الأحد 24 نوفمبر 2024

شاركت في صناعة العدد الأول من مجلة طبيبك الخاص


.

23-12-2022 | 11:52

البرنس حسين
عندما يتحدث الكاتب عن حدث لم يكن طرفا فاعلا في كل أحداثه أو بعضها فشهادته تحتمل الحقيقة أو جزء منها أو تفتقد الدقة تماما حسب مصداقية المصادر التي استمد منها هذا الحدث ، لذلك فإننى عندما اتحدث عن تاريخ يزيد عن نصف قرن كنت مشاركا وفاعلا في أحداثه وكنت شاهدا على تلك الحقبة بحكم بدايات عملى في مؤسسة كانت ولازالت من أعرق المدارس الصحفية في مصر على مدى ١٣٠ عاما هي عمر مؤسسة دار الهلال الصحفية. الأن تحتفل بمرور تلك الأعوام على إنشائها والتي بالفعل اتشرف بانتمائى إليها منذ أكثر من نصف قرن وأتشرف أيضا بإننى عاصرت خلال هذا العمر معظم أعلام الصحافة بداية من الكاتب والمفكر الكبير الأستاذ أحمد بهاء الدين وانتهاءا بالراحل الأستاذ مكرم محمد أحمد والذى كان رئيسا لمجلس الإدارة عندما احلت الى التقاعد منذ ٢٠ عاما . عاصرت البدايات اتشرف بإنى كنت أنا أحد الفرسان الذين نالوا شرف المشاركة فى تحقيق حلم «دار الهلال» والقراء فى أن يكون هناك مجلة متخصصة للثقافة الطبية بأسلوب علمى مبسط. وحكايتى معها بدأت أواخر عام ١٩٦٨حينما استدعانى الأستاذ محمد رفعت مدير التحرير وأبلغنى بأنه قد تم اختيارى لكى أشارك مع الزملاء الأستاذ «السيد حجازى» وكان وقتها يشغل منصب سكرتير تحرير المجلة والزميل العزيز نصر الدين سلطان والزميل محمد عبدالعزيز نصر والأستاذة إيفون بشارة والأستاذة ليلى أمين والأستاذة إحسان حسين والأستاذ محمد عبدالصادق وقد طلب منا جميعا المشاركة في تحرير العدد الأول. وبالفعل عملنا معاً وبحب وصدق لإصدار هذا العدد الأول لـ«طبيبك الخاص» وكان بالتعاون مع الطاقم الفني الأستاذ جمال قطب والأستاذ عفت حسنى وبعدهما تولى الفنان شوقى متولى مهام الإخراج الفني للمجلة. وبدأت العمل مع زملائى بكتابة بعض الموضوعات المهمة لهذا العدد.. وقمنا بعمل اللازم فى سرعة ودقة واتقان وكنا نسارع الوقت لتحقيق هذا الحلم الكبير لنا وللقراء الأعزاء الذين كان لهم الفضل فى زيادة توزيع المجلة بعد خروجها للنور كمطبوعة متخصصة لنشر الثقافة الطبية لخدمة هؤلاء القراء .. وتحقق الحلم وبدأ تاريخ صدور العدد يقترب شيئاً فشيئاً حتى صدر العدد الأول1969.. وقتها كنا جميعا فى «دار الهلال» فى انتظار مردود ونتيجة هذا الجهد الكبير. وجاءت الأخبار من إدارة التوزيع حيث نفد العدد عن أخره وتم توزيعه بالكامل ولم تصل أى نسخة للمخازن.. وقتها تنفسنا جميعا الصعداء وفرحنا وفرحت «دار الهلال» بكل أجهزتها وأقسامها التنفيذية التى شاركت معنا فى تحقيق هذا الحلم الجميل.. وهكذا توالت الأعداد واستمرت تلك المرحلة بنجاح بفضل قيادة الدكتور سعيد عبده رئيس التحرير الأول للمجلة ، والأستاذ محمد رفعت ومعه الدكتور رفعت كمال وقد تشاركا في رئاسة التحرير بعد انتهاء فترة الدكتور سعيد عبده . بعدها انتقل الدكتور رفعت كمال إلى مؤسسة أخبار اليوم لرئاسة تحرير كتاب اليوم الطبى التى تصدره دار أخبار اليوم. بعدها تولى الأديب الكبير رجاء النقاش مهمة قائم بأعمال رئيس التحرير لحين اختيار رئيسا جديدا ، وهكذا انتهت الفترة الأولى والتي تم خلالها صدور وتواجد واستمرار أول مطبوعة متفردة في المجال الطبي في مصر والعالم العربى وهو ماخلق مناخ جيد من التفاعل الرائع بين القارئ وأسرة تحرير المجلة. الدكتور عبدالرحمن نور الدين والنقلة النوعية بدأت النقلة النوعية للمجلة بعد ان اختارت السيدة أمينة السعيد رئيسة مجلس الإدارة الدكتور عبد الرحمن نور الدين والذى كان يعمل وقتها مديراً للعيادة الطبية فى المؤسسة وعضوا بمجلس الإدارة وتولى رئاسة التحرير بعد ثلاثة أشهر من انقضاء الفترة الانتقالية، فاستمرت انطلاق المسيرة الجيدة بفضل المقالات المتخصصة والموضوعات الهادفة والأبواب المختلفة منها باب «بريد القراء» و«العيادات الطبية» والافتتاحية «حديث في العلم» وحتى الصفحة الأولى «روشتة» كانت مقروءة جيدا من القراء وغيرهم الكثير من الأبواب الهادفة . ومن هنا زاد التفاعل وزادت معدلات التوزيع حيث استطاع الدكتور عبد الرحمن نور الدين بمقالاته الرائعة أن يصل بسهولة لعقل وقلب القارئ في مصر والوطن العربى كله . وهكذا تشرفت باستكمال العمل مديرا للتحرير مع الدكتور عبد الرحمن نور الدين طوال فترة توليه قيادة المجلة حتى اننى قررت عدم استكمال مسيرتى بعد قرار خروجه على المعاش عام ٢٠٠٢ لكى اترك المجال للشباب ولأسر تحرير جديدة متوالية، استكملت مسيرة النجاح حتى الأن . وفى النهاية فإننى أحيى للقائمين الأن على مجلة «طبيبك الخاص» من أبنائى وبناتى وهم من أثبتوا تفوقهم في تحرير المجلة وكذلك أحيى مؤسسة دار الهلال العريقة التي مازالت تقدم نماذج ناجحة تمثل حاضرا مزدهرا ومستقبلا مشرقا للأجيال القادمة من المصريين. وكل عام والمؤسسة والعاملين بها في تقدم وبخير بمناسبة مرور 130 عاما على انشاء دار الهلال كما أتقدم بالتهنئة القلبية لرئيس مجلس الإدارة المهندس أحمد عمر على مجهوده الكبير للارتقاء بالمؤسسة رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة .