك لعدم انشغاله فى اللعب علي حساب راحته وساعات نومه، مع وضع انشطه بديلة للألعاب لملء الفراغ الذي يعاني منه الطفل.
ويجب تعدد وتنوع الأنشطة المختلفة للطفل منها قراءة الكتب والقصص والرسم وممارسة الرياضة أو الخروج مع أصدقاء نثق فيهم.