الأربعاء 27 نوفمبر 2024

إذا أحسنا التفكير الصيام علاج للأمراض النفسية

إذا أحسنا التفكير الصيام علاج للأمراض النفسية

15-4-2023 | 09:20

أحمد عبدالعزيز
يعاني الكثير خلال شهر رمضان من التقلبات المزاجية في الصحة النفسية، والتي هي أمر طبيعي يحدث نتيجة تغير في العادات الشخصية، سواء تغير ساعات النوم أو عادات الطعام، عدم تناول فنجان القهوة في الصباح، أو الاستيقاظ وتناول وجبة الإفطار، التغير في عدد ساعات النوم، تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، كل هذه الأمور أحيانًا تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية. تقول الدكتورة لبنى الشباسي استشاري الأمراض النفسية إن الصيام يأتي بمجموعة من التغيرات التي تطرأ على الشخص وخاصة تغير عادات الغذاء التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، حيث تتسبب هذه العادات في تغير الحالة المزاجية للشخص. فالصيام له الكثير من الفوائد على الصحة، فوقًا لما جاء في التقرير الخاص بجريدة” Free Radical Biology and Medicine”، حيث أوضح التقرير أن الصيام هو واحد من العبادات التي تزيد من الروحانيات والشعور بالسعادة والراحة النفسية، وأيضًا يقوم بمحاربة كافة الأمراض النفسية كما يساعد الصيام كما ذكرنا على التقليل من وجود المشاعر والطاقات السلبية التي يفرزها المخ بسبب قلة البروتينات به، حيث يخفف من الشعور بالتوتر والاكتئاب، وهذا ما جاء في العديد من الدراسات التي أوضحت أن تغير عادات الغذاء يمكن أن تسبب نوعا من الضغط اليومي على الشخص مثل: الإفراط في التدخين وشرب الكافيين كالقهوة والشاي وغيرها، ولكن ما يشعر به الشخص في رمضان هو العكس تمامًا، فالإنسان خلال ساعات الصيام يبدأ في الشعور بالسكينة والاطمئنان، حيث يعمل الصيام على تنظيم كافة أجهزة الجسم، ويجعلها أكثر قدرة على علاج أي نوع من أنواع الخلل، مثل: تنظيم مستويات السكر، ويكسر الصيام حاجز اليأس والإحباط، الذي يأتي للإنسان من خلال مواجهة قدراته على التحمل والصبر من خلال ساعات الصيام، حيث يقوم بمواجهة الإحباط المتكرر. وتوضح لبنى الشباسي أن الصيام يقوم بتهدئة الأعصاب والحالة النفسية، وعدم الانجراف إلى اليأس والإحباط، سواء من خلال التعرض لمشكلات في العمل أو المشكلات الشخصية ويعمل أيضا على التقليل من حدة الشعور بالقلق لدى الكثير من الناس من خلال الميل إلى ممارسة الكثير من العبادات خلال شهر رمضان، حيث يشعر الصائم بالهدوء والسكينة ، ويقوي المناعة من خلال منع الضغوط النفسية، بسبب صعوبات الحياة اليومية، وللصيام قدرة فائقة على التخفيف من الشعور بالضغط النفسي على الإنسان، حيث يساعد الصيام الدماغ على أخذ استراحة جيدة، والتي تساعد على تهدئة الجهاز العصبي، إلى جانب قدرة الصيام في تطهير الجسم من السموم بداخله، وهو ما ينعكس على الحالة النفسية للصائم. وليس هذا فقط بل يساعد الصيام على التقليل من حدوث أي نوع من أنواع الاضطرابات الخاصة بوظائف المخ، وهناك الكثير من الدراسات التي تؤكد على التقليل من احتمال إصابة الشخص بسكتة دماغية، ويساعد الصيام المريض النفسي في علاج حالات الاكتئاب، بل تتحسن الحالة للكثير من الأمراض النفسية التي يعاني منها الشخص من خلال : - تنشيط