22-4-2023 | 08:43
أماني عزت
في إطار حرص الدولة على أن تكون مصر خالية من الأمراض وضمان حياة صحية كريمة للأسرة المصرية وسعيا لتقليل احتمالات تعرض الأجيال القادمة للإصابة بالأمراض الوراثية أطلقت مبادرة “فحص المقبلين على الزواج” ..فما الهدف من تلك المبادرة ؟ وما هي تلك الفحوص ؟ وما الأمراض التي يتم يمكن أن تنتقل بين الزوجين؟
يقول الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان إن المبادرة الهدف منها تقليل احتمالات تعرض الأجيال القادمة للإصابة بالأمراض الوراثية وقد شهدت المبادرة نسب إقبال عالية على مراكز ووحدات تقديم خدمات المبادرة.
وأوضح عبدالغفار أن المبادرة تستهدف المقبلين على الزواج من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، لإجراء الفحص الطبي واستخراج الشهادة الصحية وتشمل حزمة من الفحوص الطبية للمقبلين على الزواج، للكشف المبكر عن العديد من الأمراض المعدية وغير السارية، وتشمل الكشف عن الأمراض غير السارية (السكر، ارتفاع ضغط الدم، السمنة) وكذلك الكشف عن الأمراض المعدية (فيروس بي، فيروس سي، فيروس نقص المناعة البشري) بالإضافة إلى إجراء تحاليل (فصيلة الدم، Rh ، هيموجلوبين) وكذلك التحليل الخاص بالثلاسيميا للتأكد من خلوهم من الأمراض التي قد تؤثر عليهما في المستقبل أو احتمالية انتقال الأمراض بينهما.
وتابع أنه في حالة اكتشاف الإصابة بأي أمراض يتم تطبيق نظام الإحالة وتوجيه الطرفين لتلقي الخدمات الطبية والعلاج اللازم، بما يحد من مضاعفات الإصابة للطرف المصاب، وكذلك منع انتقال العدوى للطرف الآخر، وفي حالة سلبية جميع الفحوص يتم تشجيع الطرفين على وضع خطة للوقاية من الأمراض غير السارية والأمراض المعدية بالإضافة إلى تقديم خدمات المشورة والتثقيف الصحي للمقبلين على الزواج، وتتسم بالخصوصية والسرية التامة بين مقدم الخدمة وطالب المشورة، بهدف المساعدة في اتخاذ القرارات الخاصة بصحته وصحة عائلته كما إن خدمات التثقيف الصحي تتضمن أيضا المشورة الخاصة بالزواج والصحة الإنجابية ومنها التثقيف فيما يخص العلاقة الزوجية السوية وتصحيح المفاهيم والمعتقدات الخاطئة وإمداد الطرفين بمعلومات عن بعض الأمراض المعدية التي تنتقل جنسيا في حالة إصابة أحد الطرفين، بالإضافة إلى تعريفهما بمعلومات عن بعض الأمراض المعدية التي يمكن انتقالها إلى الجنين، فضلا عن تعريفهما بوسائل تنظيم الأسرة والوسائل المناسبة لتنظيم الحمل الأول.
وأشار “عبدالغفار” إلى أن خدمات المبادرة يتم إتاحتها في 302 مركز ووحدة طبية بمعدل مركز طبي على الأقل داخل كل إدارة صحية طوال أيام الأسبوع ماعدا الجمعة بدءا من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية بعد الظهر.
ومن جانبها تقول الدكتورة أمال البشلاوي أستاذ أمراض الأطفال وأمراض الدم بكلية طب قصر العيني إن مرض الثلاسيميا يعد من الأمراض الوراثية التي تنتج عن اضطراب في الجينات الوراثية المسئولة عن إنتاج الهيموجلوبين في الدم مما يؤدي إلى تصنيع جزيئات هيموجلوبين غير طبيعية ويؤدي هذا الاضطراب إلى تدمير خلايا الدم الحمراء وينتهي بالإصابة بفقر الدم.
وتوضح أن الثلاسيميا نوعان: ثلاسيميا ألفا والتي يتأثر فيها جين واحد من جينات الألفا جلوبين، وثلاسيميا بيتا والتي يتأثر فيها جينات بيتا جلوبين، وقد طالبت منظمة الصحة العالمية بضرورة فحص الثلاسيميا قبل الزواج لما له من آثار ومضاعفات على الطفل المصاب لأنه يؤثر بشكل كبير على جسم الإنسان ويصيبه بفقر الدم الذي يصاحبه طوال حياته وينتهي بتشوهات العظام خاصة عظام الجمجمة والوجه، تضخم الطحال، تأخر النمو والبلوغ، اضطراب نظم القلب في الحالات المتأخرة.
أما عن العلاج فتقول لا يوجد علاج لمرض الثلاسيميا حتى الآن ويحتاج المريض إلى عمليات نقل دم بشكل دوري لاستبدال خلايا الدم الحمراء التالفة.
وقد أقرته مصر أخيرا ضمن فحوص ما قبل الزواج، ونظرا لتزايد أعداد المصابين بالثلاسيميا حول العالم، وتزايد أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بهذا المرض لجأت الدول إلى إقرار فحص الثلاسيميا للأزواج والمقبلين عليه.
وتؤكد البشلاوي بالنسبة لإمكانية الزواج من حامل الثلاسيميا، فيمكن لشخص غير حامل للمرض الزواج من شخص حامل له، وحينها تكون احتمالية إنجاب طفل حامل لجينات المرض 50 % وتكون احتمالية إنجاب طفل سليم تماما 50 % لكل حمل، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار إلى أن زواج حاملي مرض الثلاسيميا من بعضهما البعض يعني وجود احتمالية 25 % للإصابة بالثلاسيميا لكل طفل وفي كل حمل وفي حال زواجهما وحدوث حمل ،فينصح بإجراء فحوص خلال أول 12 أسبوعًا من الحمل؛ لتحديد ما إذا كان الطفل مصابًا بمرض الثلاسيميا أم لا.