السبت 27 ابريل 2024

الصحة والمناخ في قمة cop27


الصحة والمناخ في قمة cop27

25-11-2022 | 08:21

كتبت: غادة عاشور
يشكل تغير المناخ وتقلباته الشديدة والمتلاحقة أكبر تهديد يمكن أن يواجه صحة البشرية في الفترة الزمنية الأخيرة. ولوحظ أن أول الذين تضررت صحتهم بصورة أكثر وضوحاً من جراء هذه التغيرات المناخية هم الأقل إسهاماً في أسباب حدوثها، بل هم الأقل قدرة على حماية أنفسهم وأسرهم من تلك الأضرار وهم سكان الدول النامية. ومما لا شك فيه أن أزمة تغير المناخ التي نحن بصددها تهدد بنسف التقدم الذي تم إحرازه في تلك المجتمعات النامية على مدار الخمسين عاماً الأخيرة في مجالات التنمية والصحة العامة والحد من الفقر والتصحر، حيث يؤثر المناخ بتغيراته على صحة الأفراد داخل تلك المجتمعات، فيسبب العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة الظواهر الجوية الحادة المفاجئة والمتلاحقة مثل: موجات الحر والعواصف والفيضانات والأعاصير والبراكين وحرائق الغابات مع زيادة معدل الأمراض الناتجة عن تلوث الماء والهواء والغذاء وسرعة انتقال الأمراض المعدية من الحيوان إلى الإنسان. وقد أتاح لنا التقدم العلمي في العصر الحديث معرفة نسب الزيادة في معدلات الأمراض والوفيات الناتجة عن التغير في المناخ وتحديد مخاطر التهديدات الصحية على نحو أدق، ولذلك أصبحت حماية صحة الإنسان من آثار هذه التغيرات المناخية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وفي هذا السياق أشار الدكتور. تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أن أعباء فاتورة تغير المناخ لا تتراكم على الأجيال القادمة فحسب بل يدفع ثمنها الباهظ الناس من صحتهم اليوم، وقد تم تحديد المخاطر الصحية الأكثر شيوعاً والمتعلقة بتغير المناخ في الإصابة بالإجهاد الحراري والأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام والماء والهواء والناموس والبعوض مثل (الكوليرا والملاريا وحمى الضنك) . إن البيئة الصحية وكذلك المناخ الصحي من الأمور المهمة والضرورية لضمان صحة وحيوية الإنسان وحمايته من الأمراض، فعلى سبيل المثال يتسبب تلوث الهواء وحده في حدوث سبعة ملايين حالة وفاة سنوياً وتتركز تأثيرات التغير المناخي على الصحة العامة في أكثر من محور منها: 1-الأمراض المتعلقة بالبيئة والأمراض المعدية حيث تتسبب التغيرات المناخية في تغير البيئة الطبيعية وانتشار الأمراض الوبائية. 2-الأمراض التنفسية والقلبية الناتجة عن تغير جودة الهواء وزيادة الملوثات والانبعاثات الكربونية الضارة مما أدى إلى تفاقم الأمراض التنفسية كأزمات الربو الشعبي والحساسية وكذلك مضاعفة المشكلات القلبية لدي الفئات الأكثر عرضة للخط كمرضى الأمراض المزمنة وكبار السن. 3-تداعيات الإنهاك الحراري خصوصاً على الفئات الأكثر عرضة للخطر كالأطفال والمسنين. 4-الحروق والإصابات. 5-التأثير على أمن وسلامة الغذاء من حيث الجودة والكمية ومن هنا كانت استضافة مصر لقمة المناخ «cop27» فرصة عظيمة لفتح النقاش في قطاع الصحة وعلاقته بالتغير المناخي والتدهور البيئي.