28-6-2022 | 21:33
كتبت: أمانى عزت
الاستثمار فى البشر هو أفضل أنواع الاستثمار، والاهتمام بصحة الشعب علامة على جودة الحياة هذا ما يستند إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في رؤيته لدعم قطاع الصحة ، فلم يكتف بالإعلان عن منظومة التأمين الصحى الشامل بل قام بإطلاق عدة مبادرات رئاسية تهتم بصحة المواطن من خلال الكشف والعلاج ، وهو ما نتعرف عليه من خلال لقاءتنا بعدد من الأطباء والخبراء بمجال الصحة فى جولتنا التالية.
منظومة التأمين الصحى الشامل
تهدف منظومة التأمين الصحى الشامل إلى خفض معدلات المرض والفقر ، وتوفير الحماية الطبية لجميع أفراد الأسرة ، وفى هذا السياق يقول الدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية ، ومساعد وزير الصحة والسكان والمشرف العام على مشروع التأمين الصحى الشامل: إن نظام التأمين الصحى الشامل هو نظام صحي إلزامي تكافلى ويعمل وفق القانون رقم 2 لسنة 2018 وتكون الأسرة هى وحدة التغطية التأمينية الرئيسية داخل النظام ، كما يقوم هذا النظام على أساس فصل التمويل عن تقديم الخدمة وعن آليات الرقابة عليها، ولذلك تتولى 3 هيئات إدارة نظام التأمين الصحى الشامل ، الهيئة العامة للرعاية الصحية وتتولى تقديم الخدمات الصحية ، وهيئة التأمين الصحى الشامل وتتولى إدارة وتمويل وشراء الخدمات الصحية من الهيئة العامة ، والرقابة الصحية وتتولى وضع معايير الجودة واعتماد المنشآت الصحية والرقابة الصحية على استدامة الجودة داخل المنشآت الصحية.
ويؤكد السبكي على أن هناك مزايا يقدمها نظام التأمين الصحى الشامل منها خدمات صحية أولية وخدمات علاجية وتشخيصية بالإضافة لخدمات الصحة الإنجابية والإسعافات الأولية لحالات الطوارئ ، وتتحمل الدولة تكاليف علاج واشتراكات غير القادرين وتعفيهم من المساهمات فى العلاج ، كما يساهم المواطن فى تكلفة العمليات نسبة لا تتعدى 300 جنيه فقط مهما بلغت تكلفة العملية الجراحية ، وتم بالفعل إجراء عمليات تكلفت أكثر من نصف مليون جنيه .
وأشار السبكي أن عدد العمليات الجراحية التى تمت تحت مظلة منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة وحتى الآن 175 ألف عملية ، وبخصوص حزم الخدمات الطبية المقدمة بلغت أكثر من 2900 خدمة طبية وعلاجية ولتحقيق المزيد من التغطية الصحية والوصول لأكبر قدر من المواطنين أطلقت هيئة الرعاية الصحية عددا من المبادرات الصحية تخطت 35 مبادرة سواء على أرض الواقع بالمحافظات الثلاث لمنظومة التأمين الصحى الشامل بورسعيد والأقصر والإسماعيلية ،إضافة إلى العديد من المبادرات التوعوية عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى الرسمية للهيئة علاوة على المشاركة بالمبادرات الصحية الرئاسية بتلك المحافظات.
المبادرات الرئاسية
مبادرة «100 مليون صحة» التى أعلن عنها الرئيس السيسي للقضاء على فيروس سي والأمراض غير السارية فى أكتوبر 2018 كان الهدف منها هو بناء نظام صحى متكامل وتوفير الرعاية الصحية الشاملة للمصريين.
هذا ما يؤكده الدكتور جمال عصمت أستاذ أمراض الكبد وعضو اللجنة العليا للفيروسات الكبدية الذي يضيف أن القضاء على فيروس «سي» كان حلما ، ولكنه تحقق عندما توفرت الإرادة السياسية التى شعرت بمدي خطورة هذا المرض وانتشاره فى أكباد المصريين ، وقد وفرت هذه المبادرة الكشف والعلاج بأحدث الأدوية العالمية بالمجان للمرضى المصابين بالإضافة لعمل قاعدة بيانات للمواطنين ، وتم فحص أكثر من 60 مليون مواطن على مستوي الجمهورية، وقد ساهمت هذه المبادرة فى خفض معدل الإصابات الجديدة بالفيروس ، وكما أن هناك إشادات عالمية بالتجربة المصرية للقضاء على فيروس «سي» ولم نكتف بعلاج المرضى فقط بل تم إصدار توجيه رئاسي باستمرار المبادرة وتم الكشف على طلاب المدارس من المرحلة الإعدادية والثانوية، وتستمر هذه المبادرة لمدة 5 سنوات لضمان الحفاظ على مصر خالية من فيروس «سي».
ويوضح د٠ عصمت أنه من خلال مبادرة «100 مليون صحة» تم إطلاق عدة مبادرات أخري منها مبادرة الكشف المبكر ، وعلاج سرطان الكبد الناتج عن التليف الذي سببه فيروس «سي» وأظن أن هذه المبادرة هى انطلاق لمبادرات الكشف المبكر عن كل الأورام السرطانية فى القريب العاجل.
ومن جانبه يقول الدكتور هشام أيوب استشاري أمراض الكبد : إنه منذ 10 سنوات كانت مصر أشهر بلد فى العالم للإصابة بفيروس «سي» ومنظمة الصحة العالمية كانت تقول إن نسبة الإصابة لدي المصريين حوالى 22% وكان مرض فيروس «سي» موجود تقريبا فى كل أسرة مصرية ، ويؤثر علينا اجتماعيا واقتصاديا لأن مريض فيروس «سي» لا يقبلوه فى السفر للعمل فى الخارج أو الداخل أيضا ، ولكن اليوم وبسبب المبادرة الرئاسية «لعلاج فيروس سي» أصبحنا نبحث عن المريض لعلاجه، فى2014 كان يدخل المستشفى لتلقي العلاج يوميا حوالى 1000 مريض بفيروس «سي» ولكن اليوم نجد مريضا أو اثنين على الأكثر مرضي بالفيروس فهذه المبادرة غيرت خريطة أمراض الكبد بعد ما كان فيروس «سي» هو مرض الكبد الأكثر انتشارا لم يعد كذلك بل أصبح مرض دهون الكبد هو مرض الكبد القادم.
وأضاف أيوب أن العالم أجمع على أن الحكومة المصرية قامت بإعجاز وهو الكشف وعلاج ملايين المصريين فهى ملحمة بين الإرادة الشعبية والإرادة السياسية.
السمنة و الأنيميا والتقزم فى أطفال المدارس
وتحت مظلة 100 مليون صحة تخرج عدة مبادرات أخرى تهتم بالنشء الجديد أطفال اليوم، ورجال وأمهات المستقبل لحمايتهم من الأمراض ، ومن ضمن هذه المبادرات مبادرة «الكشف عن السمنة والأنيميا والتقزم الناتج عن سوء التغذية»
ويوضح الدكتور بهاء ناجى استشاري التغذية وعلاج السمنة أن اهتمام الرئيس السيسي بإطلاق مبادرة رئاسية لعلاج السمنة و الأنيميا وسوء التغذية لدي الأطفال انعكس على أرض الواقع من خلال عمل مسح شامل للأطفال فى جميع المدارس وأظهر المسح ارتفاع نسبة السمنة بمعدل واحد بين كل طفلين مصاب بالسمنة، وخلال سنة من المبادرة استطعنا عمل توعية بأضرار السمنة عند الأطفال من خلال وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، وأيضا التوعية الإعلامية التى شاركتنا فيها مجلة «حواء» ومجلة «طبيبك الخاص» والحمد لله أصبح هناك وعي كبير لدى الأهالى بالتغذية السليمة للأطفال ومعرفتهم بأهمية الرياضة.
