الأربعاء 15 مايو 2024

البرد يدق على الأبواب والنوافذ .. أشهر أمراض الشتاء.. وأشهر طرق الوقاية

صحة قلبك وعظامك في خطر ..والسبب كثرة النوم

31-12-2022 | 16:36

كتبت: هند عطا
يدخل الشتاء وينتاب الكثيرين ذعر كبير من البرد وسوء الطقس وأمراض الإنفلونزا والأمراض الأخرى التى قد تصيب القلب والجلد والبشرة وأعضاء الجسم الأخرى نتيجة انتشار الميكروبات والفيروسات فى هذا الفصل، وأيضا نتيجة عاداتنا الخاطئة فى الطعام والمعيشة. فى هذا التحقيق المطول نرصد لكم أشهر أمراض الشتاء، وطرق الوقاية والعلاج، لا يفوتكم هذا التحقيق فقد ينفعكم فى أيام الطقس الصعبة!. د. محمد قطب أستاذ طب الأنف والأذن والحنجرة يوضح بداية أن من يعانون من الجيوب الأنفية أو الحساسية يتعرضون لمشاكل صحية فى الشتاء، حيث يكون أنف المريض غير قادر على تحمل درجة الحرارة الباردة التى تدخل الأنف مما يترتب عليه ظهور بعض الأعراض مثل انسداد الأنف، الشعور بالحكة فى الأنف, صداع، وجود مخاط وسعال. ويفرّق بين دور البرد والحساسية حتى وإن تشابها فى الأعراض موضحا أن الجيوب الأنفية أو الحساسية تتضح عندما يتعرض الشخص للأتربة، ويبدأ فى الرشح والسعال فهذا يعنى أنه مصاب بالحساسية لأنه لم يتعرض إلى ميكروب أو فيروس، ولكن دور البرد أو الإنفلونزا تتم الإصابة بهما عند التعرض لفيروس معين يهاجم الجيوب الأنفية مما يترتب عليه ظهور الأعراض السابق ذكرها، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة ولزوجة مخاط الأنف وعدم الاستجابة لأدوية الحساسية مشيرا إلى أن الإنفلونزا هى الدرجة الأشد من دور البرد العادي. ويؤكد أستاذ الأنف والأذن والحنجرة أن الميكروبات تنشط فى فصل الشتاء ولا توجد أمراض تصيب الأذن فى فصل الشتاء بالتحديد إلا فى بعض الأحيان عندما يصاب الأطفال بالبرد أو الإنفلونزا فى الشتاء بكثرة، فهم يكونون عرضة للإصابة بالتهابات الأذن الوسطى بشكل متكرر عن غيرهم، وهنا يؤكد على أهمية علاج الأذن وعلاج السبب الأساسى فى الإصابة وهى التهابات الأنف سواء برد أو إنفلونزا. ويقول إن التهابات اللوزتين التى تحدث نتيجة ميكروب غير مرتبطة بالشتاء، لكن فرصة الإصابة بها تكون أكثر فى فصل الشتاء نظرا لتعدد سبل العدوى وتحدث العدوى نتيجة اختلاط الأطفال فى الحضانة أو المدرسة أو مكان مغلق، كما أن التهابات الحنجرة ليست لها علاقة بفصل معين لكن يمكن أن تزيد قليلا فى الشتاء ولكنها ليست نتيجة للشتاء. ويوضح د.“قطب” أن الحساسية قد ترتبط بالبيئة المحيطة فهناك بعض الظروف التى تُنشط من أعراض الحساسية مثل: ظروف المعيشة إذا كان الشخص يعيش فى مكان مغلق غير جيد التهوية ولا يتعرض للشمس أو يجلس فى مكان مليء بالمدخنين أو يستخدم منظفات ذات رائحة نفاذة أو بخور وما إلى ذلك. كما يوضح أن من أشهر الأسباب التى تؤدى للحساسية حشرة بق الفراش: وهى حشرة لا ترى بالعين المجردة وتعيش داخل المراتب ويوضح إنها موجودة عند أكثر الناس نظافة وذلك لأن وجودها غير مرتبط بنظافة المكان وإنما مرتبط بالتعرض للشمس لذلك يجب تهوية المراتب وتعريضها للشمس. وعن طرق العلاج يقول إن هناك العلاج المناعى بالأمصال ويتم ذلك عن طريق عمل تحاليل على جلد المريض وتحديد مسبب الحساسية ثم يأخذ المصل المناسب حسب المسبب حيث يكون الشخص