الجمعة 17 مايو 2024

انتبهوا من فضلكم.. ارتفاع إنزيمات الكبد.. عرض لأمراض خطيرة!

.

16-6-2022 | 11:14

كتبت : امانى عزت

 

الكبد واحد من أهم أعضاء وحرّاس الجسم من السموم، لكنه للأسف يتأثر كسائر أعضاء الجسم بأمراض واضطرابات عديدة مثل: الالتهابات الفيروسية وتشمُّع الكبد .

ورغم أن الكبد يحمى الجسم، ويمنع تكوين مادة الصفراء وينظم مستوى السكر فى الدم، ويقوم بتصنيع بعض بروتينات البلازما، فإن أى خلل يحدث فى وظائفه تظهر أعراضه مباشرة، ومن أهم هذه الأعراض ارتفاع إنزيمات الكبد، فماذا عن تأثير ذلك على باقى أعضاء الجسم؟

فى البداية يقول الدكتور حسنى سلامة أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والكبد بكلية طب القاهرة إن ارتفاع إنزيمات الكبد له عدة أسباب أشهرها: الإصابة بالفيروسات الكبدية ÒA,B,C,EÓ والتهاب الكبد المناعى الذى يصيب الأطفال، سوء التمثيل الغذائى ، والكبد الدهنى الناتج عن تناول الوجبات السريعة، وبعض الأدوية قد تؤثر على الكبد وتعمل على رفع الإنزيمات، وأورام الكبد.

 ومؤخرا، تم اكتشاف تأثير كورونا على ارتفاع إنزيمات الكبد لأن مستقبلات فيروس كورونا قد تصيب أى عضو فى الجسم: سواء القلب أو الكبد أو الرئة، ولابد من التوضيح أن ارتفاع إنزيمات الكبد عرض لوجود مشاكل فى الكبد، وهذا العرض يتم تشخيصه عن طريق التحاليل والأشعة التى تجرى على الكبد والكشف عن حجمه أو وجود تليفات كبدية، ولكن هناك أعراضا أخرى تظهر على المريض وهى الشعور الدائم بالإرهاق والخمول، حيث  يجد المريض نفسه لا يستطيع القيام بأى مجهود  حتى لو بسيط، اصفرار الوجه وهذا العرض ثابت فى كل مشاكل الكبد سواء كانت الإصابة بالفيروسات أو تأثير بعض الأدوية.

ويشير د. سلامة إلى أنه من الضرورى علاج السبب الذى أدى إلى ارتفاع الإنزيمات سواء بعلاج الفيروسات الكبدية أو تغيير الأدوية التى تؤثر على الكبد وترفع إنزيماته بالإضافة إلى أهمية البعد عن الوجبات السريعة المشبعة بالزيوت غير الصحية التى تضغط على الكبد، وتجعل صاحبها معرض للإصابة بالكبد الدهني،  وهناك أيضا المخدرات خاصة التى تؤخذ عن طريق الحقن.

 ويقول الدكتور محسن المستكاوى استشارى أمراض الباطنة إن إنزيمات الكبد تعد مسئولة عن العديد من الوظائف التى تنظم عمل الكبد، والمساعدة فى إنتاج الجليكوجين الذى يعد المصدر الأساسى للجلوكوز فى الجسم، والذى يستخدم بشكل رئيسى للحصول على الطاقة،  وتحويل أية جلوكوز غير مستخدم إلى جليكوجين باستخدام إنزيمات معينة، ثم تخزينه فى الكبد ليتم استخدامه وقت الحاجة، وقد يسمى الناس أحيانا ارتفاع إنزيمات الكبد بارتفاع فى وظائف الكبد.

وعندما يلاحظ الطبيب تغير فى إنزيمات الكبد عن المعدلات الطبيعية يطلب عدة تحاليل واختبارات من المريض للوقوف على سبب ذلك التغير لأن معرفة سبب ارتفاع وظائف الكبد تجعل التشخيص سليما، والعلاج يعتمد على علاج المسبب ومن أهم هذه الأسباب ارتفاع مستوى السكر فى الدم ، الكبد الدهني، أو تراكم الدهون نتيجة قلة الحركة وتناول الأطعمة غير الصحية فيسمى بالكبد الدهنى غير الكحولي، أو بسبب تعاطى الكحوليات، وهنا يدعى الكبد الدهنى الكحولي، ولا تظهر أية أعراض على مرضى الكبد الدهنى رغم كونه سبب ارتفاع إنزيمات الكبد إلا فى حالات قليلة يشكو المريض ألما فى جانبه الأيمن من البطن، وأيضا من الأسباب الأخرى لارتفاع إنزيمات الكبد ضغط الدم المرتفع غير المعالج، التهابات الكبد، تعاطى الكحوليات ، حالات تسمم الدم ، الاضطرابات الهضمية، سرطان الكبد والسمنة وزيادة الوزن.

وأكد المستكاوى على ضرورة عدم تجاهل ارتفاع إنزيمات الكبد، فهى دلالة على تلف بخلايا الكبد نفسه أو علامة على الإصابة بمرض، وهناك علامات أخرى تصاحب ارتفاع وظائف الكبد منها: فقدان الشهية، التعب والإرهاق الدائم، دكانة البول، اصفرار الجلد ، عدم القدرة على التركيز واضطرابات الجهاز الهضمى مثل الشعور بالغثيان والميل للقيء.

 

أما عن العلاج فيكون بعلاج السبب فلو تحدثنا عن علاج الكبد الدهني: فهنا نوصى  بفقدان الوزن عن طريق ممارسة الرياضة،  وتناول أطعمة صحية أكثر عبر أنظمة غذائية متوازنة ومحاولة حرق المزيد من السعرات الحرارية، كما يجب على مريض الكبد الدهنى الإقلاع عن تناول الكحول وهو أسرع علاج لارتفاع إنزيمات الكبد لتلك الحالة.

أما عند تليف الكبد: فإذا وصل الكبد إلى حالة التليف فلا يوجد علاج نهائى للحالة فقد أصيبت خلايا الكبد بالتلف بالفعل، ولكن علاج الأسباب التى نتج عنها تليف الكبد يؤدى إلى الحد من الأعراض، كما أن اتباع النظام الغذائى المعتدل وممارسة الرياضة وتغيير نمط الحياة قد يساعد على إيقاف معدل تليف الكبد، وبالطبع يفيد التشخيص المبكر ومعرفة السبب والبدء فى العلاج للوقاية من الإصابة بتليف الكبد.

وبصفة عامة يمكن الوقاية من ارتفاع وظائف الكبد بإجراء فحوص الدم بصورة دورية متضمنة وفحص إنزيمات الكبد ، ومراقبة اضطراب مستوى ضغط الدم أو سكر الدم، والحفاظ على سكر الدم فى منسوب طبيعى ، وتناول أغذية متوازنة وصحية، وممارسة الرياضة يوميا نصف ساعة ، والتخلص من الوزن الزائد والإقلاع عن الكحوليات.