10-8-2024 | 11:30
أمانى عزت
يعد مرض السمنة من الأمراض الأكثر انتشارا على مستوى العالم بسبب الاعتماد على الوجبات السريعة بشكل كبير وعدم ممارسة الرياضة وقد تكون الجينات الوراثية ، وتكمن خطورة السمنة فى مضاعفتها حيث تعد هى المسبب الرئيسي لبعض الأمراض مثل: السكر والضغط و تكيس المبايض وتأخر الحمل عند النساء وقلة الخصوبة لدى الرجال بالإضافة إلى العبء الاقتصادي الذي تتحمله الدول لعلاج الأمراض الناتجة عن الإصابة بالسمنة.
يقول الدكتور محمد خطاب أستاذ أمراض الباطنة بجامعة القاهرة إن الأمراض المصاحبة لمرض السمنة تعتبر من أهم المشاكل الصحية المتزايدة فى العالم والذي ينتج عنها تأثيرات سلبية وخطيرة على حياة الإنسان ومن أبرزها الإصابة بمرض السكر والضغط وزيادة الدهنيات فى الدم وهى أمراض تزداد حدوثها لمريض السمنة ،كما أن السمنة تزيد من احتمالية ظهور أمراض القلب ،خشونة المفاصل، وآلام أسفل الظهر، ونقص الخصوبة وتكيسات المبايض ، بالإضافة إلى التأثير النفسي والاجتماعي.
وأضاف خطاب أنه فى ظل الزيادة فى نسب حدوث السمنة وزيادة الوزن، حرصت الدولة على حماية المواطنين من خلال الكشف المبكر على السمنة وتأسيس عيادات متخصصة لعلاج السمنة ومضاعفاتها، كما تحرص على النهوض بوعى الشعب المصري عن طريق حملات التوعية وتدريب وتأهيل كوادر طبية مؤهلة لمكافحة مرض السمنة.
وتابع خطاب أنه طبقا للدراسة التى أجريت من خلال 2020 أن أكثر الحالات المرضية شيوعا الناتجة عن العبء الجسيم الذي يشكله مرض السمنة هى 13 مرضا ومنها ارتفاع ضغط الدم ،مرض السكر،توقف التنفس أثناء النوم، والكبد الدهنى ،فرط شحوم الدم، وعدد من الأمراض الأخرى مثل: الاكتئاب وأمراض القلب والجلطات الدماغية والسرطانات، وأكدت الدراسة أن مرض السكر من النوع الثانى هو المرض الأكثر ارتباطا عند البالغين من الذكور والإناث المصابين بالسمنة، كما أشارت الدراسة أن 85 % من الإناث المصابات بمرض السكر من النوع الثانى مصابات به بسبب السمنة ،بينما 61.8 % من الذكور المصابين بالسكر من النوع الثانى يعزى أسبابه لمرض السمنة أيضا.
موضحا أن العلاجات اللازمة لعلاج السمنة تحتاج إلى اتباع نظام غذائي خاص أو القيام ببرنامج تمارين أو تعاطى دواء يعمل على تقليل الجوع وزيادة الإحساس بالشبع وتقليل حركة الأمعاء أو يلجأ المريض إلى إجراء عملية جراحية تتيح له أن يصبح أقل جوعا إلى جانب الحفاظ على الوزن على المدى الطويل لأن السمنة مرض مزمن فلهذا نجد أن الوجبات الغذائية والأدوية والعلاجات الجراحية يمكن أن تنجح مع بعض الناس ولكن قد لا تنجح مع الجميع.
ومن جانبه قال الدكتور أبو بكر النشار أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب بنها بأنه كلما زاد معدل كتلة الجسم، زادت أيضا صعوبة حدوث حمل، فالسمنة تحدث خلل هرموني وذلك يحدث في الأغلب عند تكون تكيسات المبايض التي نتجت عن الزيادة الشديدة في الوزن وفي هذه الحالة يجب على السيدة التخلص من السمنة في سبيل التخلص من تكيسات المبايض بدورها وإتاحة مجال لحدوث حمل.
و أشار النشار إلى أن السمنة ليست فقط تؤخر الإنجاب بالأساليب الطبيعية ولكن أيضا تقلل فرص نجاح الإخصاب عن طريق الحقن المجهري وهذا يحدث مع الرجل أيضا فوزن الرجل بأهمية وزن السيدة فيما يتعلق بموضوع الصحة الإنجابية والجنسية، فالوزن الزائد يسبب ضعف بالانتصاب مما يؤثر تأثير سلبي على فرصة الإنجاب ومع زيادة حجم الخصر في الرجال، تقل مستويات التستوستيرون أو هرمون الذكورة بالجسم مما يقلل فرص الإنجاب.
وتابع أن السمنة لها تأثير سلبي على الحيوانات المنوية من حيث عددها وحركتها مما يقلل معدل الخصوبة عند الرجل ويجعل عملية الإنجاب صعبة فيكون الحل الوحيد هو التخلص من السمنة أولا لضمان نجاح عملية الإنجاب، بالإضافة إلى صعوبة حدوث حمل في وجود سمنة و لكن أيضا إذا اجتمع الحمل مع السمنة، فهذا يعرض الأم والطفل لأخطار طوال فترة الحمل منها: ارتفاع مستوى ضغط الدم بشكل قد يؤثر على وظائف الجسم الحيوية وقد يؤدي إلى ضرر أو تلف في بعض الأعضاء المهمة مثل الكلى وتسمى بمرحلة ما قبل تسمم الحمل ،والإصابة بمرض سكر الحمل الذي تزيد احتماليته عندما تكون السيدة الحامل تعاني من السمنة وفي بعض الأحيان يستمر مرض السكر بعد الولادة، وهناك مشاكل و مخاطر أثناء الولادة لمرضى السمنة مما يجعل الأطباء يحثون السيدة على الولادة القيصرية لتقليل حدوث مخاطر للأم أو الطفل ، كما تقلل من تأثير بعض المسكنات و أدوية التخدير بالإضافة إلى مشاكل بالتنفس النومي حيث تعاني السيدة الحامل المصابة بالسمنة بصعوبة بالتنفس تصل في بعض الأحيان إلى انقطاع النفس أثناء النوم وأخيرا زيادة فرص حدوث عدوى بالمسالك البولية أثناء الحمل أو بعد الولادة أو عدوى بمكان جرح العملية القيصرية بعد الولادة.