السبت 27 ابريل 2024

«إبراهيم صلاح».. فنان مصري صنع من الخردة أكبر تمثال لحورس

إبراهيم صلاح

الهلال لايت18-4-2021 | 22:50

منة الله سيد

ولد في صعيد مصر، تحديدًا في قرية ملوي بمحافظة المنيا، حيث المناطق الأثرية بنقوشها وتماثيلها ومنحوتاتها الملهمة، فعشق الفن الفرعوني، وعشق النحت أيضًا، وفي لحظة من لحظات تعمقه وبحثه في هذا المجال، قرر استغلال الخردة في صناعة تماثيل فرعونية تبهر كل من يراها.

.إنه إبراهيم صلاح الفنان المصري ذو الـ28 عاما، والذي تمكن من استغلال الخردة في صناعة أضخم تمثال لحورس إله الشمس، بارتفاع 6 أمتار ونصف، ومن خلال ذلك أصبح يروج للسياحة في مصر، حتى تحدثت الصحف العالمية عن فنه، وتتبع موهبته فأصبحت مصدر رزقه.

ويروي الفنان المصري لـ«دار الهلال» رحلته الإبداعية، وبدايته المبكرة في هذا الفن، قائلًا: "النحت وصناعة المجسمات، موهبتي منذ الصغر، وخلال سنوات دراستي البعيدة عن تلك الموهبة، كنت مهتما أيضًا بتمنية موهبتي، من خلال البحث على الإنترنت ومعرفة كل ما يخص النحت، حتى أنني بعد ذلك أثقلت هذا الشغف بدراسة بعض الكورسات في كلية فنون جميلة، لذلك بمجرد أن أنهيت الدراسة وفترة الجيش، عملت بمكاتب وشركات الديكور، لأصبح بذلك متخصص في النحت على خامات الأسمنت والجبس وصناعة المجسمات والجداريات".

الخردة تُجسد التاريخ

وعن كيفية اتجاهه لاستخدام الخردة وتوظيفها في صناعة تماثيل فرعونية، قال «صلاح»: "مررت بفترة لم يكن النحت الذي أعدت على العمل فيه مطلوب بشكل كبير، فقررت أن أتجه لصناعة أعمال فنية صغيرة يمكن بيعها من خلال إعادة تدوير المعادن الصلبة كالمواسير، وبالفعل نفذت عدة أعمال، وبمتابعة البحث تعرفت على فن الخردة الحديد، وعرفت أنه فن صعب ومعروف على مستوى العالم، فأحببته، وتعمقت فيه، ووجدت أعمال رائعة لفنانين مصريين كبار، مثل الدكتور صلاح عبد الكريم الذي كان له السبق في إدخال هذا الفن مصر، ومن هنا قررت أن أضيف هذا الفن لموهبتي".

واستطرد: "في الوقت ذاته تعد زيارة المتاحف والأماكن الأثرية من الأشياء المفضلة لدي، لأنها من أهم مصادر إلهامي، فهي مصدر مهم للتغذية البصرية، لذلك قررت أن أستخدم بقايا الحاضر لإحياء الماضي، وأن أستغل الخردة التي لم تعد مفيدة، في صناعة تماثيل فرعونية رائعة".

حورس وتماثيل أخرى

وتحدث الفنان المصري عن أعماله المستوحاه من التراث الفرعوني، وصولًا إلى صناعته لتمثال حورس الذي لاقى شهرة واسعة، قائلًا: "يعد تمثال القط باستيت إله الوداعة عند الفراعنة هو أول أعمالي، فقد صنعته من التروس الحديد بارتفاع 6 أمتار، ووزن نصف طن، واستغرقت صناعته شهر، وبعد النتيجة المشجعة التي حصلت عليها من صناعة التمثال الأول، قررت الإستمرار في هذا الإتجاه، فصنعت تمثال آخر للملكة كليوباترا، ثم قناع توت عنخ آمون، وبعض المجسمات الصغيرة الأخرى، إلى أن حققت رقما قياسيا بصناعة أكبر تمثال لعام 2021، بارتفاع 6 أمتار ونصف، ووزن 550 ك، وهذا التمثال هو تمثال حورس إله الشمس، والذي استغرقت صناعته 40 يوما من العمل الجاد والمثابرة، مستخدمًا الصاج بقايا الحديد، حتى انتهيت منه وأبهر الجميع".

عقبات وإرادة

قبل الحديث عن العقبات والتحديات التي واجهها«صلاح»، تحدث عن مميزات صناعة التماثيل بالخردة دون غيرها من المواد، فقال: "مميزات هذا النوع من الفن أنه صديق للبيئة، ومن خلاله يتم إعادة تدوير بقايا الحديد لصناعة أشياء مميزة، كما أن قليلون فقط من يمكنهم عمل ذلك".

أما عن العقبات والتحديات، قال: "التحديات التي واجهتها تمثلت في شيئين، الأول خاص بالخامات، خاصة المستخدمة في تمثال حورس، حيث مثل حجم وخامة الصاج القديم والبواقي المتبقية في ورش الحدادة، صعوبة خلال العمل، كما أنني أستغرق وقت طويل في البحث عن الخردة، وأحيانًا أضطر للانتظار يوم أو يومين حتى تتوفر، أما التحدي الثاني فهو تقليل بعض الناس من فني، قائلين«خسارة التكلفة والمجهود»، لكنني أحب هذا الفن ومصمم على الاستمرار فيه.

متحف صديق للبيئة ومروج للسياحة

بعد عامين ونصف من العمل في تحويل الخردة لتماثيل فرعونية معبرة عن تراثنا، تحدث إبراهيم صلاح عن الهدف الذي يتمنى تحقيقه في هذا المجال قائلًا: "أتمنى أن يكون لتلك الأعمال الفنية مكان يليق بيها، لذلك أسعى لعمل متحف لفن الخردة الحديد المُجسِدة للحضارة المصرية القديمة، ليرى العالم حضارتنا في شكل جديد".

Dr.Randa
Dr.Radwa