مستعدا للتعامل مع المواد المحفزة للحساسية ولكن هذا لا ينطبق على جميع الحالات، كما أنه غير دائم فقد يدوم لمدة 3 إلى 5 سنوات ثم تعود الحساسية من جديد. لذلك النصيحة الأولى والأهم هى البعد عن مسببات الحساسية والمواظبة على الأدوية تحت إشراف الطبيب المختص، وعدم إهمال الحساسية لأنها يمكن أن تتطور إلى مضاعفات مثل: حساسية فى الصدر وحساسية فى العين أو زوائد لحمية فى الأنف. وينصح باتباع أساليب الوقاية واحتياطات السلامة العامة مثل: عدم الوقوف أمام تيار هواء بجسم ساخن أو متعرق وعدم الاختلاط بالآخرين أثناء المرض للحد من نقل العدوى وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، خاصة قبل وبعد الأكل وأثناء فترة المرض أو فى ظل وجود عدوى محيطة، والتهوية الجيدة والاهتمام بالنظافة الشخصية والبعد عن التجمعات والأماكن المزدحمة. ويتم العلاج تحت إشراف الطبيب بتناول الأدوية المسكنة والمعالجة للأعراض مع الفيتامينات. ولتقليل فرصة الإصابة فينصح بتلقى لقاح الإنفلونزا الموسمية فهو مهم جدا لكن فعالية هذا اللقاح تختلف من شخص إلى آخر. الدكتور أحمد بشير مدرس الصدر والحساسية يرى أن أكثر الأمراض انتشارا فى الشتاء هى النزلات الشعبية ونشاط حساسية الأنف والصدر وتتمثل أسباب الإصابة فى نشاط الفيروسات فى فصل الشتاء بسبب تقلبات الجو مما يساعد على انتشار الأمراض الخاصة بالجهاز التنفسي. وبالنسبة لطرق الوقاية ينصح بعدم الخروج فى ظل التقلبات المناخية الكبيرة وارتداء الملابس المناسبة للمناخ الشتوي، الابتعاد عن الأماكن المزدحمة، الاهتمام بتناول الأكل الصحى الخضراوات، التهوية الجيدة للمنزل، تناول المشروبات الدافئة باستمرار، الابتعاد عن الأشخاص المدخنين أو الهواء الملوث، المواظبة على الأدوية الوقائية حسب كل حالة مثل بخاخ الصدر والأدوية الوقائية من الحساسية كما ينبه على أهمية تطعيم كورونا للتقليل من فرصة الإصابة والتخفيف من حدة المضاعفات. د. مينا سامى استشارى القلب والأوعية الدموية يحذر من الجلطات والأزمات القلبية ويؤكد أنها تزداد فى فصل الشتاء حيث أوضحت دراسة فى مدينة وينيبج بكندا (أحد اكثر المدن برودة فى العالم) أن درجة الحرارة العظمى لها علاقة بنسبة جلطات القلب، وأن كل انخفاض ١٠ درجات فى الحرارة العظمى يزيد من جلطات القلب بنسبة ٧٪، حيث إن البرد يؤدى إلى انقباض الشرايين الصغيرة والشعيرات الدموية فى الجلد، وذلك للحفاظ على درجة حرارة الجسم مما يزيد المقاومة أمام القلب ويزيد من عمله، كما أن انخفاض درجات الحرارة يؤدى إلى زيادة سرعة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم وزيادة عمل القلب، كما ينبه من خطورة نزلات البرد و(الإنفلونزا) حيث أظهرت الأبحاث إن نزلات البرد لمرضى القلب تزيد من احتمالية حدوث جلطات فى القلب والمخ ٦ أضعاف أكثر من المعتاد، كما أن نزلات البرد تكون أكثر شدة فى مرضى القلب لذلك الوقاية منها شيء فى غاية الأهمية وذلك عن طريق أخذ لقاح الإنفلونزا. وللحفاظ على صحة القلب فى فصل الشتاء ينصح “سامي” باتباع التالي: - الحفاظ على درجة حرارة المنزل إلى جانب المكوث داخل الأماكن المغلقة قدر الإمكان فى الأيام شديدة البرودة. - الحفاظ على النشاط داخل الأماكن المغلقة مثل القيام ببعض التمارين من حين