نظمت مؤسسة بصيرة لرعاية ذوى الإعاقات البصرية، حدث فريد من نوعه بالتعاون مع فيزيو الهولندية المؤسسة الأشهر عالمياً في دعم قدرات الأشخاص ذوى الإعاقة البصرية، حيث نظمت كامب يعد الأول من نوعه في مصر يقوم على استضافة أبناء بصيرة من المكفوفين وضعاف البصر أعمار من 10 سنوات إلى 17 عاما ولأول مرة داخل كامب لأيام متتالية وحدهم دون أسرهم ودون أي مرافق لهم ، وتدريبهم داخل الكامب وبشكل عملي على أنشطة الحياة اليومية معتمدين على أنفسهم على مدار اليوم بشكل كامل.

 

قام على التدريب في الكامب مجموعة من الخبراء العالميين في مجال دمج الأشخاص ذوى الإعاقة البصرية من مؤسسة فيزيو بجانب فريق تدريب مؤسسة بصيرة، واستمر الكامب لخمسة أيام متتالية.

 

قالت الخبيرة في مجال الإعاقة البصرية دعاء مبروك عضو المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة المدير التنفيذى لبصيرة: إن أقدام بصيرة على تنظيم هذا الكامب بهذه الكيفية لأول مرة في مصر يأتى في إطار استراتيجية عمل تتبناها المؤسسة ترتكز على أهمية تأهيل وتدريب الأبناء من ذوى الإعاقات البصرية وفق أحدث البرامج التدريبية في العالم وعلى أيدي خبراء عالميين في هذا المجال بهدف أن يصبح الطفل ذوي الإعاقة البصرية معتمداً علي نفسه مستقلاً ذاتياً؛ وهو ما يعنى إعادة تقديمه إلى مجتمعه كفرد مساند منتج نافع وليس في حاجة لأحد.

أضافت “مبروك” أن الكامب سبقه فترة إعداد طويلة شملت الاختيار بعناية شديدة للأبناء ممن سوف يشاركون، وكذلك إطلاع أسرهم على طبيعة الكامب وأخذ موافقتهم وبناء ثقتهم في أبناءهم لكى يشاركوا في الكامب وحدهم، وفوجئنا أن أسر أبناء بصيرة قد رحبوا بالفكرة لثقتهم في قدرات ابنائهم وثقتهم فيما تقدمه بصيرة لأبنائهم من دعم غير مسبوق.

 

أشارت د. سامية سرى مدير مراكز التأهيل والتدريب ببصيرة، إلى أن الكامب استهدف تدريب الأبناء من ضعاف البصر والمكفوفين على الاعتماد على النفس على مدار اليوم منذ استيقاظهم من نومهم إلى أن يعودوا إلى النوم مرة أخرى بداية من ترتيب غرفهم والتحرك الآمن و باستقلالية كاملة بإجادة استخدام العصا البيضاء والمشاركة في الأنشطة الترفيهية واللعب واستخدام حمام السباحة وممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة اليومية.

قالت “سرى”: إن الكامب بقدر ما بذل فيه من جهد كبير غير مسبوق وبقدر ما تم الإعداد له بشكل جيد فقد أثمر فوائد عدة لأبناء بصيرة المشاركين وحتى أسرهم، فبجانب ما ناله المشاركون من ثقة في أنفسهم وقدراتهم وما حققوه من نجاحات باهرة في اعتمادهم على ذاتهم بما جعلهم يعيشون هذه الفترة باستقلالية كاملة وهو ما أهلهم لكى يعودوا لحياتهم اليومية أكثر اعتماداً على أنفسهم.

أضافت أن الكامب كان اختبار حقيقى اجتازه الأبناء في جانب منحهم الثقة الكاملة من أسرهم في تحركاتهم اليومية دون الخوف عليهم الذى يصل أحيانا في بعض الأسر حد الرعب، وقد نجح الكامب أيضا في تقديم صورة للرأي العام تأكد مفرداتها أن الإعاقة البصرية ليست حاجزا أمام أداء المهام اليومية وان الشخص ذوى الإعاقة البصرية يمكن أن يعتمد على نفسه بكفاءة دون أن يكون في حاجة لأحد.

أبناء بصيرة من المشاركين في الكامب من جانبهم عبروا عن فرحتهم الشديدة بالكامب وما حققوه من استفادة كبرى منه معتبرين أن المشاركة في الكامب وحدهم دون أحد من أسرهم على مدار أيام متتالية تجربة حياتية عاشوها لأول مرة ليكتشفوا أنهم وبقليل من التدريب يستطيعون وبمهارة شديدة الاعتماد على انفسهم في التنقل والمعيشة  وهو ما يجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم أكثر تصالحا مع إعاقتهم وأكثر إقبالا على الحياة من حولهم.

يذكر أن مؤسسة بصيرة هدفت منذ تأسيسها إلى خلق مناخ عام مناسب لدمج الأطفال ذوى الإعاقات البصرية في نواحي الحياة المختلفة من خلال تدريب الأسرة والمدرسة والوسط الاجتماعي المحيط على آليات الدمج الواعي وطرق التغلب على عقبات الإعاقة البصرية وأطلقت في سبيل ذلك عدد من المشروعات والمبادرات وحملات التوعية.