8-4-2023 | 06:26
ندا يونس
انتشرت فى العام الماضي حقنة يتم إعطاؤها فى بعض الصيدليات سميت بحقنة هتلر لعلاج نزلات البرد، وذلك اعتقادا ممن يأخذونها بأن لها مفعول السحر فى الشفاء، فأخذ بعض المواطنين يجربونها عند شعورهم بالإصابة بنزلة البرد ولكن تسببت فى وفاة شخص بعد أخذه لها.
وحذر المختصون منها، ولكن ضُرب بكلامهم عرض الحائط وانتشرت هذا العام وبكثرة متسببة فى أكثر من حالة وفاة فى أماكن متفرقة، مما دعى وزارة الصحة المصرية بتحذير المواطنين من أخذها من خلال شرح طبي يوضح مخاطرها ومضاعفاتها.
لذلك سنتطرق فى الحوار التالى عن الحديث عن هذه الحقنة وطرح بعض التساؤلات التى تدور فى الأذهان عنها، وبخاصة مع تغير الفصول واصابة البعض بنزلات البرد ..وسيجيب عليها دكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح.
فى البداية دكتور أمجد.. لماذا سميت بهذا الاسم.. ومم تتكون؟
سميت بهذا الاسم لأن هتلر تعنى القوة وهذا دليل على قوتها وشدة مفعولها فى إزالة أعراض البرد، ولها أسماء آخرى مثل: الحقنة الثلاثية وحقنة البرد، وحقنة الكوكتيل أو الصاروخ والثلاثة فى واحد.
وتتكون من ثلاث حقن، حقنة مضاد حيوي وحقنة مسكن للآلام وخافض للحرارة، وحقنة كورتيزون، لذلك سميت ثلاثة فى واحد.
يلجأ الكثير لأخذها فلماذا؟ وماالذي يحدث عند أخذها؟
يأخذها من يعانى من الإنفلونزا أو البرد أو آلام فى العظام، وبكثرة يلجأ البعض لها لعدم رغبتهم فى الكشف والذهاب للطبيب عند الشعور بالتعب وظهور أعراض البرد فيرغب المريض في علاج سريع المفعول ومزيلا للأعراض لكى يستطيع استكمال عمله، فيتجه فورا للصيدلية لأخذ هذه الحقنة.
فيشعر بالراحة لأن بعض مكوناتها علاج سحري يعمل على تقليل الالتهاب بنسبة كبيرة،ولكنها تعطى إحساسا وهميا وزائفا لأنه لايعالج، ويقوم المسكن بتسكين آلام الجسم فيشعر الشخص بالارتياح الوقتى،لأن دور البرد لا يعالج بالمضادات الحيوية وإنما يتعافى الشخص منه تلقائيا عن طريق مناعته خلال يومين ومع تناول خافض الحرارة والمسكنات البسيطة وأيضا فيتامين سي والراحة التامة، فهذه الحقنة مسكنة للوجع فقط لا غير ولها أضرار خطيرة جدا .
ما مضاعفاتها؟
مضاعفاتها تتمثل فى مكوناتها أولا فى أخذ حقنة المضاد الحيوي،والبرد عدوى فيروسية والمضادات الحيوية لا تعالج ولا تؤخذ عند الإصابة بالعدوى الفيروسية، وإنما تؤخذ عند الإصابة بالعدوى البكتيرية، وكذلك أخذها بدون داعى وبدون وصف طبي وبدون إجراء اختبار الحساسية مما أدى إلى مضاعفات خطيرة ومنها وفاة بعض الأشخاص، وكذلك الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية يؤدى إلى كوارث صحية منها نمو البكتيريا الضارة فى جسم الإنسان، وبعد ذلك نمو جيل من البكتيريا المقاوم للمضادات الحيوية فعند الحاجة لأخذ المضاد الحيوي فى حالة مرضية ما لا يستجيب الجسم ويقاومه..
والمكون الثاني هو مسكن الآلام وهو خطر على مرضى الكلى ومرضى حساسية الصدر لأن فرط استخدام المسكنات يؤثر على الكلى بشكل كبير جدا،مما قد يتسبب فى الإصابة بالفشل الكلوى.
لماذا قد تتسبب فى الوفاة؟
لا تسبب الوفاة إلا للأشخاص الذين يعانون من الحساسية من المضادات الحيوية، وقاموا بأخذها بدون إجراء اختبار الحساسية وبالطبع مع أخذها أيضا بدون داعى طبي.
هل المضاد الحيوي علاج نهائي للبرد؟
المضاد الحيوي كما ذكرنا ليس علاجا للبرد لأنه يؤخذ فى حالات العدوى البكتيرية فقط وليس الفيروسية ولا علاج للإنفلونزا ولا حتى كورونا، ولا ينصح باستخدامه نهائيا بدون استشارة الطبيب.
ما النصائح الطبية التي يجب إتباعها عند الإصابة بنزلة البرد وبخاصة مع تغير الفصول؟
بالطبع هناك العديد من النصائح أهمها الراحة التامة، الإكثار من السوائل الدافئة والعصائر التى تحتوى على فيتامين سي، أخذ خافض الحرارة ، واستشارة الطبيب فى حالة وجود مضاعفات للبرد مثل الالتهابات الشعبية والتهاب الجيوب الأنفية،غير ذلك 90 فى المئة من نزلات البرد تتعافى تلقائيا.