وأشار ناجى إلي أن المبادرة ساهمت فى تقليل الأضرار الناتجة عن سمنة الأطفال بداية من السكر النوع الثانى الذي يصيب الأطفال بسبب السمنة وتشوهات العمود الفقري و إعوجاج الساقين بالإضافة لزيادة نسبة الكوليسترول الضار والدهون على الكبد وتضخم عضلة القلب بالإضافة إلى الحالة النفسية السيئة التى يكون بها الطفل نتيجة تنمر زملائه على شكله.
أما بالنسبة لسوء التغذية عند الأطفال هى تسبب الأنيميا وعدم النمو بشكل طبيعى، وتسبب ضعفا فى التركيز والذكاء ، كما تسبب بعض الأمراض منها هبوط فى السكر والضغط وجهاز المناعة يكون لديهم ضعيف، ويتعرض هؤلاء الأطفال للإصابة بكل أنواع الفيروسات ،أما عن النحافة فلها أسباب كثيرة منها زيادة إفراز الغدة الدرقية ولابد من أخذ علاج وقد يكون سبب النحافة وجود طفيليات أو أنواع من البكتيريا موجودة فى الأمعاء، ويمكن أن يكون الطفل مصابا بالسكر أو بنوع من أنواع الفشل الكلوي ، قد يسبب النحافة أو يكون مصابا بالميكروب السبحى فهو يسبب النحافة أيضا.
ويؤكد بهاء أن كل هذه الأسباب تم الكشف عنها وعلاجها بالمجان من خلال مبادرة «الكشف عن السمنة والأنيميا والتقزم فى أطفال المدارس » بالإضافة لعمل وجبات مدرسية تناسب حالة كل طفل ويتوفر فيها احتياجات جسمه.
«صحة المرأة»
ولأن المرأة هى أساس المجتمع فقد اهتمت الدولة بصحتها من خلال إطلاق مبادرة صحة المرأة التى تكشف من خلالها عن سرطان الثدى وهو أكثر السرطانات انتشارا فى السيدات، حيث يصيب واحدة من كل ثماني سيدات وجعلت الكشف المبكر عن سرطان الثدى من سن 18 عاما.
وتقول الدكتورة هبة الظواهرى أستاذ الأورام بالمعهد القومي للأورام: إن الاهتمام بصحة المواطن علامة على تحضر الدول وما تفعله القيادة السياسية من خلال وزارة الصحة لتوفير كل سبل التشخيص المبكر جدا قبل أن تشتكي السيدة من وجود مشكلة بسبب المسح الذي أجرته المبادرة لعدد كبير من السيدات لأكثر من 6 مليون سيدة ، وهذا أدي إلى اكتشاف الأورام غير الحميدة مبكرا وهناك قاعدة طبية معروفة عند أطباء الأورام « أن أي ورم يكتشف فى الثدى أقل من 2 سم يمكن الشفاء منه بنسبة 100%» فالكشف المبكر أتاح لنا هذه الفرصة ، كما أن جميع سبل العلاج متاحة بالمجان فى معهد الأورام القومي.
وتضيف الظواهري أنه قبل هذه المبادرة كانت السيدات تكتشف الورم فى مرحلة متأخرة، مما يؤدي إلى التدخل الجراحى لاستئصال الثدي بالكامل، وهذا لم يعد موجودا بسبب الكشف المبكر فأصبح الاستئصال يكون للورم فقط مع استكشاف الغدد الموجودة تحت الإبط لمعرفة مدي وصول أية خلايا سرطانية للغدد الليمفاوية والحفاظ على باقى الثدي ، وقد عملت المبادرة على رفع نسبة الاكتشاف المبكر للسرطان، وبالتالى نسبة الشفاء تكون أعلى بكثير مما سبق بالإضافة إلى ذلك لم يعد العلاج الكيماوي هو الحل الوحيد أصبح هناك حلول أخري مثل العلاج الهرموني والعلاج المناعى وجميع أنواع العلاج الهرموني حتى العلاجات الحديثة مثل العلاج الموجه متوفر على نفقة الدولة أو مجانا فى معهد الأورام وكل المراكز التابعة للمبادرة القومية لصحة المرأة.
