كتبت : سماح موسى

فى رحلة البحث عن القوام الممشوق والجسم المثالى تتبع السيدات العديد من الحميات الغذائية إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية، لكن فى بعض الحالات قد لا تحقق تلك الأساليب حلمهن فى الرشاقة فيلجأن إلى عمليات إنقاص الوزن كتدبيس المعدة والبالون وغيرهما من الأساليب التى توصل إليها الطب فى هذا المجال، لكن هل تؤثر تلك العمليات على صحة المرأة؟ وكيف تتعرف على النوع الذى يتناسب معها من بين تلك العمليات؟ أسئلة عديدة حول عمليات الرشاقة يجيب عنها أساتذة السمنة والنحافة خلال هذه السطور..  

في البداية يقول محمد حمدي: بسبب سخرية زملائي من وزني الزائد والذي كان يبلغ 100 كيلو جرام أجريت عملية تدبيس المعدة وذلك بعد استشارة طبيب سمنة ونحافة، وقد تغيرت حياتي بعد إجرائها حيث أصبح وزني 70 كيلو جرام الأمر الذى كان له أثر إيجابى على صحتى وعلاقاتى بزملائى.

وتتفق معه فى الرأى منى أحمد قائلة: لجأت لإجراء عملية تكميم المعدة بسبب ما عانيته من وزنى الزائد كقلة النوم وضيق التنفس والنهجان المستمر، لكن بعد إجرائها تحسنت صحتي وأصبحت أكثر نشاطا.

أما سارة السيد فقد عانت من عمليات الرشاقة فتقول: اتبعت العديد من الحميات الغذائية لكنها لم تجدِ معى نفعا فقد كان وزنى يقارب 135 كيلو جرام وهو ما جعلنى ألجأ إلى إجراء عملية تحويل مصغر لكنها فشلت ونتج عنها بعض المضاعفات منها الإسهال المزمن بجانب عدم استفادة الجسم من الفيتامينات والعناصر الغذائية التى تحتوى عليها الأطعمة، لذا أنصح بعدم إجرائها، واتباع الحميات الغذائية والاستمرار فى ممارسة الرياضة.

لا تقتصر أضرار الوزن الزائد على الصحة فقط بل قد يؤثر على العلاقة بين الزوجين فرشيدة السيد التى كان يبلغ وزنها 140 كيلو جرام طلقها زوجها بعد عشر سنوات من زواجهما بسبب وزنها الزائد، وعلى خلفية ذلك قررت التخلص من هذا الكابوس الذى كان سببا فى هدم أسرتها فنصحها الأطباء بإجراء عملية البالون، وبعد إجرائها أصبح وزنها 88 كيلو جرام.

التكميم وتحويل المسار

وعن أنواع عمليات الرشاقة يقول د. يسري الجزار، أستاذ الغدد الصماء وعلاج السمنة: هناك العديد من جراحات الرشاقة منها تدبيس المعدة والتكميم وتحويل المسار والرنج، فالأول يعتمد على تصغير حجم المعدة والتحكم في قدرتها على التمدد، ويكبح هرمونات الجوع وينظم عملية الهضم, ويتم تدبيس المعدة إلي جزئين ليصبح حجمها أصغر بنسبة 1/10، ومعها يصبح الفرد قادرا على تناول ثلاث أرباع إلى كوب واحد من الطعام، وعلى الرغم من أن عملية تدبيس المعدة أقل خطرا من غيرها من العمليات إلا أنها أقل نجاحا بسبب الإفراط في تناول الطعام وهو ما يؤدي إلى تمدد المعدة، موضحا أن عمليات تدبيس المعدة تجرى للأشخاص الذين يعانوا من سمنة مفرطة والذين لم تنجح الحميات الغذائية فى تخليصهم من الوزن الزائد, حيث تساعد على فقدان 80% من وزن المريض الأصلي، وتحد من الأمراض المزمنة التي تصاحب الوزن الزائد مثل أمراض القلب, وارتفاع ضغط الدم, والسكر، لافتا إلى أنه قد تفشل عملية التدبيس لكن بعد مرور عشر سنوات وذلك بسبب تناول المريض كميات كبيرة من الطعام.