لآخر فى اليوم وذلك يحافظ على درجة حرارة الجسم ويقوى المناعة. - الإكثار من الوجبات الساخنة والمشروبات الدافئة مثل الشوربة. - ارتداء الملابس الملائمة والإكثار من الطبقات حيث إن عدة طبقات رفيعة أفضل من طبقة واحدة سميكة من الملابس الثقيلة إلى جانب ارتداء القفازات والأوشحة. - فى الأيام شديدة البرودة من الممكن لف وشاح حولً الفم أو ارتداء قناع لاستنشاق هواء دافئ. - أخذ تطعيم الإنفلونزا قبل بداية فصل الشتاء خصوصا مرضى القلب وكبار السن. - تلقى لقاح كورونا. وتوضح د. علا حجازى استشارى الجلدية والتجميل إن أكثر المشاكل التى تصيب الشعر هى قشرة الشعر حيث تُصيب الشعر فى أى فترة فى السنة، ولكنها تزيد بشكل ملحوظ فى الشتاء سواء كانت القشرة التى تتكون بسبب الأكزيما الدهنية أو القشرة المصاحبة لمرض الصدفية فإنهم يزيدون بشكل عام فى فصل الشتاء أو حتى إذا كانت القشرة التى تتكون لوجود سبب فطرى فأيضا نلاحظ وجودها فى فصل الشتاء أكثر من أى وقت آخر، كما أن فروة الرأس تصاب بالجفاف تماما مثل بشرة الجسم فى فصل الشتاء، وهذا عامل آخر لزيادة قشرة فروة الرأس. أما بالنسبة للأمراض الجلدية التى تزداد فى فصل الشتاء فأهمها جفاف البشرة ويرجع السبب لقلة شرب المياه بشكل عام لعدم الإحساس بالعطش بسبب برودة الطقس، مع انخفاض درجة الحرارة و التعرض لتيارات الهواء الباردة تعتبر عاملا لجفاف البشرة لأنها تقلل من كمية الدم الواصل للبشرة والمسئول عن تدفئة الجلد وصحة الجلد. أيضا توضح أن فى فصل الشتاء لا يهتم الكثير من الناس باستخدام الكريم الواقى من الشمس؛ نظرا لشعورهم بالبرد مما يجعلهم يفضلون الجلوس فى الشمس للحصول على التدفئة مما يضر البشرة لأن كريم الشمس وسيلة مهمة جدا للحفاظ على البشرة. أيضا من المشاكل التى تصيب البشرة هى تطور الجفاف إلى أكزيما فى اليدين أو حدوث تشققات وجروح فى جلد الأصابع وحول الأظافر مع وجود الجفاف والتشققات فى جلد الكعبين، كما أن هناك إحمرار الأطراف فى اليدين والقدمين ويحدث ذلك نتيجة ضعف الدورة الدموية وتكثر تلك المشكلة بشكل واضح فى الشتاء وخاصة عند المدخنين، مما ينتج عن ذلك تورم مع إحمرار وحكة فى الأطراف و تكون مؤلمة ومزعجة جدا للشخص المصاب. ويمكن تجنب تلك المشكلة عن طريق الحرص على التدفئة، أما إذا كانت الحالة متطورة فهنا يجب اللجوء إلى الطبيب المختص لوصف العلاج اللازم لتلك المشكلة، ويجب أن تتم التدفئة بشكل تدريجى حتى لا تتفاقم المشكلة، وننصح دائما الأشخاص الذين يعانون من تلك المشكلة باستمرار أن يتبعوا الوقاية بتدفئة اليدين والقدمين عن طريق ارتداء القفازات والجوارب. أيضا نلاحظ ارتفاع فى معدل الإصابة بمرض الصدفية ومرض الوردية فى فصل الشتاء، بالإضافة إلى مرض النخالة الوردية وهو مرض فيروسى يتفاقم أكثر فى فصل الشتاء أو بين الفصول، ويظهر على شكل بقع حمراء عليها بعض القشور ثم ينتشر على الجلد وتتكون على شكل شجرة الكريسماس، فى الغالب يختفى هذا المرض بعد أسبوعين إلى 3 أسابيع من تلقاء نفسه، ولكن يتم معالجته عن طريق طبيب الأمراض الجلدية بوصف بعض الكريمات الموضعية التى تقضى على هذا المرض. كما يوجد ما يعرف بالأرتيكاريا الناتجة عن انخفاض درجة الحرارة، ويتم علاجها بالشكل الطبيعى لعلاج مرض الأرتيكاريا ودائما ما