وتنصح الظواهري كل سيدة بعدم الخوف و المشاركة فى المبادرة والكشف مبكرا حتى وإن كانت تشعر بأية أعراض فى الثدى أو وجود كتلة سيتم عمل مسح دوري لها مادامت لم تشتكي من وجود أعراض وأخيرا مبادرة صحة المرأة أتاحت لكل سيدة مصرية الكشف والعلاج على أعلى مستوي موجود فى المراكز العالمية وهذا بالمجان.
القضاء على قوائم الانتظار
ومن جهود 100 مليون صحة الإعلان عن مبادرة «القضاء على قوائم الانتظار للتدخلات الحرجة فى يوليو 2018، والتى كانت تهدف لتقليل مدة انتظار المريض لإجراء العمليات الجراحية، والتى كانت تصل من خلال هذه المبادرة إلى 6 أشهر أو أكثر.
ويقول الحاج أحمد مدكور من محافظة سوهاج: إنه دخل معهد القلب فى سوهاج لإجراء عملية قسطرة علاجية، وتم عمل القسطرة فى نفس الأسبوع الذي دخلت فيه ، وكانت جميع الإجراءات ميسرة بما فيها الموافقة على طلب عمل العملية على نفقة الدولة ، كما أن الاهتمام بالمريض فى الصعيد أصبح واضحا من خلال وجود مستشفيات مجهزة لكل العمليات و لم نعد ننزل للقاهرة لإجراء العمليات، كما تم توفير قوافل طبية تأتى إليهم حتى «باب الدار» كما يقول للكشف على العيون وإجراء العمليات الجراحية فى العيون مجانا وتوزيع نظارات للبصر للمرضي كلهم بالمجان بالإضافة لتوفير لقاح كورونا للجميع.
الكشف المبكر للسمع
يقول الدكتور خالد الوشاحى استشاري الأنف والأذن والحنجرة: إن مبادرة الكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع لدى حديثي الولادة من أهم المبادرات الرئاسية التى قدمت ، وترجع أهميتها فى أن معظم حالات الأطفال التى تعانى من مشكلة فى السمع يتم اكتشافها متأخرة ، وبالتالي يكون علاجها صعبا ويواجه الطفل صعوبة فى الاندماج فى المجتمع الذي حوله ، ولكن الآن يمكن بدء العلاج سواء الطبي أو تركيب سماعة أو تحويله لإجراء عملية زراعة قوقعة سمعية وقد تم بالفعل إجراء مسح سمعى لأكثر من 3 مليون طفل حديث الولادة.
ومن جانبها تقول أميمة إسماعيل 29 عاما، أم لطفلين: إن ابني الأكبر كان يعانى من ضعف فى حاسة السمع ، ولم اكتشف ذلك إلا عند دخوله المدرسة، وكنت بعتبر حالة ابني مجرد «تقل فى اللسان » ولكن فى المدرسة نصحونى بالكشف عليه لأنه يعانى من مشكلة فى السمع ومتأخر عن زملائه فى الدراسة بالفعل.
وتستطرد: «طلب مني الدكتور عمل زرع قوقعة و تم زرع القوقعة وكنت خائفة لما حملت فى أخيه التانى ليكون عنده نفس المشكلة لكن الحمدلله أول ما اتولد كشفوا على سمعه والحمد لله هو كويس واطمنت بفضل الكشف عليه وهو صغير لو الكشف كان موجود من أيام ابنى الكبير كنت عرفت وعالجته من بدري. شكرا للرئيس المهتم بصحة ولادنا وبيوفر لهم الكشف والعلاج».