مع موسم الامتحانات تزداد شكوى الأمهات من قلة تركيز أبنائهن و مشكلة قلة التركيز لها عدة أسباب من بينها كثرة الأفكار والمشاعر مثل القلق والتوتر والضغوط النفسية ، والتي تجعل التركيز لفترة طويلة أكثر صعوبة، ومن الأسباب أيضا التي يمكن أن تؤثر على القدرة على التركيز قلة النوم المريح والجوع والعطش وسوء إدارة المجهود. هذا ما أكدته الدكتورة داليا يسري اخصائي الطب النفسي أنه يمكن أن يكون عدم التركيز نتيجة طبيعية للاستخدام المستمر للتكنولوجيا فهي ضريبة العصر الرقمي الذي نعيش فيه، حيث يقضي البالغون أربع ساعات يوميا على هواتفهم، ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ، و التي صممت لتحفيز الانتباه لفترات قصيرة، مما يجعلنا نعتاد التركيز لفترات قصيرة وللأسف الأطفال يقضون فترات أطول من البالغين قد يقضي الطفل أو المراهق نصف يومه على هاتفه والألعاب الإلكترونية. ويظهر هذا التشتيت وقلة التركيز أثناء المذاكرة فنجد الكثير من الأمهات تشكو من عدم قدرة أبنائهن على التركيز، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي ومع اقتراب فترة الامتحانات تزداد هذه الشكوى وخاصة أنها ترتبط بعوامل أخرى تساعد على تشتيت الانتباه مثل القلق والتوتر وقلة النوم، وهذا يظهر بشكل واضح أو أكثر انتشارا بين المراهقين. وتضيف يسري أن التعامل مع مشكلة التركيز أمرمرهق للغاية، ولذلك لابد من استشارة طبيب إذا كانت محاولات الشخص من أجل التركيز تؤثر بشكل كبير على حياته اليومية مثل علاقاته الشخصية أو قدرته على إكمال العمل في المدرسة فعدم القدرة على التركيز هو مجرد أثر جانبي، لذا فإن معرفة السبب الأصلي هو أمر ضروري لتحسين التركيز. وتقدم لنا الدكتورة داليا بعض الحلول للمحافظة على التركيز خاصة في فترة الامتحانات التي يمكنك تنفيذها بسهولة وفي أسرع وقت ومنها أخذ القسط الكافي من النوم يوميا. وتوضح يسري أن الطريقة الأولى لزيادة الانتباه هي الحصول على المزيد من النوم لأنه مفيد بشكل كبير و وقت أساسي للدماغ لكي تغسل كل النفايات الأيضية التي تتراكم خلال النهار وعندما لا يحصل الشخص على قسط كاف من النوم يمكن أن يؤدي إلى ضعف التركيز و قصر فترة الانتباه. بالإضافة إلى إغلاق الهواتف لأن فتح منصات التواصل لبضع لحظات أثناء المذاكرة يؤدي إلى تشتيت الانتباه أكثر، مما نعتقد وفي الواقع تظهر الأبحاث أن الأمر يستغرق 23 دقيقة للعودة إلى المسار الصحيح بعد تشتيت الانتباه ، ولذلك ينصح الخبراء بترك الهاتف في وضع عدم الإزعاج والتأكد من أنه بعيد عن متناول اليد أثناء الاستذكار، كما أن تقسيم فترات المذاكرة إلى مقاطع مدة كل منها 30 دقيقة عبارة عن 25 دقيقة من المذاكرة ثم استراحة لمدة خمس دقائق وقد جربت هذه الطريقة مع العديد من الأشخاص وأتت بنتيجة أفضل وقدرة على التركيز أعلى. ومن جانبها تقول الدكتورة هدي جزيري استشاري التغذية: إن التغذية السليمة، والتي تشمل العناية بالاحتياجات الأساسية وتناول وجبات غنية بالعناصر الغذائية وتناول كميات كافية من المياه تساعد بشكل كبير على التركيز لأن سوء التغذية قد يؤدي إلي بعض المشاكل الصحية التي تؤثر على قوة التركيز والتحصيل الدراسي، ولكن لو تحدثنا عن حلول تساعد على التركيز أثناء الامتحانات دون وجود مشاكل صحية. يعتبر عين الجمل من المكسرات التي تحتوي على عناصر غذائية مميزة وخاصة الأوميجا 3 ومضادات الأكسدة التي تساعد على تعزيز صحة المخ ، بالإضافة إلى وجود الألياف الصحية والكربوهيدرات والبروتينات ولأنه يحتوي على أفضل الفيتامينات والمعادن التي تساعد على التركيز وعدم النسيان وتحسين القدرات العقلية والذهنية. وتضيف الجزيري أن الأسماك الدهنية تعتبر مصدرا مهما جدا لتقوية الذاكرة وعدم النسيان لأنها تحتوي على الأوميجا 3،والتي تساعد على تعزيز وظائف الخلايا العصبية على تنشيط الذاكرة، وزيادة القدرة على التذكر وعدم النسيان، ولذلك ننصح بتناول الأسماك على الأقل مرتين أسبوعيا، ومن أنواع الأسماك الدهنية سمك السلمون والسردين والتونة. بالإضافة إلى القهوة وهى مفيدة لزيادة التركيز و التذكر وعدم النسيان، حيث إنها تحتوي على الكافيين الذي يساعد على تنبيه العقل، كما أنه يحفز الناقلات العصبية ومنها السيروتونين، والذي يساعد على تعديل المزاج فضلا على احتوائه على مضادات الأكسدة التي تحمي من الأمراض التي من الممكن أن يتعرض إليها الدماغ ومنها مرض الزهايمر، ولهذا يجب شرب القهوة مع عدم الإفراط فيها. ومن الفاكهة التي تساعد على التركيز أيضا وهي متوفرة الآن التوت، فلقد أشارت الدراسات إلى أن التوت يعزز التركيز لدى الإنسان ويقوى الذاكرة لأنه يحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على زيادة تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، مما يساعد على عدم النسيان وخاصة عند الامتحانات ، كما أن الشوكولاتة الداكنة تعتبر مهمة لزيادة التركيز لأنها تحتوي على نسبة قليلة من الكافيين، مما يزيد من يقظة العقل فضلا عن أنها تحتوي على الماغنسيوم المهم للتخلص من التوتر والقلق أثناء الامتحانات، ولذلك يمكن تناول قطعة من الشوكولاتة الداكنة الخالية من السكريات قبل الدخول إلى الامتحان. وتؤكد الجزيري على أهمية ممارسة النشاط البدني، حيث يعتبر أي نوع من الحركة البدنية بمثابة استراحة للعقل وفي بعض الأحيان تكون الاستراحة هي ما يحتاج له البدن ليكون أكثر إنتاجية، ويساعد تحريك الجسم في دعم الذاكرة و الوظيفة الإدراكية فإن دقيقتين فقط من الحركة عالية الكثافة تعمل على تحسين التركيز لمدة ساعة، كما ثبت أن تمرينات التأمل تساعد على تقوية كل من التركيز والتحكم.