8-2-2025 | 11:39
أحمد فاخر
أحياناً ما يصاب أحد أفراد الأسرة بألم في منتصف القفص الصدري أو يشعر بثقل على الصدر خاصة عند القيام بمجهود مثل: صعود السلم أو الإسراع في الخطى وأحياناً يحدث نفس الألم مع الضغط العصبي، فهل الشعور بالألم في منطقة الصدر يعني الإصابة بذبحة صدرية؟
بدأ الحديث الدكتور أدهم عبد التواب استشاري أمراض القلب بتوضيح أن الشرايين التاجية هي الشرايين المسئولة عن تغذية عضلة القلب عن طريق إيصال الدم لها باستمرار لتعمل بنفس الكفاءة في ضخ الدم لجميع أعضاء الجسم بشكل كامل، ويطلق عليها الشرايين التاجية كونها ملتفة حول القلب من أعلاه لأسفله مثل التاج، وهما يتكونان من شريان أمامي وخلفي، والأهم عندنا هو الشريان الأيسر الأمامي لأنه يغذي حوالي 70 % من جدار عضلة القلب، وهناك عوامل تؤثر بالسلب على الشرايين التاجية يتم تقسيمها إلى قسمين:
• عوامل خطورة يمكن التحكم فيها مثل: التدخين ومرض السكر والضغط واضطراب الكوليسترول والدهون ومتلازمة السمنة.
• عوامل خطورة لا يمكن التحكم فيها مثل: العوامل الوراثية والتوتر والضغط العصبي.
وتلك العوامل تتسبب في حدوث ترسبات دهنية وتكلسات داخل الشرايين التاجية مما يسبب ضيقا داخلها ويتكون بصورة من صورتين، إما بصورة تدريجية تظهر معنا في صورة ذبحة صدرية مستقرة وتكون في صورة شكوى من المريض بألم في الصدر عند القيام بأي مجهود، وهذا يحدث على مدى سنوات بصورة تدريجية مع زيادة الترسبات داخل مجرى الشريان التاجي، أو يحدث في صورة أخرى يطلق عليها (المتلازمة التاجية الحادة) وهي عبارة عن جلطة قلبية وذبحة غير مستقرة تصيب الإنسان بشكل مفاجئ وبصورة غير متوقعة وبشكل مؤلم جداً.
وأعراض الذبحة القلبية أو قصور القلب كثيرة وتتشابه مع أمراض أخرى ولكن هناك أعراضا معروفة هي الأقرب للإصابة بالذبحة القلبية وهي عبارة عن ألم يشعر به المريض في أي مكان بداية من الفك السفلي وحتى السرة، ومن المعتاد أن يأتي في منتصف الصدر ويصل إلى الكتف أو الظهر أو الذراع، ولكن إذا استطاع المريض الإشارة بإصبعه وتحديد مكان الألم بالضبط فغالباً هذا الألم ليس له أي علاقة بالذبحة الصدرية، لأن عادة ما يكون ألم قصور الشرايين التاجية في مساحة واسعة وليس نقطة محددة كما يكون ألماً شديداً جداً لم يشعر به المريض من قبل، مثل أن يكون هناك حجر فوق صدره أو اختناق في التنفس أو حرقان شديد في منطقة الرئتين مع الحموضة أو حرقة المعدة.
ونشير إلى أن هناك فرقا بين الإصابة بجلطة كبرى وهي عبارة عن جلطة تؤثر على جدار عضلة القلب بالكامل نتيجة انقطاع الدم بالكامل عن القلب وهي الأصعب على الإطلاق وتحتاج إلى تدخل طبي فوري، والجلطة الصغرى التي تؤدي لإصابة جزء من جدار عضلة القلب وهي تعتبر أقل وطأة.
