7-10-2023 | 12:23
أحمد فاخر
مع بداية العام الدراسي الجديد تبدأ الأسر المصرية في الاهتمام بكل التفاصيل المتعلقة بالدراسة، ولكنهم يغفلون أحياناً إن كانت عيون أطفالهم بالكفاءة والقدرة على رؤية كل شيء بوضوح.
بدأ حديثه الدكتور أسامة عبد الحكيم استشاري طب وجراحة عيون الأطفال بالإشارة إلى أن العين مثل حجر الماس وهذا يدل على أهميتها، فالعين جهاز مختلف وله خصائصه التي تميزه عن باقي أجهزة الجسم، حيث إن الطفل بداية من عمر 6 أشهر يستطيع الرؤية بنفس المستوى عند البالغين، وهذا يختلف عن باقي أعضاء الجسم التي تنمو وتزداد كفاءتها مع مرور الوقت، وبالتالي فالعين تعتبر جزءا حساسا جداً يجب التعامل معه بمنتهى الحرص، لذلك فالشهور الأولى من عمر الطفل هي التي تحدد مستوى النظر لباقي حياته حيث إن أي خلل يصيب العين في السنوات الأولى من عمر الطفل تؤثر عليه باقي العمر، وخاصة أن الطفل في هذه السن لا يستطيع التعبير جيداً عما يرهقه أو يشكو منه.
وبالتالي ننصح الأمهات بالاهتمام بمتابعة أطفالهن ويتأكدن بأنهم يتابعون أمهاتهم بأعينهم عند التحرك في أي مكان بجوارهم، وإن كان عند الطفل القدرة على تمييز الوجوه أم لا، وبمجرد أن يكبر الطفل قليلاً ويستطيع الحركة بمفرده على الأم أن تبدأ في الظهور أمامه من مسافة بعيدة لترى إن كان يشاهدها من بعد أم لا فإن شعرت بعدم الالتفات لها معظم الوقت يجب التوجه لطبيب متخصص، حيث إن حالات ضعف النظر البسيطة يصعب معرفتها في هذه السن إلا عن طريق الفحص الطبي، حيث تعتبر فترة أول سنتين في عمر الطفل هي الفترة الحرجة لأنه إن لم تتكون خلايا العين والشبكية وتعمل بشكل مثالي سوف تصاب بنوع من الضمور فتصاب العين بالكسل، مما يحتاج نوعا مختلفا من العلاج ويؤثر بالسلب على المريض طوال العمر، وإن تم التشخيص بضعف النظر يجب على الطفل ارتداء نظارة طبية حفاظاً على عينه، كما يرجى من الوالدين التوجه للطبيب عند ملاحظة حول في عين الطفل حتى ولو كان بسيطاً للاطمئنان عليه وسرعة العلاج عند الحاجة لذلك.
ولتوضيح حالات ضعف النظر أشار الدكتور أسامة إلي أن العين الطبيعية تشبه الكرة التي قطرها 24 ملليمترا، وفي حالة زيادة أو نقص قطر من العين عن هذا الرقم يؤدي ذلك لعدم قدرة العين على تجميع أشعة الضوء الساقط على الأشياء المحيطة في بؤرة العين بشكل مثالي، مما يؤدي لحدوث تشويش في رؤية الصورة، وبالتالي يدل على حالة ضعف في النظر سواء بما يسمى بقصر نظر أو طول نظر، و 80 % من المرضى صغار السن مصابون بضعف النظر، ويمكن أن يزيد قطر العين أو يقل حتى عمر 18 سنة، لذلك لا نستطيع إجراء عمليات تصحيح الإبصار إلا بعد استقرار حجم العين بعد سن 18 سنة للحصول على أفضل نتائج ممكنة.
ومن جهته أشار الدكتور عصام عبد الغفار أستاذ طب العيون إلي أن ضعف النظر يكون عن طريق حدوث أحد المشكلات الثلاث إما قصر نظر أو طول نظر أو إستجماتيزم، ويمكن أن نوضح الفرق بين كلٍ منهم كالتالي:
- قصر النظر:
وفي هذه الحالة يستطيع المريض رؤية الصورة جيداً إن كانت قريبة منه أما الأجسام البعيدة لا يستطيع رؤيتها بوضوح، ويحدث ذلك نتيجة انكسار الضوء في نقطة واحدة داخل العين قبل الوصول للشبكية.
