تهدف مصر إلى أن تكون محور طاقة عالمي عن طريق التوسع في مشروعات الربط الكهربي مع دول أفريقيا، في ظل حرص مصر على تعزيز التعاون مع دول القارة السمراء عامة وخاصة دول حوض النيل بما يخدم الجانبين ويحقق طموحات الشعوب.

وتسعى الحكومة المصرية للتوسع في مشروعات الربط للاستفادة من الطاقة الكهربائية الاحتياطية الموجودة بالشبكة القومية للكهرباء، والتي تصل 20 ألف ميجا وات يوميا، ويعتمد مشروع الربط على انشاء شبكة لنقل الكهرباء على مستوى إقليمي عند تردد متزامن.

ومن أبرز مجالات التعاون بين مصر ودول القارة مجال الكهرباء من خلال مشروعات متعددة تم الانتهاء من تنفيذها مثل مشروعات الربط الكهربائي مع السودان، فيما يجري تنفيذ مشروعات أخرى جديدة مع السودان منها مشروع رفع قدرة خط الربط الكهربائي بين مصر والسودان حتى 240 - 300 ميجا وات.

تفاصيل مشروع الربط الكهربي بين مصر والسودان

واختارت مصر القارة السمراء لتكون أولى خطواتها في مشروعات الربط الكهربي، وبدأت مصر المرحلة الأولى من الربط الكهربائي مع السودان، والمرحلة الأولى من المشروع تقوم بنقل حوالي 70 ميجا واط يوميا إلى السودان، ويجري العمل الآن على المرحلة الثانية،  ومن المتوقع أن يصل المشروع إلى قدرة من 200 إلى 300 ميجا واط يوميا في مرحلته الثانية، ويهدف المشروع إلى الوصول إلى ثلاثة آلاف ميجا وات.

ويتكلف المشروع 452 مليون جنيه مصري لتركيب أجهزة معوضات القدرة الغير الفعالة STATCOM في الشبكة السودانية، بالإضافة إلى 289 ألف دولار للأعمال الاستشارية الخاصة باعتماد دراسات وتصميمات المشروع.

وقد تم في مارس 2021م التعاقد مع شركة سمينس لتوريد وتركيب أجهزة القدرة الغير فعالة STATCOM على أن تكون مدة التنفيذ 18 شهرا بالإضافة إلى ثلاثة أشهر سماح، وسوف يتحمل الجانب السوداني الأعمال المدنية والتخليص الجمركي للمهمات في ميناء بور سودان ونقلها للمواقع فقط ، وكذلك تم التعاقد مع الشركة الكندية SNC Lavalin لمراجعة الرسومات والتصاميم المقدمة من شركة سيمنس.

ويتيح هذا المشروع الربط بين مصر والسودان ومنها إلى إثيوبيا ومنها إلى كل دول إفريقيا، وهو ما سيحول مصر لنقطة محورية لنقل الكهرباء لأوروبا وأفريقيا بحلول عام 2030م.

وخلال الآونة الأخيرة تم الانتهاء من تنفيذ الربط الكهربائي المصري السوداني مزدوج الدائرة توشكى2 – وادي حلفا والذي بلغت تكلفته الاستثمارية 497.6 مليون جنيه، وفي يناير 2020 تم إطلاق الجهد حيث بلغت أقصى قدرة كهربائية يتم تصديرها للجانب السوداني حوالي 84 ميجاوات.

مشروعات أخرى بين مصر والسودان

ويظل التعاون بين مصر والسودان مستمرا، حيث تجري عدة مشاريع أخرى بينهما، من أهم المشاريع الجارية هو ربط السكك الحديدية بين البلدين لتقوية النقل بين البلدين بريا وبحريا ونهريا وجويا، وكذلك إعادة هيكلة هيئة وادي النيل للملاحة النهرية من أجل رفع كفاءتها وقدرتها التنافسية، وتفعيل اللجنة الفنية الدائمة السودانية المصرية المشتركة، وذلك في سبيل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.