ننصح المصابين بها بحماية أنفسهم من البرد وعدم التعرض لتقلبات سريعة فى درجة الحرارة. من ضمن الأمراض أيضا تينيا القدمين أو تينيا الأصابع حيث تزداد فى فصل الشتاء نتيجة لارتداء الجوارب لفترات طويلة بغرض التدفئة، وهذا يقلل تعرض الجلد للتهوية مما يعرض للإصابة بتينيا بين الأصابع ولذلك ينصح الناس بتهوية القدمين وخصوصا بعد الاستحمام والوضوء وتجفيفها جيدا،أما الأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق ننصحهم دائما بغسل القدمين باستمرار مع التجفيف جيدا، واستخدام بودرة مضادة للفطريات بشكل روتينى للوقاية من هذا المرض. وبالنسبة للأكزيما الدهنية فهى من أكثر الأمراض انتشارا فى فصل الشتاء ومن أعراضها قشرة فروة الرأس وأحيانا وجود قشور وإحمرار بين الحاجبين وزوايا الفم والأنف وأعلى الصدر والظهر أحيانا، وهى من الأمراض الجلدية المزمنة ولو كانت بسيطة فيتم علاجها باستخدام الشامبو المضاد للقشرة الموجود فى الأسواق، أما لو كانت شديدة ففى تلك الحالة يجب التوجه للطبيب المختص لمعالجة الحالة ووصف الأدوية المخصصة للمرض. وتنبه الدكتورة علا حجازى إلى ضرورة الابتعاد عن العادات الخاطئة التى تضر بصحة الجلد ومنها على سبيل المثال: استخدام الماء الساخن أو الماء البارد أثناء الاستحمام أو غسل اليدين أو الوضوء لأن ذلك من شأنه أن يسبب جفاف الجلد ويتبعه مشاكل أخرى بالبشرة مثل الأكزيما وغيرها، فيجب استخدام الماء الفاتر طول العام سواء فى الصيف أو الشتاء و ذلك للحفاظ على صحة الجلد بشكل متوازن، وتلك النصيحة تنطبق على الشعر تماما مثل الجلد. وتؤكد على أهمية ارتداء ملابس قطنية تحت الملابس المصنعة من الصوف لأن تعرض الصوف للجلد بشكل مباشر يمكن أن يسبب تهيج للجلد وحساسية. وتنبه أيضا على ضرورة التجفيف جيدا بعد استخدام المياه لأن بقاء المياه على الجلد دون تجفيفها يسبب الجفاف وتكون فطريات على الجلد، مما ينتج عنه مشاكل كثيرة مع الابتعاد مسافة مناسبة عن أجهزة التدفئة أثناء الجلوس، لأن الجلوس بالقرب منها مباشرة خطر على الجلد. وتنصح بشرب كميات مناسبة من المياه بمقدار من 2 إلى 3 لترات يوميا، وبالنسبة للأشخاص الذين لا ينتبهوا عادة إلى شرب الماء فيمكن أن يشربوا كوبين من المياه قبل كل وجبة مع الحرص على تناول الخضراوات والسلاطة الخضراء بما يضمن الحصول على الفيتامينات والمعادن اللازمة للحفاظ على البشرة والشعر، بالإضافة إلى تناول المشروبات الدافئة الصحية مثل (الينسون, القرفة، الزنجبيل) التى تعوض نقص المياه وتساعد فى تدفئة الجسم وترطيب الجلد. وتنصح “حجازي” باستخدام المرطبات المناسبة للبشرة من الجيل الجديد مثل التى تحتوى على الجلسرين، وزبدة الشيا، والبانثينول، ومادة السيراميد لأنها تساعد على إعادة بناء الطبقة الدهنية التى تفقد نتيجة استخدام المنظفات والمطهرات بشكل كثيف، كما يجب ترطيب الشعر عن طريق استخدام ماسك مرطب للشعر مرة أسبوعيا، وتنبه على ضرورة اتباع روتين يومى للبشرة عن طريق استخدام غسول مناسب لنوع البشرة ثم استخدام تونر فى حالة البشرة الدهنية أو المختلطة، ثم استخدام واقى الشمس المناسب لنوع البشرة وتجديده كل ساعتين فى حالة التعرض المباشر للشمس، ومساء يتم استخدام الغسول مرة أخرى ثم وضع كريم مرطب مناسب لنوع البشرة.