الخلايا العصبية في المخ. - زيادة إنتاج بعض البروتينات المهمة التي تحتاج إليها خلايا المخ. - هذا النوع من البروتينات تعمل على جعل المخ أكثر تكيفا مع الضغط النفسي والعصبي. - الصيام يعمل على تقليل الإصابة بالاكتئاب، وخصوصًا مما يعانون من نقص في نسبة هذا البروتين، والذي يتم تعويضه عن طريق تناول أدوية مضادات الاكتئاب. وهذا يعني أن مريض الاكتئاب أو المريض النفسي يقل لديه أي شعور بالطاقات السلبية، خلال ساعات الصيام، ولكن لا يعني هذا أن الصيام علاج، بل هو فقط طريقة من طرق العلاج التي تساعد المريض النفسي. ويقول الدكتور أيمن العزونى استشارى الطب النفسى إن الصيام لا يتعلق بالامتناع عن الطعام فقط، فهو يتضمن تجنب الأفعال السلبية أيضاً والتركيز على السلوكيات الصالحة والإيجابية، ويساعد التركيز على الأعمال الخيرية والتفكير في المحتاجين على توحيد المجتمع واندماج الأفراد فيه. على الرغم من تأثير شهر رمضان في زيادة الإيجابية والاطمئنان لدى الأشخاص وأحياناً زيادة الأندروفين، إلا أن بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية معينة قد لا يشعرون ببهجة رمضان كما يشعر الآخرون، وهذا يعود لمشكلة صحية أو نفسية وليس لنقص أو عيب بهم. العزوني يُنبه إلى عدد من النقاط التي يراها مهمة من وجهة نظره: - الصحة العقلية أو النفسية ليست انعكاساً للإيمان. - المرض العقلي أو النفسي كالمرض الجسدي، وقد يستدعي عدم الصيام. - عدم القدرة على الصيام بسبب حالة صحية أو نفسية لا ينتقص من كون الشخص مسلماً. - في حال تعذر الصيام، فإنه يمكن تعزيز المشاعر الروحانية في شهر رمضان بطرق متنوعة، مثل: الصدقة أو التلاوة ودراسة القرآن. - يوصى لمن يعاني من مشكلة أو ضغوطات نفسية أن يثق بتوصية الطبيب في حال نصحه بعدم الصيام. ويقدم نصائح مهمة وضرورية للمرضى النفسيين خلال شهر رمضان المبارك: - يجب استشارة الطبيب فيما إذا كان الصيام ملائماً للمريض أم لا، إذ من الممكن بالنسبة للمرضى الذين يعانون من حالات نفسية شديدة ألا يكون الصيام مناسباً لهم. - يمكن الصوم في الغالب لمرضى اضطراب المزاج ثنائي القطب ولكن يتطلب ذلك إشرافاً دقيقاً ومتابعة مع الطبيب. - يوصى المرضى النفسيين الذين يستهلكون بعض المواد مثل: الكافيين أو التبغ، أن يقوموا بالتخفيف التدريجي لاستهلاكها استعدادً للصيام في رمضان، وذلك لتفادي أعراض الانسحاب؛ حيث إن تغير استهلاك هذه المواد يمكن أن يرفع من مستويات بعض الأدوية النفسية في الدم، مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان. - يمكن لمرضى الاكتئاب أن يصابوا بفقدان الشهية التام أو الإفراط في تناول الطعام خلال شهر رمضان، لذلك من المهم جداً متابعة مريض الاكتئاب والحرص على حصوله الكمية المناسبة من الطعام أثناء السحور أو الإفطار، وشرب الكثير من الماء. - يمكن أن تتفاقم أعداد المرضى الذي يعانون من النهم العصبي أو فقدان الشهية العصبي خلال شهر رمضان، لذلك يوصى بالمتابعة مع الطبيب بشكل دقيق عند الصيام في رمضان. يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل أو ضغوطات نفسية المحافظة على ساعات نوم منتظمة، والحصول على قسط كاف من الراحة في الوقت المناسب حتى يستطيعوا إكمال نهارهم بشكل جيد