28-12-2024 | 11:30
أحمد فاخر
باركنسون من الأمراض الشائعة لدى كبار السن حيث تبدأ أعراضه في الظهور بين سن الأربعين والستين عاماً، وتزداد الأعراض مع تقدم المرض، فماذا عن هذا المرض وطرق الوقاية منه؟
بدأ الحديث الدكتور حاتم سمير أستاذ أمراض المخ والأعصاب بالتوضيح بأن مرض (باركنسون) أو ما يعرف بـ (الشلل الرعاش) يصيب غالباً كبار السن الذين أعمارهم فوق الخمسين عاماً، ويصيب الجسم بسبب حدوث خلل في مادة تسمى (دوبامين) وهي المسئولة عن حركة الجسم، وتفرز من مكان يسمى الخلايا القاعدية بالمخ.
وبالتالي بمجرد قلة إفراز تلك المادة تحدث رعشة أو تيبس أو بطء في الحركة، بمعنى آخر أنه يحدث إما عدم حركة في جزء من أجزاء الجسم أو تجمد وتيبس وعدم الحركة في جزء آخر، وسبب ارتباطه بكبار السن لأنه يعتبر من أعراض الشيخوخة التي تصيب خلايا المخ، وبالتالي تقل قدرتها على إفراز مادة الدوبامين بنفس الكفاءة مما يؤثر بالسلب على حركة الجسم، ويسمى باسم (الشلل الرعاش) كتسمية خاطئة لأنه ليس شللاً وليس رعاشاً، حيث إن المريض في أغلب الأحيان وفي معظم مراحل المرض لا يصاب بالشلل.
ويصيب مرض باركنسون الرجال أكثر من النساء بنسبة 3 : 2.
كما أن هناك أعراضا أخرى غير حركية مثل الإصابة بالاكتئاب أو الشعور بخلل أثناء النوم، مثل: الحديث أو الحركة أثناء النوم بطريقة مبالغ فيها، كما أن الألم من ضمن أعراض مرض الباركنسون مما يصعب التشخيص حيث يمكن أن يشعر المريض بألم في الظهر أو الكتف أو الرقبة مما يجعل المريض يتوجه لطبيب عظام وروماتيزم، ولكن هناك وعيا كبيرا في هذا الأمر عند أطباء العظام الذين يحولون تلك الحالات إلى أطباء المخ والأعصاب.
ويضيف الدكتور عمرو حسن استشاري المخ والأعصاب بأن أهم عرض هو بطء الحركة المصاحبة وهي ارتباط أطراف الجسم بحركات معينة في نفس الوقت حيث إننا عند المشي تتحرك أيدينا في عكس اتجاه أرجلنا بشكل لا إرادي، وبالتالي إن قلت تلك الحركات أو لوحظ بطء شديد أو صعوبة فيها يكون ذلك أحد المؤشرات المهمة للإصابة بالمرض، ويجب التوضيح بأن مرض باركنسون ليس له علاقة بالتاريخ المرضي العائلي بمعنى أنه ليس شرطاً إصابتي بهذا المرض ونفس أعراضه إذا أصيب فرد من أفراد عائلتي به.
وأهم أعراض هذا المرض تكون على مراحل حيث تبدأ بتيبس الأطراف، الرعشة، بطء الحركة، الانحناء للأمام، فقد الاتزان والوقعات المتكررة، وليس شرطاً أن تأتي كل تلك الأعراض مع بعضها ولكن يمكن أن تحدث في جانب واحد من الجسم، ولكن إذا تطور المرض تنتقل تلك الأعراض إلى الجانب الآخر من الجسم وتعتبر تلك هي المرحلة الثانية من المرض، أما إذا حدث تأثر في الحركة وصعوبة في الاتزان فنحن هكذا قد وصلنا إلى المرحلة الثالثة، أما المرحلة الرابعة والأكثر قسوة هي عدم قدرة المريض على الحركة بشكل كامل.
ومن جهته أشار الدكتور إيهاب محمد أستاذ المخ والأعصاب بأن هناك علاجات دوائية مختلفة لمرض الباركنسون حسب كل حالة تعمل على زيادة نسبة الدوبامين في المخ، ولكنها جميعاً تعتمد على عدم استسلام المريض لمرضه ومحاولته الحركة بقدر الإمكان، وذلك لأن حركة الجسم تساعده على امتصاص الأدوية وتنشيط الخلايا وبالتالي زيادة إفراز مادة الدوبامين، وفي حالة عدم الوصول لنتائج جيدة مع العلاجات الدوائية يمكن الوصول إلى بعض الحلول الجراحية المتاحة، مما يساعد على تقليل تناول المريض للأدوية، وتلك العمليات موجودة في مصر.
وفي النهاية نوضح بأنه عند التشخيص المبكر وبدء العلاج يساعد ذلك على عدم تدهور المرض بشكل سريع، كما أن أسلوب الحياة والتغذية السليمة مع السيطرة على الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر يمكن أن يساعد كثيراً في السيطرة على تدهور المرض، ولكن حتى الآن للأسف لا يوجد علاج يسيطر على المرض بشكل كامل ليستعيد المريض صحته مرة أخرى، ومن جهة أخرى ننصح المريض بالتركيز كثيراً أثناء الحركة تجنباً للسقوط كما يجب على أهل المريض الاهتمام بتجنب السجاجيد والمشايات الصغيرة لأنها من أكثر الأشياء التي تساعد في سقوط المريض على الأرض أثناء الحركة.