وهي تعتبر الحالات الشائعة بين تلاميذ المدارس فيشكو الطفل من عدم رؤيته لما هو مكتوب على السبورة من بعيد، وبالتالي لا يستطيع المتابعة جيداً مع المدرس.
- طول النظر:
ويعتبر عكس الحالة السابقة تماماً، فالمريض يستطيع رؤية الأشياء البعيدة بوضوح جداً أما في حالة اقترابها لا يستطيع رؤيتها بنفس الوضوح السابق، ويحدث ذلك نتيجة انكسار الضوء في نقطة واحدة داخل العين بعد عبوره للشبكية.
- الإستجماتيزم:
وخلاله يشعر المصاب بصداع مع عدم وضوح الرؤية بالرغم من أنه لا يعاني من قصر أو طول بالنظر، ويحدث ذلك نتيجة انكسار الضوء على الشبكة نفسها، ولكنه يسقط في نقطتين وليس نقطة واحدة، وبالتالي يشعر المريض بالزغللة أي رؤية الصورة لها خيال بسيط، وكلما انكسر الضوء في نقطتين متباعدتين، كلما أدى ذلك إلى زيادة نسبة الإستجماتيزم.
وهناك حالات يكون فيها المريض مصابا بالإستجماتيزم مع طول نظر أو قصر نظر في نفس الوقت أي عدم انكسار الضوء على القرنية وفي نفس الوقت ينكسر في نقطتين، وتلك أيضاً من الحالات الشائعة بين تلاميذ المدارس، ويتم علاجها عن طريق ارتداء نظارة طبية تعمل على ضبط انكسار الضوء في نقطة واحدة على القرنية.
أما عن كيفية اكتشاف إن كان الطفل يرى بوضوح أم مصاب بضعف النظر تضيف الدكتورة وفاء عبد الله أستاذ طب الأطفال بأنه لنستطيع تشخيص حالة النظر عند طفلنا يجب على الأم البدء في متابعته عندما يصل إلى الشهر السادس من عمره عن طريق ملاحظة إن كان يستجيب لها عند الاقتراب منه فقط أو إن كان يشاهدها في مجال معين من الرؤية أم في جميع الاتجاهات وإن كان يحني رقبته إلى الجهة اليمنى أو اليسرى بشكل لا إرادي عند رغبته في رؤية شيء محدد، كما يجب أن تلاحظ إن كان يعتمد على السمع أكثر من النظر أو لا، حيث إن تلك التصرفات كلها من دلالات ضعف النظر، وبالتالي إن لاحظت الأم إحداها يجب أن تقوم بالتوجه للطبيب المختص في أقرب وقت للفحص وتشخيص الحالة والاطمئنان على الطفل خاصة أنه في هذه السن لا يستطيع التعبير عن نفسه، أما في حالة دخول الطفل للمدرسة مع ملاحظة عدم تركيزه في الدروس إلا عندما يكون موجودا أمام السبورة مباشرةً وينشغل عن المدرسة عندما يجلس في مكان بعيد عن السبورة، أو يتجنب عمل الواجب المنزلي رغم اجتهاده أو قلة تركيزه أو شكوى بصداع متكرر نتيجة إجهاد العين لمحاولة النظر إلى السبورة بشكل مستمر لفترات طويلة خلال اليوم الدراسي، أو تجنب مشاهدة التلفاز أو الجلوس على الكمبيوتر أو أن يغمض عينه بشكل بسيط عند النظر إلى الأشياء، فكل تلك علامات مهمة تدل على ضعف البصر يجب عند ملاحظتها التوجه للطبيب لعمل كشف نظر، وتحديد العلاج المناسب، والذي غالباً ما يكون بارتداء نظارة طبية مناسبة بعدها يشعر الطفل أنه استعاد حياته ليمارسها بشكل طبيعي.