22-2-2025 | 11:02
أمانى عزت
تعد أمراض القلب والجلطات القلبية السبب الأول في الوفيات حول العالم حيث تمثل حوالى 47 % ، و الخطير في الأمر أن الجلطات القلبية أصبحت تصيب صغار السن عكس المعهود سابقا وذلك لارتفاع معدلات التدخين بين الشباب في سن مبكرة إضافة إلى انتشار السمنة، وهما العاملان الأكثر تسببا للمرض بجانب السكري والكوليسترول والعامل الوراثى .
سنتعرف في هذا الحوار مع الدكتور إيهاب داود استشاري أمراض القلب على أسباب انتشار الإصابة بالسكتات القلبية المفاجأة بين الشباب ، وطرق الوقاية وكذلك العلاج.
- هل هناك علامات استباقية للجلطات القلبية؟
يقول الدكتور إيهاب داود: إن من أهم أسباب ضيق الشرايين هو وجود الدهون في الدم وخاصة البروتين الدهنى «أ» أو ما يعرف Lp»a» وهو موجود فى حوالي 20 % من الناس، ويتسبب في إصابات بضيق شرايين القلب التاجية في الشباب، وكذلك تجلطات الشرايين المخية والشرايين الطرفية ،كما يتسبب في تكلس الصمام الأورطي وأيضاً يؤدي إلى تضخم الشريان الأورطي.
ويوضح داود أن Lp»a» هو بروتين لزج يتراكم داخل الأوعية الدموية أثناء انتقاله عبر مجري الدم ويبدأ فى التراكم فى الشرايين، مما يؤدى إلى تصلب الشرايين ،كما يمكن أن يؤدى إلى تكوين جلطات تسد الشرايين وتقلل من تدفق الدم إلى القلب والدماغ وهذا يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو قصور القلب أو مرض الشرايين الطرفية أو السكتة الدماغية.
عن أسباب ارتفاع هذا البروتين الدهنى فى الجسم يقول داود: إنه ينتقل وراثياً من الآباء للأبناء ولا يعلم معظم الأشخاص الذين يعانون منه إلا بعمل تحليل الدم ، ولذلك أوصت جمعيات القلب في مختلف أنحاء العالم بعمل تحليل لمستوي وجود هذا البروتين للأشخاص الأكثر تعرضا للإصابة بضيق الشرايين مثل هؤلاء الذين تعرضوا لضيق الشرايين من قبل أوالذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى قد تعرضوا لمثل هذه الإصابات، وكذلك للأشخاص الطبيعيين فوق سن الأربعين ويعمل مرة واحدة في العمر، كما ينصح بعمله لمن يعانون من تكلسات الصمام الأورطى، وكذلك النساء بعد انقطاع الطمث قد ترتفع مستويات Lp»a» عندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين الطبيعى.
وأضاف: تحدث الإصابات عادة للأشخاص فى عمر الأربعينيات والخمسينيات، ونجد أن مرض تصلب الشرايين المرتبط بارتفاع نسبة الدهون في الدم ينتج عنه أمراض الشرايين التاجية التي تحدث نتيجة زيادة نسبة الكوليسترول بسبب تناول الطعام الدسم الذى يحتوى بنسبة كبيرة على السمن والزبدة وجلد الدجاج وبخاصة في الوجبات السريعة المليئة بالدهون التي تترسب في الجدار الوعائي وتدريجيا تحدث ضيقا في الشرايين التاجية التي تغذي القلب ، وهذا ما يعرف باسم الذبحة الصدرية ويكون هذا الضيق بنسبة 60 % إلي 90 % ولكن إذا حدث انسداد تام بنسبة 100 % يؤدي إلي جلطة في الشريان التاجي الذي يغذي عضلة القلب.
وتابع أن أهم أعراض الذبحة الصدرية الشعور بثقل في الصدر ،حرقان شديد في الصدر ، كرشة نفس ، نهجان وضيق في التنفس كل هذه الأعراض عندما يشعر بها المريض يجب عليه الذهاب للمستشفي فورا، وهناك نعطي المريض قرصا تحت اللسان وقرص لعمل سيولة في الدم، أما عن أعراض الجلطة في الشرايين التاجية تكون نفس أعراض الذبحة بالإضافة إلي العرق الشديد.
أما السكتة القلبية والتى انتشرت في الأونة الأخيرة بين بعض الشباب فقد ثبت أن من أهم أسبابها هو ارتفاع مستوي LP»a» فى الدم ويحدث عندما تتكون جلطة في شريان القلب الكبير وينسد انسدادا كليا ومن أعراضه الشعور بوجع وحموضة وحرقان في المعدة، حيث إن جلطة الشريان التاجي الخلفي تسبب جلطة شرايين الأمعاء وتسلخ وتمدد الأورطي ، كما أن التدخين وأخذ المسكنات ومشروبات الطاقة والمنشطات التى يستخدمها البعض دون إشراف طبى ،بالإضافة إلى تعاطى المخدرات و وجود تاريخ وراثي بارتفاع الكوليسترول والدهون وقابلية التجلط وطبعا الضغط المرتفع ومرض السكر كل هذه العوامل تؤدى إلى حدوث جلطة في الشرايين ، وبالتالى قد تصل للسكتات القلبية والوفاة.
أما عن العلاجات الحديثة التى ظهرت للوقاية من تكون هذه الجلطات يؤكد داود أن هناك تطورا كبيرا فى العلاجات، حيث ساعد البحث العلمى فى تصنيع أدوية وعقاقير خفضت هذه الدهون بنسبة تقارب تلاشيها 100 % واختفاءها تماما من الدم مثل مجموعات علاجات الدهون التى تستخدم تقنية السيطرة على مرسال الحمض النووي الريبوزي وأصبحت هذه الطريقة هى مستقبل ليس علاجات الدهون الخطيرة فى الدم فحسب وإنما الكثير من الأمراض، حيث تستأصل الجين المسبب للمرض قبل تكاثره .
وأكد على أن العلاج الجينى هو العلاج الأحدث والنصر الطبى الأعلى للكثير من الأمراض بما فيها أمراض الدهون المرتفعة .
وهذا العلاج الجينى متوفر فى العالم وفى مصر أيضا و الهدف من العلاج الجينى ليس فقط إعادة برمجة الجين بهدف إصلاحه إنما كذلك قدم ما يسمى بالأجسام المضادة الموجهة لإيقاف نشاط خلايا تخدم ارتفاع دهون الدم.
وأوضح داود أنه يمكن أن نتجنب 80 % من أسباب وفيات أمراض القلب بالوقاية وعمل التحاليل بصفة دورية وخاصة الأشخاص أكثر تعرضا الذين ذكرناهم من قبل ، بالإضافة إلى تجنب أسباب ارتفاع الكوليسترول والإصابة بالسكري وارتفاع الضغط والالتزام بممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين وطفرة العلاجات الحديثة.