منذ صعود كاملا هاريس كمرشح للحزب الديمقراطي، بديلًا عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم تتوقف هي ولا المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن تبادل الإتهامات، فتارة يصفها بأنها غبية كالصخرة، وتارة أخرى يقول إنها "ماركسية يسارية راديكالية، وأسوأ من ذلك"، أما الأولى ترد من جهتها فتتباهى أنها خلال مسيرتها في الإدعاء العام حاكمت المجرمين من أمثاله.
مناظرة ترامب - هاريس
وفي مواجهة تاريخية، يلتقي ترامب وهاريس، اليوم الثلاثاء، في أول مناظرة رئاسية بينهما، على قناة "إيه بي سي"، في مركز الدستور الوطني في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وهي واحدة من الولايات المتأرجحة التي ستساعد في تحديد نتيجة الانتخابات.
تنعقد المناظرة التي تستمر لـ90 دقيقة في تمام الساعة 21:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، في خضم أجواء صاخبة وزخم غير مسبوق، إذ لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية سيقف رئيس سابق ونائبة رئيس حالي، جنبًا إلى جنب على منصة المناظرة، تحكمهما قواعد صارمة.
وفي حين يسعى ترامب من خلال المناظرة لتأكيد ثقته بالنصر رغم إدانته بارتكاب جرائم جنائية، تسعى هاريس إلى الحصول على ثقة الناخبين بعدما رفعت من احتمالات فوز الديمقراطيين منذ انسحاب بايدن.
وفي خضم سباق هو من الأشد تنافسًا في التاريخ الحديث للسياسة الأميركية، يمكن لأي طرفة أو زلة لسان أن ترجح كفة أحد المرشحين على حساب الآخر، على غرار الحاصل في المناظرة التي جمعت ترامب ببايدن في 27 يونيو الماضي، التي كان لها دور كبير في إنهاء طموحات الأخير الرئاسية، حيث وصف أدائه بـ"الكارثي".
في غضون ذلك، يرى مراقبون أن هذه المناظرة تعد من أكثر المناظرات الرئاسية أهمية وإثارة منذ عقود، نظرًا لما شهدته حملتا المرشحين من إثارة وتغيير خلال الأسابيع الأخيرة، منها نجاة ترامب من محاولة اغتيال، وترشح هاريس بعد انسحاب بايدن، إلى جانب محاكمات ترامب، والمخاوف من التشكيك في شرعية الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها.
سباق محتدم
وتأتي المناظرة في وقت تحتدم فيه المنافسة بين المرشحين، فبرغم أن كفة استطلاعات الرأي كانت تميل لصالح هاريس بقدر يسير على مدى الأيام المنقضية، إلا أن مؤخرًا أظهر استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" وكلية سيينا تقدم ترامب عليها بنقطة واحدة، لكن يشير متوسط استطلاعات الرأي التي أجريت في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى أن هاريس تتقدم بنقطتين على ترامب من حيث الأصوات بـ49 بالمائة.
من جهتها، تقول صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن المرشحة الديمقراطية تحافظ على تقدمها على المستوى الوطني بما يتراوح بين 1 و3 نقاط مئوية في متوسط استطلاعات الرأي، رغم تقدم ترامب عليها في الاستطلاع الذي أجرته نيويورك تايمز.
وأشار "بوليتيكو" إلى نظرًا إلى الميزة التي يتمتع بها الجمهوريون في المجمع الانتخابي، فإن تقدم هاريس الحالي على المستوى الوطني يشبه إلى حد ما فوز هيلاري كلينتون غير الكافي بنقطتين في التصويت الشعبي في عام 2016، مقارنة بفوز الرئيس بايدن بـ4 نقاط في عام 2020.
وأكدت على احتدام التنافس بين المرشحين في الولايات السبع المتأرجحة لدرجة أن تقدم أي منهما على الآخر في تلك الولايات لا يتجاوز 3 نقاط مئوية، وهي نسبة تقع ضمن هامش الخطأ.
وبرغم أن المناظرة تعد فرصة جيدة لكسب تأييد الناخبين الذين ما زالوا لا يعرفون الكثير بشأن سياسات المرشحين، إلا أنه بالنظر إلى عام 2016، فقد فازت مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بسهولة في جميع المناظرات الثلاث ضد ترامب، إلا أنه في الأخير انتصر في الانتخابات وفاز بالبيت الأبيض.
قواعد المناظرة
تخضع المناظرة التي سيديرها ديفيد موير ولينسي ديفيس، مقدما برنامج إيه بي سي وورلد نيوز تونايت، إلى قواعد صارمة، حيث لن يتم مشاركة أي مواضيع أو أسئلة مسبقًا مع المرشحين أو فرقهم الانتخابية، ولن يُسمح بأي دعم أو ملاحظات مكتوبة مسبقًا على المسرح.
ولن يكون لدى المرشحين سوى قلم ودفتر ملاحظات وزجاجة ماء، ولا يمكنهما التفاعل مع موظفي الحملة أثناء الفواصل الإعلانية، فضلًا عن ذلك ستكون الميكروفونات مباشرة فقط للمرشح الذي حان دوره للتحدث، وسيتم كتم الصوت عن المرشح الآخر، ولن يسمح للمرشحين بتوجيه أسئلة لبعضهما بعضًا.
سيجري تخصيص دقيقتين لكل مرشح للإجابة عن كل سؤال مع حق الرد لمدة دقيقتين، ودقيقة إضافية للمتابعة أو التوضيح، علمًا بأنه من المقرر أن يلقي المرشح الجمهوري الكلمة الأخيرة في المناظرة، وذلك بعد فوزه بالقرعة التي أجريت بواسطة عملة معدنية بين فريقي المرشحين افتراضيًا، في حين اختارت المرشحة الديمقراطية أن تقف في يمين الشاشة، أي في الجانب الأيسر من المنصة.