وتابع: تتناسب عمليات تحويل المسار مع من يتناولون كميات كبيرة من المواد السكرية ولا يستطيعون التخلي عن تناول الأطعمة، كما أنها تحقق نفس نتائج عملية تحويل مسار المعدة القديمة وبمعدل نسبة خطورة أقل بكثير, أما عن الرنج فهوعبارة عن طوق يغلق جزء من المعدة، إلا أن نسبة فشل هذا النوع كبيرة، لذا أنصح بإجراء عمليات التكميم وتحويل المسار المصغر لأنهم الأحدث، بالإضافة إلى أنه يتم إجراؤهما بالمنظار.

نحت الجسم

أما عن التخلص من الوزن الزائد باستخدام فن النحت الديناميكي رباعي الأبعاد فيقول د. حسام تحسين، استشاري جراحة التجميل بكلية الطب قصر العيني جامعة القاهرة: تسمى عمليات النحت برباعي الأبعاد لأنها تستخدم الطول والعرض والعمق والحركة الديناميكية ما يجعل عملية إزالة وتوزيع الدهون تنعكس بشكل واضح على عضلات الجسم، ويتم حقن المريض بمخدر موضعي حتى يتمكن  الطبيب من إعطائه التوجيهات اللازمة أثناء العملية لإظهار العضلات في المنطقة المراد نحتها ما يجعله يتفادى مخاطر المخدر الكلي، ويتم فيها نحت عضلات البطن والصدر والذراعين والفخذين والظهر وكل المجموعات العضلية في الجسم، حيث يتم إزالة الدهون بدقة وفعالية ليظهر الشكل الرياضي القوي لدى الرجال والانسيابي الجذاب لدى السيدات بصورة طبيعية، وتتم العملية في جلسة واحدة تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات داخل إحدى المستشفيات لضمان أقصى درجات التعقيم وسلامة الإجراء، حيث يتم عمل فتحات طولها نصف سم تحت الجلد يتم من خلالها إزالة الدهون ونحت العضلات, وشد الجلد.

وعن الفرق بين نحت الجسم وشفط الدهون يقول د. حسام: فى عمليات الشفط تزال الدهون من مناطق معينة في الجسم,  بينما يتم إزالة الدهون مع تنسيق أجزاء الجسم وإظهار الشكل التشريحي للعضلات فى عمليات نحت الجسم بتقنية الـ (4d), ويتم خلالها إزالة 90% من الدهون العميقة والسطحية ليظهر الشكل التشريحي للعضلات عند الرجال والمنحنيات الانسيابية الجمالية للمرأة.

البالون

ويقول د. أحمد سعيد، أستاذ علاج السمنة والنحافة وآلام المفاصل: بالون المعدة من الوسائل غير الجراحية التي تستخدم في علاج السمنة بالتزامن مع اتباع نظام غذائي صحي، وهو عبارة عن بالون ناعم قابل للتوسيع، يدخل إلى المعدة بالمنظار عن طريق الجهاز الهضمي، ويتم توسيعها بالسائل المعقم ونفخها بالمعدة، ويعد البالون من أفضل العمليات لقلة أضرارها، علاوة على أنها تساعد على إنقاص 50% من الوزن الأصلى للمريض من خلال تغيير سلوك الإنسان الغذائي وتقليل كمية الطعام التى يتناولها فى الوجبة الواحدة، إضافة إلى أنه يساعد في علاج العديد من الأمراض منها السكري، وداء المفاصل والخشونة العميقة التي قد تسبب الآلام في الفخذ والقدم, وأمراض الضغط, والجلطات القلبية.