ويضيف الدكتور السيد فرج أستاذ أمراض القلب بأن الذبحة الصدرية هي جلطة قلبية غير مكتملة، ألمها ينتشر بداية من منطقة الرقبة وحتى المعدة مصحوبة أحياناً بغثيان وتعرق وتسارع في ضربات القلب، فجميعها أعراض تؤكد أن المشكلة من الشريان التاجي سواء نتيجة جلطة مكتملة أو غير مكتملة وذبحة صدرية، وفي بعض الحالات يستمر الألم لفترة تصل إلى 10 دقائق كاملة، وفي تلك الحالة يجب على المريض التوجه مباشرة إلى طوارئ أقرب مستشفى للكشف وتشخيص الحالة وتحديد إن كان هناك جلطة أم لا، وتحديد نوع الجلطة إن وجدت، ثم إتباع إرشادات الأطباء في تلك الحالة خاصة إن كان المريض عنده أحد العوامل التي تساعد في الإصابة بالجلطات القلبية مثل: التدخين والسمنة والأمراض المزمنة مثل: السكر والضغط.
أما عن الخوف من تركيب الدعامات القلبية يشير الدكتور نبيل فرج أستاذ أمراض القلب بأن القسطرة كانت تتم في الماضي عن طريق شريان الفخذ مما كان يضطر المريض إلى مد قدمه لمدة من 4 إلى 10 ساعات مع تناول أدوية سيولة والمكوث بالمستشفى ليلة واحدة على الأقل للاطمئنان على حالته ثم عليه أن يأخذ إجازة من العمل لمدة أسبوعين على الأقل قبل ممارسة حياته الطبيعية بشكل كامل، أما الآن يتم القيام بعمليات الدعامات القلبية عن طريق شريان اليد وبالتالي قلت المشاكل التي كانت تحدث سابقاً مما لا يستدعي المكوث ليلة بالمستشفى كما يساعد ذلك المريض على أن يخرج من المستشفى سائراً على قدميه ويستطيع العودة إلى العمل من اليوم التالي للعملية دون أدنى مشكلة طالما ليس مصاباً بمشكلة حادة في القلب.
كما يجب على المريض بعد إجراء تركيب دعامة قلبية الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة له من قبل الطبيب المعالج لفترة لا تقل عن 6 أشهر حتى يستطيع الجسم خلال تلك المدة تكوين غشاء رقيق فوق الدعامة لتقليل حدوث جلطات في نفس الشريان مرة أخرى، هذا بالطبع مع الالتزام بتناول الأدوية الخاصة بأي أمراض مزمنة أخرى مثل: الضغط والسكر والدهون الثلاثية وغيره، هذا مع ممارسة الرياضة ولو خفيفة بشكل دائم للحفاظ على صحة الجسم مع الامتناع الكامل عن التدخين بجميع أنواعه لأن التدخين هو أهم سبب في الإصابة بأمراض القلب بشكل عام.
ومن جهة أخرى تشير الدكتورة هبة المغربي أخصائية التغذية العلاجية بأن هناك علاقة كبيرة بين الطعام والإصابة بمشكلات الشرايين التاجية، وبالتالي يجب على مريض الشرايين التاجية إتباع أسلوب غذائي صحي لتجنب الإصابة بمشكلات أخرى بالقلب فيما بعد، ويكون ذلك عن طريق تناول خمس حصص من الفاكهة والخضار يومياً، فليكن وجبتين من الفاكهة و3 وجبات من الخضار.
وأهم الفواكه المفيدة لمرضى القلب التي تمنع ترسب الدهون على جدار الشرايين:
• الفراولة
• التوت
• التفاح (تؤكل بقشرها)
• الكمثرى (تؤكل بقشرها)
أطعمة أخرى مفيدة:
• الشوفان
• الأفوكادو
• اللبن خالي الدسم
• العسل الأبيض
• الثوم والبصل
• الأوميجا 3 الموجود في الماكريل والسردين والتونة حيث إن الأسماك الدهنية أكثر فائدة .
كما ينصح بالبعد عن الأطعمة المليئة بالدهون المشبعة مثل:
• الجبن والألبان كاملة الدسم
• اللحوم الحمراء
• الإكثار من الزيوت والسمن الصناعي
• الوجبات السريعة
• المياة الغازية