تتميز مصر بوجود عدد كبير من المساجد الأثرية والتاريخية في كل أنحاء البلاد، فتعرف القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ولا عجب في ذلك، إذ عُرفت على مر العصور المختلفة بكثرة مساجدها ومآذنها، ومن بين هذه المساجد التاريخية "مسجد سليمان أغا" الذي يعد من أروع وأندر المساجد الأثرية في القاهرة بطرازه المعماري الذي جعل منه لؤلؤة المنطقة التي تزخر بالآثار الإسلامية.
ووفقا لمحافظة القاهرة الذي سلطت الضوء على المسجد فإنه يقع بشارع المعز لدين الله على يسار السائر به في اتجاه باب الفتوح، وقام بتشييده الأمير سليمان أغا السلحدار أحد مساعدي محمد على ببنائه سنة 1253هـ / 1837م، وأتمه في سنة 1255هـ / 1839م.
وقد شُيد المسجد على طريقة المساجد العثمانية، وهو مقسم إلى ثلاثة أروقة وملحق به سبيل ماء وكُتاب لتعليم القرآن والدين وعدة حجرات أهمها حجرة السبيل.
تشتمل الوجهة الرئيسية للمباني والمشرفة على شارع المعز لدين الله على وجهات المسجد والمدرسة والسبيل، ويتوصل بها عند نهايتها القبلية بوابة مقامة على مدخل حارة برجوان، وجميعها مبنية بالحجر وتنتهي من أعلى بأرفف خشبية بزخارف بارزة، ويكسو وجهة السبيل رخام أبيض مدقوق به زخارف وكتابات ولنوافذه شبابيك من البرونز المصبوب بزخارف مفرغة، والمنارة كسائر المنارات العثمانية أسطوانية الشكل ولها دورة واحدة وتنتهي بمسلة مخروطية.
يؤدي المدخل إلى طرقة يصعد الإنسان منها ببضع درجات إلى الصحن المسقوف في وسطه وتكتنفه أربعة أروقة عقودها محمولة على أعمدة رخامية، ويشتهر المسجد بمنارته التي تشبه "القلم الرصاص "
يزخر المسجد بالزخارف الخشبية التي اختلطت فيها العناصر الشرقية الموروثة "الأرابيسك" والعناصر الغربية والتي انتقلت من أوروبا الى اسطنبول خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وانتقلت بدورها من إسطنبول إلى بقية البلدان الاسلامية.
من أهم مميزات المسجد أيضا وجود قباب خشبية ذات زخارف عثمانية واضحة، وقد صمم المسجد بحيث يكون هناك ما يسمى بـ "الملقف" وهو المسئول عن تهوية القاعات داخل المسجد.