لكل شارع من شوارع مصر المحروسة حكاية وتاريخ وشخصيات بارزة في التاريخ المصري لها دور مؤثر في مجالها، وهو ما دفع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري إلى إطلاق مشروع للتعريف بتاريخ الشخصيات المؤثرة التي أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع ومن ضمن هذه الأسماء نوبار باشا الذي يحمل أحد شوارع منطقة وسط البلد بالقاهرة التي تسمي بالقاهرة الخديوية أسمه، وفي السطور التالية تقدم بوابة "دار الهلال" أبرز المعلومات عن نوبار باشا أول رئيس وزراء لمصر الذي تولى هذا المنصب ثلاث مرات.
يعتبر شارع نوبار امتداد لشارع شريف بوسط البلد في اتجاه الجنوب مرورا بميدان لاظوغلي نهاية بشارع بورسعيد قرب ميدان السيدة زينب.
مولده
ولد نوبار في "سمرينا" بتركيا في 4 يناير 1825، كان والده تاجر أرمني عينه محمد علي باشا والي مصر (1805-1849) معتمدًا أساسيًا له في الأناضول أثناء الحملة المصرية الأولى على الشام (1831-1833)، ثم عينه خلال الحملة الثانية عام 1839 معتمدًا مصريًا في باريس، وتوفي هناك قبل عودته إلى مصر.
تلقى نوبار تعليمه في مدارس سويسرا، فالتحق بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة "جنيف"، ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال تعليمه، فأتم دراسته عام 1840، وقد أتقن اللغات الفرنسية والإنجليزية واليونانية والتركية، ولم يتقن اللغة العربية، وتعلم العلوم الأوروبية الحديثة.
فأرسل إليه خاله الذي كان ناظرًا (وزيرًا) للتجارة والأمور الخارجية، يطلب منه الحضور إلى مصر للعمل معه.
نوبار رئيسًا للوزراء
أصاب مصر في أثناء ذلك أزمة مالية مما تراكم عليها من الديون، بسبب نفقات الخديو إسماعيل في سبيل عمارة القاهرة واستصدار الفرمانات الخاصة بوراثة العرش وغيرها من الأمور، حتى أفضى الأمر إلى مراقبة الدول والسعي في غل يديه وضبط الميزانية والاقتصاد فيها، ورأت الدول أن تقيد حكومته بالشورى، فاقترحت عليه تشكيل أول وزارة مسئولة عن إدارة شئون البلاد (مجلس النظار).
فقام الخديو إسماعيل بتكليف نوبار لتشكيل النظارة، فشكلها في 28 أغسطس 1878، وقد سميت بالنظارة الأوروبية نظرًا لوجود وزيرين أوروبيين بها؛ أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي. ولكن ذلك لم يكن ليرضي الخديو إسماعيل، فلم تمضِ على تلك الوزارة الشورية سبعة أشهر حتى حلها إسماعيل في 23 فبراير 1879.
وعلى أثر ذلك تدخلت الدول الأوروبية وخاصة انجلتر لدى السلطان العثماني لخلع الخديو إسماعيل، فصدر فرمان في 26 يونية 1879 بخلع إسماعيل وتولية نجله "توفيق باشا".
وقد سافر نوبار باشا من مصر، على أنه كان يتردد إليها حينًا بعد آخر، فحدثت الثورة العرابية وعقبتها الحوادث السودانية، حيث قامت الثورة المهدية بالسودان، واستفحل أمر المهدي، فأشارت إنجلترا على الحكومة المصرية سنة 1884 بإخلاء السودان والتخلي عنه، وكانت الوزارة المصرية إذ ذاك برئاسة "شريف باشا"، فلم يوافق إنجلترا على هذا الأمر، فألحَّت عليه ففضَّل الاستقالة على أن يرتكب ذلك الخطأ.
فقام الخديو توفيق باستدعاء نوبار باشا وعهد إليه بتشكيل وزارة جديدة، وزارته الثانية، فشكلها في 10 يناير 1884، وتولى هو أيضًا نظارة الخارجية، ووافق إنجلترا على إخلاء السودان، واستمر في ذلك المنصب حتى 9 يونية 1888.
تولى نوبار نظارته الثالثة في 15 أبريل 1894 بناء على ترشيح المعتمد البريطاني في مصر "اللورد كرومر"، وقد استسلم نوبار تمامًا في هذه النظارة للنفوذ الإنجليزي.