بعد مرور عامين ونصف على انتشار جائحة كورونا، لم تختفى الإصابات ولكن قلت حدتها وتراجعت الأعداد ، ولم يعد الاهتمام بمتابعة أخبارها أو الحرص على التدابير اللازمة يشغل أذهان الكثير ، ولكن مع متحور الموجة القادمة يجب أن نقلق ونهتم ونعلم كل شيئ عن هذا المتغير لنأخذ حذرنا منه قبل أن يتفشي مع ارتفاع درجة الحرارة واعتماد المصريين على «كسل» الفيروس صيفا ومع اهمال الإجراءات الاحترازية والكمامات والتطهير.. فجأة وبدون مقدمات ظهر المتحور الجديد لأميكرون «BA.5» سريع الانتشار وهو مايقلق العالم الآن نظرا لازدياد أعداد المصابين يوميا وأصبح الخوف من معاودة الانغلاق أو العزلة مجددا بعد ان عادت الحياة شبه طبيعية بفضل انتشار التطعيمات وتعدد العلاجات التي ساعدت على الوقاية من الفيروس وعلى سرعة الشفاء من مضاعفات الإصابة به . والآن ومع ظهور تلك الفصيلة الجديدة من الفيروس، ومع ارتفاع حجم الإصابات بها فى العالم ، وبالتزامن مع تخفيف إجراءات الوقاية تثور أسئلة جديدة .. هل يجب ان يقلق الملقحون حول العالم ؟ ومامدى شراسة هذا المتحور وكيفية انتقاله ؟. وفقا لمركز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها فى الصين، فإن المتحور «BA.5 » تم اكتشافه لأول مرة فى الصين فى 13 مايو لدى مريض يبلغ من العمر 37 عاما ، وصل إلى شنجهاي قادما من أوغندا، وقد تم تحديد هذا المتحور لأول مرة فى يناير الماضى ورصدته منظمة الصحة العالمية بعد اكتشافه بثلاثة أشهر ، وهو نوع من سلالة أوميكرون التي كانت سائدة فى جميع أنحاء العالم منذ نهاية عام 2021. وكانت الدراسات التي تناولته تثير مخاوف الخبراء لأسباب تتعلق بسرعة انتقال العدوى للأسباب التقليدية المعروفة ، وبشدة قابليته للانتشار أكثر من سابقيه، وكذلك قدرته على مقاومة اللقاحات المعتمدة بمقدار أربع أضعاف مقاومة السلالات السابقة ، وانه أكثر تهربًا من المناعة ولهذا يسهم فى زيادة حالات دخول المستشفى بل وقد يحتاج المصاب لوحدة عناية مركزة لو تمكن الفيروس من الرئة ، لذا يجب التحوط منه والاهتمام بتجنب الإصابة به قدر المستطاع. ومن أعراض هذا المتحور الجديد، السعال المستمر وسيلان الأنف والتهاب الحلق والصداع، وأحيانا مشكلات فى المعدة إلى جانب التعب والتعرق الليلى فى بعض الحالات . وبالرغم من القلق الذى يجتاح العالم من سرعة انتشاره إلا ان الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية أعلن بعض التطمينات بالتزامن مع استعداد الدولة للمواجهة حيث أشار أن الوضع الوبائى الحالى فى مصر لايمكن تسميته بالموجة الجديدة، وان الحالات المصابة بكورونا يتم عزلها ولا تحتاج أكثر من 6 أيام للعزل المنزلى وتتماثل للشفاء ، وإنه يوجد أسرة عزل كافية، وبدأت الدولة فى إعطاء الجرعة التنشيطية لمن حصل على الجرعات الثلاثة بدون اللجوء للحجز المسبق . كما أشار الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، إلى أن عدد الحالات التي يحدث لها مضاعفات خطيرة قليل جدا رغم زيادة أعداد المصابين فى مصر خلال الأيام الأخيرة، وقال ان هذا يستوجب أيضا ضرورة الاهتمام والحرص الزائد حتى لا تزداد أعداد الحالات بشكل أكبر ، وأكد أن مصر تستطيع الوقاية من كورونا وعدم انتشارها من خلال اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، وارتداء الكمامة، والابتعاد عن التجمعات، والتطهير المستمر، كما أن الوقاية والحصول على اللقاح هو السبيل الأهم لتخطي تلك الموجة السادسة. وأخيرا نؤكد ان العالم أصبح بالفعل أمام موجة جديدة من الفيروس قد تكون أنشط ولكن مضاعفاتها وقوتها ليست بشدة الأجيال الأولى، وبالفعل ستأتينا وسنواجهها عاجلا أم أجلا وعلينا أن نختار أسلوب المواجهة أما بالحرص والمعرفة بطبيعة الفيروس لكى نستطيع الوقاية منه وتدارك مضاعفاته ، أما بالإهمال والاستهتار وعدم الإلتزام كعادة البعض فتكون النتيجة عودة الرعب وانتشار المرض وزيادة حالات الاصابة والوفاة لاقدر الله .. وفى النهاية لكم الاختيار .