الثلاثاء 30 ابريل 2024

90 % من مرضى الذئبة الحمراء ... نساء!

90 من مرضى الذئبة الحمراء ... نساء

21-1-2023 | 14:51

كتب: أحمد فاخر
قالوا عنه إنه مرض مميت بالرغم من أنها مجرد إشاعات، فهو مرض مزمن من أعراضه بقع على الوجه مصبوغة باللون الأحمر، والمشكلة الأخطر هي الجهل به وبأسباب الإصابة... الدكتورة سماح البكري أستاذ الأمراض الباطنة والروماتيزم تؤكد أن مرض الذئبة الحمراء أحد الأمراض المناعية التي تحدث نتيجة خلل بالجهاز المناعي للجسم وليس بسبب ضعفه أو زيادة نشاطه، حيث يقوم الجهاز المناعي بتكوين أجسام مضادة تعمل ضد كل خلايا الجسم، بالتالي يمكن أن يتأثر به أي عضو من أعضاء الجسم، وقد سمي بالذئبة الحمراء لأن من الأعراض الشائعة له حدوث التهاب في الجلد خاصة في منطقة الجبهة والخدين بالوجه، مما يحول المريض لقرب شكله من الذئب، كما يصيب اليدين ،حيث إنه مرتبط بأجزاء الجلد الأكثر تعرضا لأشعة الشمس، حيث يصيب الجلد ، ويسبب هذا الالتهاب الإحمرار الشديد والحكة. وأشارت الدكتورة سماح إلى أن مرض الذئبة الحمراء يصيب السيدات بنسبة 90 % من إجمالي المصابين بالمرض، وأغلب المصابات تتراوح أعمارهن من 16 وحتى الـ 45 سنة، لذلك فهو له علاقة وثيقة بالنشاط الهرموني داخل الجسم خلال فترة الخصوبة لدى المرأة. أما عن أعراض الإصابة بالذئبة الحمراء أضاف الدكتور محمد عبد المنعم عبد العال أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية أن أبرز أعراض هذا المرض تتمثل في: • طفح جلدي مصاحب لارتفاع في درجة حرارة الجسم • سقوط الشعر بشكل زائد وملحوظ • قرح بالفم وإذا تأثرت باقي أعضاء الجسم بالمرض تظهر أعراض أخرى أكثر قوة كالتالي: • الإصابة بأعراض الأنيميا مثل زيادة ضربات القلب والهبوط المستمر • ظهور مياه على الرئة • ظهور مياه على القلب • زلال في البول • ارتفاع في ضغط الدم • تأثر الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي • التهاب المفاصل ولكن من رحمة ربنا علينا أنه لا تحدث جميع تلك الأعراض في آن واحد، حيث تتفاوت تلك الأعراض في قوتها، ولكن يصاحبها ارتفاع درجة حرارة الجسم في أغلب الأوقات ، والتي تعتبر أهم إشارة للإصابة بالذئبة الحمراء لأن أغلب الأعراض السابق ذكرها يمكن أن تتشابه مع أعراض لأمراض أخرى مختلفة. كما أن هناك أعراضا ترتبط بالتهاب الجلد فقط دون أية أعراض أخرى، وفي تلك الحالة يتوجه المريض لطبيب جلدية اعتقادا منه بأن هذا مجرد مرض جلدي، ولكن أغلب أطباء الجلدية على دراية كافية بأعراض الذئبة الحمراء ويسهل عليهم تشخيصها، وبجانب العلاج يتم تحويل المريض إلى استشاري روماتيزم حتى يتم متابعته ، وتجنب ظهور أية أعراض أخرى داخلية تؤثر بالسلب على أجهزة الجسم. كما أكد الدكتور محمد إسماعيل عبد الكريم أستاذ أمراض الروماتيزم أنه من المعروف أن الأمراض المناعية أحياناً لا تأتي فرادى ، وبالتالي من الشائع أن يصاب المريض بالذئبة الحمراء وتيبس الجلد الجماعي مع التهاب العضلات والروماتويد المفصلي في نفس الوقت، ولذلك يعتمد الطبيب في تشخيص المرض على جزئين أولهما الجزء الإكلينيكي الذي يشير إلى الإصابة بالذئبة الحمراء وثانيهما عمل تحليل أجسام مضادة لقياس نسبة البروتين الموجود داخل النواة (ANA)بالإضافة لبعض الفحوصات الأخرى مثل صورة الدم الكاملة وتحليل بول للاطمئنان على حالة وظائف الجسم بشكل كامل. ومن جهة أخرى دعونا نتفق علي أن الأمراض المناعية جميعها أمراض مزمنة، وبالرغم من ذلك هناك تطور كبير في العلاجات الخاصة بالأمراض المناعية ، حيث يعتمد العلاج على حالة كل مريض مع توقيت التشخيص، ويتم السيطرة على نشاط المرض عن طريق إعطاء المريض عدد كبير من الأدوية في البداية، ولكن التشخيص المبكر مع التزام المريض بالعلاج يعطي فرصة كبيرة للسيطرة على نشاط المرض بشكل أسرع، وحين القدرة على السيطرة على المرض لفترة طويلة تزيد على 6 أشهر متواصلة يمكن للطبيب تقليل عدد الأدوية، ولكن لا نستطيع تجديد وقت التوقف عن تلك الأدوية بشكل كامل، لذلك فالأمر يعتمد على مدى قدرتنا على السيطرة على المرض بالتعاون مع المريض نفسه، مع ضرورة تحذير المريض من التوقف عن تناول العلاج دون الرجوع للطبيب المختص لأن ذلك يؤدي لأضرار جسيمة من الصعب احتوائها فيما بعد.