18-2-2023 | 10:16
طبيبك الخاص
وكأن السمنة لا تريد أن تنتهي من هذا العالم!. إنها أهم مشاكل العالم خاصة مع انتشار الوجبات السريعة وإغراءات طعام الشارع المليء بالدهون والبعيد تماما عن المغذيات الحقيقية للجسم، ومع تزايد البُعد عن وجبات الدايت النظيفة والمتكاملة والمعتدلة، والبعد أيضا عن الرياضة من هنا زاد الإقبال على الجراحات التي يتم فيها استئصال جزء كبير من المعدة وتسمى (تكميم) حتى يجبر مريض السمنة على التخلي عن رغبة الإفراط في الطعام، ولكن لوحظ انتشار سريع لهذه الجراحة وفي كل الأعمار كحل سريع ومناسب لمرضى السمنة.
حول هذا الموضوع يحدثنا الأستاذ الدكتور أحمد لطفي أستاذ جراحة مناظير الجهاز الهضمي بطب عين شمس. إلى نص الحوار.
*بداية ما هي عملية تكميم المعدة؟
هي عملية الهدف منها محاربة السمنة وهي إحدى الطرق الحديثة نسبيا منذ عدة سنوات لعلاج السمنة، وبالتالي تقليل أضرار السمنة على الصحة العامة، وهي عملية بسيطة نسبياً تجرى حاليا بالمنظار الجراحي، من ناحية عملية بسيطة أي ليس بها تقنية صعبة للجراح المدرب ولا على المريض، وكلمة تكميم أي ترقيع المعدة لتكون أنبوبة بعد استئصال الجزء الذي يشبه شكل الأذن وهي تنقسم لنوعين: إما تصغير مسار الطعام حتى يشعر المريض أنه لا يستطيع تناول الكثير من الطعام وتصغير المعدة فيشعر بالامتلاء أي تصغير الجزء الباقي من المعدة، وقد يصاحبه تحويل المسار، وهما عمليتان مختلفتان، التكميم هو تصغير المعدة بحيث تصبح كشكل الأنبوبة فيقل مريض السمنة من الطعام.
وعملية التكميم غير أنها تحدث ضيق للمسار فهي تزيل الجزء الخاص بهرمون الجوع وهو واحد من أهم ثلاثة هرمونات للتحكم في الجوع والشبع.
*ما الأوزان التي تخضع لهذه الجراحة؟
- تحسب بطريقة حسابية بمعنى لو الطول 180 سنتيمترًا نربع هذا الرقم ونقسم الوزن عليهم بطريقة علمية لو أعطانا من 25-30 يكون الوزن الطبيعي المقبول، فوق ال 30 إلى 40 سمنة، وفوق ال 40 سمنة مفرطة وفوق ال50 سمنة مرضية، من خلال هذه الجداول نستطيع تحديد لمن هذه الجراحة.
ولكن بعض السيدات تستهل هذه الجراحة لعدم وجود إرادة للريجيم والرياضة، وهناك جراحون حكماء يرفضون إجراء هذه الجراحة للأوزان التي يمكن أن تفقد وزن بالرياضة وتنظيم الطعام، ولكن للأسف نجد العديد من الأطباء يقبلون على إجراء هذه الجراحة رغم أن المريضة قد تخسر وزنها بشكل طبيعي ولكن تحتاج لمجهود وهي حلول طبيعية .
*هل لدينا أطباء مدربون على مثل هذه الجراحة؟
نعم لدينا استشاريون وخبراء مهرة تمرنوا على يد أطباء في الخارج في التسعينيات على هذه الجراحة ودربوا أجيالا أصغر ليصبح لدينا من الخبرة والأمان ما يكفي لهذه الجراحة، وهناك قسم خاص لجراحات السمنة في بعض المستشفيات الجامعية.
ولابد للمريض المقبل على تكميم المعدة السؤال الجيد عن الطبيب الذي سيتوجه له وعدم الاختيار العشوائي لأن هذه الجراحة تحتاج تدريبًا يعطي للطبيب مهارة.
*ما السن المناسبة لإجراء عملية تكميم المعدة.. وهل لهذه الجراحة مخاطر؟
-علميا كانت تجرى في عمر أكبر من 18 سنة، والآن أصبحت تجرى لمن دون هذه السن ولديهم سمنة مفرطة أدت لمشاكل صحية عديدة، وتجرى أحيانا لسن الرابعة عشر.
أية جراحة لها مخاطر وتختلف من مريض لآخر، وبالنسبة لمخاطر التكميم فهناك مخاطر للتخدير لمن يعاني من السمنة خاصة لو كان المريض مدخنا وأحيانا تحدث بعض الجلطات في الساق والقلب؛ لذا يؤكد الأطباء على أهمية أدوية السيولة لهؤلاء حتى نتفادى أي نوع من الجلطات وهي مخاطر عامة للتخدير، أما الجراحة مخاطرها قليلة ولكن قد تحدث منها تسريب العصارة أي يحدث تسريب من الدباسات التي تستخدم في غلق المعدة ويلاحظها الجراح لو متمكن، وتعالج بإجراء منظار وتركيب دعامة؛ لغلق فتحة التسريب أو دخول المريض لجراحة سريعة لمنع هذا التسريب.
أيضا قد يحدث نزيف شديد بعد الجراحة مما يعرض المريض للخطر في بعض الحالات وهي نسبة قليلة جداً، وقد يحدث تضييق للمسار بشكل كبير فيمنع نزول الطعام ونعالجه بجلسات موسعة أو أن الضيق ناتج عن التفاف المعدة وهنا نحتاج لتدخل المنظار لوضع المعدة في الشكل الطبيعي، وهذه مخاطر الجراحة وتحدث بنسبة بسيطة ،لذلك علينا اختيار طبيب لدية خبرة يضع في اعتباره هذه المخاطر ويبدأ في تفاديها أثناء الجراحة للحفاظ على حياة المريض، أما الخطر الحقيقي لهذه الجراحة هو عدم اختيار طبيب متدرب بشكل جيد يجهل هذه المخاطر.