السبت 18 مايو 2024

استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية د.شريف مهدي: الإكزيما.. مرض جلدي مؤلم.. ومُعمّر!

استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية د.شريف مهدي: الإكزيما.. مرض جلدي مؤلم.. ومُعمّر

2-11-2022 | 12:03

حوار: أحمد محمود
الإكزيما من الأمراض المزمنة المعروفة التي تصيب جلد الإنسان مسببة أعراضا مختلفة علي سطح جلد المريض، وتكون مصحوبة بتهيج والتهابات ، وتصبح المنطقة المصابة من الجلد حمراء خشنة متشققة بسبب الحكة الشديدة للجلد المصاب . والإكزيما من الأمراض المزمنة التي ليس لها علاجات شافية ، ولكن من الممكن علاج الأعراض وتجنب أسباب الإصابة بها ، ولمعرفة كل ما يتعلق بهذا المرض المقلق والصعب علي جلد الإنسان أسبابه وأنواعه ، وأعراضه، وكيفية الوقاية منه ، التقت مجلة طبيبك الخاص مع الدكتور شريف مهدي المدرس واستشاري الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز القومي للبحوث. وإلى نص الحوار. - ما المقصود بمرض الإكزيما وتأثيره علي جلد المريض المصاب ؟ - الإكزيما بقع متفرقة من الجلد مصابة بالالتهاب والتهيج، حيث يصبح الجلد في المنطقة المصابة خشنًا متشققًا ولونه أحمر ، ويسبب الحكة. تعتبر الإكزيما من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا. وهي من الأمراض الجلدية المزمنة التي لا يوجد لها علاجات شافية، وعلى الرغم من ذلك فمن الممكن تدبيرها من خلال علاج الأعراض ، وتجنب العوامل المسببة للإصابة. وتتخذ الإصابة بالإكزيما شكل آفة جلدية مكونة من بقع حمراء اللون مرتفعة قليلًا عن سطح الجلد، متقشرة خشنة الملمس غير مؤلمة على الأغلب، ولكنها مصحوبة بحكة شديدة٠ - ما هي أنواع الإكزيما التي تصيب الإنسان ؟ - للإكزيما أنواع عديدة تختلف من حيث الأسباب، و أكثرهذه الأنواع شيوعًا التهاب الجلد التأتبي، و تتضمن بعض أنواع الإكزيما ما يلي: إكزيما الجلد التأتبي و إكزيما الجلد التلامسي وإكزيما الجلد العصبي وإكزيما خلل التعرق والإكزيما الدهنية ، و إكزيما الركود . - ماذا عن أعراض الإصابة بهذا المرض ؟ أعراض الإكزيما: تختلف أعراض الإكزيما من شخص لآخر حسب عمر الشخص المصاب، وشدة الحالة، ونوع الإكزيما، وتمر الإصابة بفترات تتفاقم فيها الأعراض ، ثم تليها فترات تقل فيها الإصابة و شدتها. وتتضمن أعراض الإكزيما بشكل عام: - جفاف الجلد ، الحكة، وتكون الحكة شديدة خصوصًا في الليل٠ - بقع حمراء أو بنية رمادية على الجلد. - بثور صغيرة بارزة قد تتسرب السوائل منها عندما تخدش أو تتقشر - وسماكة الجلد وتشققه وتقشره. - ما هي أسباب الإصابة بهذا المرض الذي يسبب ألما ً علي جلد المصاب به ؟ - الإكزيما هي ظاهرة وراثية تنتقل من جيل إلى جيل، و هناك مجموعة محددة من الجينات التي تؤدي إلى وجود أشخاص ذوي جلد حسّاس جدًا بشكل خاص، كما أن عوامل اجتماعية وبيئية معينة مثل الضغط النفسي وغيرها من شأنها أن تحفّز وتثير نوبات الإكزيما. قد تتولد الإكزيما أو تتفاقم نتيجة التعرض لعوامل محفزة متوفرة في المواد المستعملة بشكل يومي مثل - الصوف والأقمشة الاصطناعية. -الصابون ومواد أخرى تجفف الجلد. - الحرارة والتعرّق. - جفاف الجلد. - الإكزيما قد تظهر كرد فعل للجسم على التوتر والضغط النفسي٠ - لماذا تزداد الإصابة بمرض الإكزيما في فصل الشتاء ؟ - بسبب جفاف الجلد الزائد في فصل الشتاء ونقص الرطوبة وهي من المحفزات الأساسية للإكزيما، ويفضل دائما ارتداء الأقطان علي جلد المريض الذي يعاني من الإكزيما ، وتقليل الأصواف قدر المستطاع إلي جانب أن سوء التهوية في المنازل يؤدي إلي تكاثر ما يسمي بحشرة المنزل House dust mite ، وهي من أحد محفزات الإكزيما، كما أن قلة استعمال كريمات الترطيب في فصل الشتاء مع ازدياد فرص جفاف الجلد تساعد علي ظهور الإكزيما. - ماذا عن مضاعفات هذا المرض علي جلد المصاب ؟ - تشمل مضاعفات الإكزيما ما يأتي: - حكة مزمنة وجلد متقشر -التهابات الجلد - التهاب جلد اليد المهيج - التهاب الجلد التلامسي التحسسي - مشاكل في النوم - ما هي العلاجات الضرورية لهذا المرض المزمن ؟ - الهدف من علاج الإكزيما هو تخفيف الحكّة أو منعها تمامًا إذ أن الحكّة المتواصلة قد تؤدي إلى التهاب الجلد٠ وتشمل العلاجات ما يأتي : -المراهم: لأن الإكزيما تجعل الجلد جافًا ومثيرا للحكّة يوصى باستعمال المراهم المختلفة لترطيب الجلد، ويفضّل دَهن هذه المستحضرات على الجلد الرطب بعد الاستحمام مثلًا من أجل مساعدة الجلد على حفظ رطوبته. -الكمادات الباردة تساعد على تخفيف الحكّة. -المضادات الحيوية: إذا ظهر في المكان المصاب التهاب الذي تسببه البكتيريا هناك علاجات أخرى ضد الإكزيما تشمل: المعالجة بمضادات الحساسية مثل مضادات الهيستامين تخفّف كثيرًا من الحكة الشديدة والمعالجة بالضوء مثل تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية٠ (Phototherapy) دائما الوقاية خير من العلاج فكيف يمكن وقاية أنفسنا من هذا المرض ؟ - في الإمكان عادةً منع ظهور مرض الإكزيما أو التخفيف من حدتها عن طريق اتخاذ واحد من التدابير البسيطة الآتية : - استعمال مواد للحفاظ على رطوبة الجلد ،تجنب التغيرات الحادة في درجات الحرارة أو درجة الرطوبة. - تجنب التعرّق المفرط أو التدفئة المفرطة، تخفيف الضغط النفسي والتوتر. - تجنب التعرض لمواد تثير الحكّة مثل الصوف أو غيره ،تجنب استخدام أنواع معينة من الصابون ومواد التنظيف أو المواد المذيبة الحادة. - الوعي والانتباه لأنواع الأطعمة التي تسبب ظهور الإكزيما ثم الحرص على تجنبها٠ - ما مدى انتشار هذا المرض في الأوساط المختلفة ؟ - الإكزيما من الحالات الجلدية الشائعة بشكل كبير ، ويتطور عدد من هذه الحالات ليستمر خلال مرحلة البلوغ والشباب. وكذلك فمن الممكن أن تحدث الإصابة بالإكزيما خلال عمر الشباب بسبب العوامل المختلفة المحرضة. - هل يمكن القول بإن هذا المرض من الأمراض الخطيرة و المعدية ؟ - لا تعتبر الإكزيما مرضًا خطيرًا، إلا أن إهمالها وعدم العلاج قد يؤدي إلى تسمك الجلد والتعرض للعدوى والالتهابات والنزوف، كما أن الحكة والألم قد يكونان مزعجين، حيث يمكن أن تمنع الحكة المريض من النوم أو الراحة أو تعيقه عن أداء أعماله اليومية. والإكزيما مرض التهابي تحسسي ينتج عن وجود خلل ذاتي لدى المريض، يرافقه التعرض إلى عامل محرض لحدوث الإكزيما، والإكزيما غير معدية ولا تنتقل من شخص لآخر. - هل الإكزيما مرض مزمن؟ - يمكن أن تستمر الإصابة بالإكزيما لسنوات، وقد تظهر وتختفي بشكل متكرر، حيث يمكن أن تغيب فترة طويلة ثم تعود من جديد، وهي مرض مزمن ومن الصعب التخلص منه بشكل نهائي، بل يمكن تدبير الحالة من خلال معالجة الأعراض وتجنب العوامل المحرضة٠ - ماذا عن إكزيما الأطفال الرضع ؟ - إكزيما الرضع شائعة جدا وتصيب عددًا كبيرًا من الأطفال بشكل اعتيادي مثل الأمراض الأخرى، وهي قابلة للتدبير والعلاج ولا تعتبر حالة خطيرة ولا تستدعي القلق.