تحرص بعض الأسر في مصر على أنهم لا يتزوجون سوى من أفراد عائلاتهم لأسباب تختلف حسب ثقافة كل أسرة، مما يزيد من احتمالية إصابة الجيل الجديد بأمراض وراثية...
وقد أكدت الدكتورة سامية التمتامي أستاذ علم الوراثة البشرية بأنه كلما زادت درجة القرابة كان الطفل الناتج عن الزواج أكثر عرضة للأمراض الوراثية حيث أن كل خلية داخل جسم الإنسان تحتوي على 30 ألف چين، وبالتالي فالچينات داخل الخلايا متشابهة بنسبة 100% لدى التوائم من بويضة واحدة في حين تشابه الچينات بين الوالدين والأبناء والأخوات تكون بنسبة 50%، أما نسبة التشابه بين أبناء العم أو أبناء الخال تكون 12.5% أي بما يعادل حوالي 3500 چين متشابه بين الوالدين، فإذا صادف وجود چين واحد فقط منهم لدى الأب والأم يمكن أن يسبب مرض وراثي متنحي لدى الجنين يؤدي إلى الإجهاض أو وفيات بعد الولادة ويمكن أن تسبب عقم لدى بعض الحالات، وهناك الكثير من الدراسات العالمية حول الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب التي أثبتت أن هذا النوع من الزواج ينتج عنه ضعف الأمراض الوراثية الناتجة عن الزواج العادي.
وتضيف دكتورة سامية بأن نسبة الأمراض الوراثية في مصر تصل إلى 3% من عدد المواليد سنوياً وبالتالي فهو رقم كبير يشكل حمل كبير على الدولة المصرية حيث يحتاج حامل المرض الوراثي إلى رعاية طبية وعلاج غالباً مايكون ذو تكلفة كبيرة، وبالتالي نستطيع تقليل تلك النسبة بقدر الإمكان بتجنب زواج الأقارب أو بضرورة إجراء تحليل الأمراض الوراثية قبل الزواج، حيث أن التحاليل الروتينية التي تتم في مصر كشرط لإتمام عقد الزواج ليس لها أي قيمة في الكشف عن الأمراض الوراثية، حيث يجب على الأقارب إجراء تحليل فحص كروموسومات المتاحة في مراكز متخصصة في الأمراض الوراثية.