الأربعاء 29 مايو 2024

عمار علي حسن: هناك إقصاء لدور المثقف في قيادة الرأى العام

25-8-2017 | 02:28

عمار علي حسن كاتب وباحث في العلوم السياسية، تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، عام 1989، وحصل على الدكتوراه في العلوم السياسية عام 2001، لديه عدة مؤلفات سياسية مهتمة بالجماعات الإسلامية في مصر والوطن العربي، كما لديه عدة مؤلفات قصصية وروائية، وهو عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب، وعمل صحفيا بوكالة أنباء الشرق الأوسط، ومديرا لمكتب صحيفة "البلد" اللبنانية بالقاهرة، وعمل أيضاً كباحث بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبو ظبي، ويتعاون مع عدة مراكز بحثية عربية في مشروعات بحثية، منها "مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة، و"مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام"، وأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية في مصر، "مركز الدراسات والوثائق القانونية والاقتصادية والاجتماعية" التابع للسفارة الفرنسية بالقاهرة، مركز دراسات التنمية السياسية والدولية، في إطار مؤسسة "الصحفيون المتحدون".

أما في مجال الأدب، فقد حصل على جوائز عربية ومصرية في القصة القصيرة، كما حصل على نوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية، أثناء تأديته الخدمة العسكرية كضابط احتياطي بالجيش المصري، كان لنا معه هذا الحوار:

 

-كيف ترى وضع الثقافة المصرية في الفترة الحالية؟ 
الثقافة الشعبية مستمرة في أداء دورها الطبيعي في حفظ التماسك الاجتماعي، والتعبير عن التحايل في مواجهة السلطة، وتمجيد قيم الشجاعة والإقدام والكرم، بينما الثقافة النخبوية تعاني من أزمة حقيقية، إذ إن الإنتاج الجيد والمتفرد والذي يعبر عن روح مصر ومكانتها ودورها التاريخي لم يعد على حاله الذي كان، وهذا ليس معناه غياب القادرين على صناعة حضور ثقافي عريض، لكن آليات الفساد تحجب الكثير من الأعمال الجيدة، ومن يصل منها إلى النور يبذل أصحابه جهدا خارقا في سبيل هذا. 


 -ماذا بشأن دور المثقفين المصريين في فترة بناء الدولة المصرية؟
هناك تجنيب أو تقليل من دور المثقفين في التنمية وتعزيز الحريات العامة ومكافحة التطرف والإرهاب، وهناك إقصاء لدور المثقف في مقابل صعود لدور بعض الإعلاميين الذين يتولون قيادة الرأي العام، وبعضهم لا يمتلك قدرا من الوعي والثقافة والاستقلالية تؤهله للعب هذا الدور.

 

-ابتعاد الرواية المصرية عن الفوز بجائزة البوكر، هل هو مؤشّر لتراجعها في نظرك؟ 
الجوائز تخضع لاعتبارات عديدة أقلها ذوق لجنة التحكيم، ومن ثم المؤشر الحقيقي على حضور الرواية المصرية في المشهد السردي العربي ليس البوكر ولا غيرها، إنما عدد الروايات الجيدة والمتميزة التي تنشر سنويا.


 -كيف ترى "البيست سيلر"؟ 
هذه من آفات إقحام آليات الرأسمالية المتوحشة في الثقافة، إذ إن قوى السوق تلح في عرض وتمجيد بعض الكتب أو الروايات لترويجها بغية تحقيق أعلى ربح ممكن في جيوب الناشرين. إنها لعبة مكشوفة لا تكرس للافضل دوما، خاصة في بلادنا.


-هل يمكن أن يكون ذلك مقياسا لقيمة العمل الأدبية؟ 
قيمة العمل الأدبي لها معايير أخرى، منها العمق الفني، والبناء المحكم، واللغة التي تعبر عن المعنى بوضوح وسلاسة، والفكرة التي يحملها، ومدى قدرتها على أن تعيش زمنا أطول، وتعبر عن رؤى الناس وأشواقهم إلى الجمال والحرية والعدل.


-وهل يمكن أن تصنع ورش الكتابة روائيا أو قاصّا مبدعا ؟ 
المسألة تعتمد بالأساس على الموهبة، ويمكن للورش أن تعمل على صقلها، لكنها لا تصنع كاتبا من عدم.


 -ما هي أكثر الكتب التي أثّرت في تشكيل وعيك الأدبي؟ 
أنا قرأت أعمالا كثيرة في الرواية والقصة والشعر والمسرح والنقد لأدباء كثيرين عرب وأجانب، وكل كتاب قرأته ساهم في تشكيل وعيي، وإن كان هناك تفاوت بين كتاب وآخر في هذا الشأن. 


 -هل هناك بعض الكتب التي تعيد قراءتها أكثر من مرة ؟
طبعا، هناك كتب أقرأها مرتين أو مرات، على فترات متباعدة، وفي كل مرة أكتشف معاني وصورا جديدة. لكن الكتب التي تعاد قراءتها إما أن يكون مستواها الفني عميقا، أو تنطوي على فكرة إبداعية، أو طرق ومنهج في التفكير يعين على الفهم وتوسيع المدارك.


 -حدّثنا عن مشروعك الأدبي الذي تعمل على إنجازه في الفترة الحالية؟
كتبت اثنتي عشرة رواية، وسبعة مجموعات قصصية، وقصة للأطفال، وثلاث كتب في النقد الأدبي والثقافة العامة، إلى جانب أكثر من عشرين كتابا في الاجتماع السياسي والتصوف. وأتمنى أن أواصل الكتابة حتى آخر يوم في حياتي، وأضع لبنات جديدة في هذا المشروع. وقد بدأ ما أكتبه يلفت انتباه النقاد والباحثين، حتى أن تسعة أطروحات جامعية سجلت بالفعل عن رواياتي وقصصي، علاوة على العديد من المقالات والدراسات النقدية التي أستفيد منها في تجويد كتابتي، وكل هذا الاهتمام يقول لي بوضوح: واصل فلديك المزيد.