السبت 18 مايو 2024

احذر الآثار المترتبة على "الزنا" والفرق بين الحقيقي منه والمجازي

المنع من استجابة الدعاء...تعرف على الآثار المترتبة على الزنا والفرق بين الزنا الحقيقي والمجازي.

دين ودنيا29-10-2021 | 01:53

أمين حسام

 يعتبر الزنا من كبائر الذنوب والخطايا التي توعد الله تعالى فاعلها بالعذاب المهين والمضاعف يوم القيامة إلا أن يتوب توبة نصوحا، ويبتعد عن اقتراف مثل هذه الذنوب وللزنا نوعان قد بينهم لنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهما:

الزنا الحقيقي:

هو وطء الرجل لامرأةٍ من غير عقد شرعي، أو هو مباشرة المرأة الأجنبية، أو الفجور ويكون هذا الوطء في القبل أو الدبر من غير الملك أو بشبهة الملك؛ أي بغير نكاح صحيح، وقد أجمع العلماء على حرمته بدليل قولة تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).

وأما في السنة ففي جواب النبي عليه الصلاة والسلام للرجل الذي سأله عن أعظم الذنوب، فقال له عليه الصلاة والسلام (أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وهو خَلَقَكَ، قلت: إنَّ ذلكَ لَعَظِيمٌ، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ تَخَافُ أنْ يَطْعَمَ معكَ، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تُزَانِيَ بحَلِيلَةِ جَارِكَ) وما كان ذلك إلا لما يترتب على فعل الزّنا من آثارٍ سلبيّة وسيّئةٍ على الفرد وعلى المُجتمع من تدميرٍ للأُسر، واختلاطٍ للأنساب.

 

 أماعن الزنا المجازي

فقد بين لنا النبي صلى الله علية وسلم أنواعه في هذا الحديث الشريف قائلا (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ) وفيما يأتي ذكر أنواع الزّنا المجازي وهي:

. زنا العين: ويكون زنا العين بالنّظر إلى الحرام، ويدخُل في ذلك أيضا مُشاهدة الإنسان للمواقع الإباحيّةِ المُحرمة.

. زنا الأُذن: ويكون زنا الأذن بالاستماع إلى الحرام وكل ما يدعو إلى الفجور والرّذيلة.

. زنا اللّسان: ويكون زنا اللّسان بالكلام بين الرّجل والمرأة الأجنبيّة في الحرام أو الزنا، سواءً كان ذلك مُباشرةً أو عن طريق الهاتف أو الانترنت.

. زنا اليد: ويكون زنا اليد في البطش والضرب، أو مسّ المرأة الأجنبيّة بشهوة.

. زنا الرِّجل: ويكون زنا الرّجل بالمشي إلى الحرام أو الزّنا.

 

ما هو أشد أنواع الزنا:

أنّ الزنا كلّه محرّم، وأعظم الزنا حرمة هو الذي يكون مع المحارم، أو مع المتزوّجة، أو زوجة الجار، أو إذا كان في وقتٍ وبلدٍ محرّم. د

الآثار المترتبة على ارتكاب الزنا:

توجد الكثير من الآثار المُترتبة على ارتكاب الزّنا في الدُّنيا والآخرة ومن هذه الآثار:

يمنع إجابة الدُّعاء: وذلك لقول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف: (تُفتَحُ أبوابُ السماءِ نصفُ الليلِ، فينادي مُنادٍ: هل من داعٍ فيُستجابُ له؟ هل من سائلٍ فيُعطَى؟ هل من مكروبٍ فيُفرَّجُ عنه؟ فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجاب اللهُ له، إلا زانيةً تسعى بفَرْجِها، أو عَشَّارًا).

ويعد سببٌ من أسباب فعل المعاصي الكثيرة الأخرى، أو قد يجرُّ إليها. الزنا ينزع الإيمان من قلب الزّاني، وذلك لِقول النّبي عليه الصّلاةُ والسّلام (مَن زَنَى أو شَرِبَ الخَمْرَ، نَزَعَ اللهُ منه الإيمانَ، كما يَخْلَعُ الإنسانُ القميصَ من رأسِه).

ويعتبر الزّنا سببٌ من أسباب نزول العذاب، لقوله صلى الله علية وسلم (لاتَزَالُ أُمَّتي بِخَيْرٍ ما لمْ يَفْشُ فيهِمْ ولَدُ الزِّنا، فإذا فَشَا فيهِمْ ولَدُ الزِّنا؛ فأوْشكَ أنْ يَعُمَّهُمْ اللهُ بعذابٍ).

يُنقص الحسنات يوم القيامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (حُرْمَةُ نِساءِ المُجاهِدِينَ علَى القاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهاتِهِمْ، وما مِن رَجُلٍ مِنَ القاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ المُجاهِدِينَ في أهْلِهِ فَيَخُونُهُ فيهم، إلَّا وُقِفَ له يَومَ القِيامَةِ، فَيَأْخُذُ مِن عَمَلِهِ ما شاءَ).

الاكثر قراءة