تمكن مهندسون من جامعة كورنيل الأمريكية من قياس آثار القفز والغوص في الماء على جسم الإنسان، واستخدموا في القياس دمى بلاستيكية تشبه دمى اختبار الصدم، وزودوها بمستشعرات للقوى، وألقوها في الماء بطريقة مشابهة لغطس البشر في الماء.
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز" العلمية الآثار غير الطبيعية لغطس البشر وسقوطهم في الماء.
وقال المهندس الحيوي والباحث سونغوان جانغ إن جسم الإنسان غير مصمم للغطس في الماء، خلافًا للحيوانات الأخرى، مثل: الطيور البحرية التي تصطاد الطيور من البحر ويستطيع بعضها الغوص بضعف السرعة التي يبلغها الغطاسون عند سقوطهم من ارتفاع 10 أمتار.
وتتناسب أجسام هذه الحيوانات مع البيئة المائية، إذ تحتاج إلى الغوص تحت الماء لإيجاد الطعام أو تجنب الحيوانات المفترسة.
أما أجسام البشر فهي متكيفة مع البيئة اليابسة والجافة، ولا تحتاج إلى الغوص تحت الماء خصوصا لغير المحترفين؛ ما يجعل الغطس في الماء خطرًا جدا عليها.
واختبر جانغ وفريقه أثر قوة الصدم عند لحظة التصادم مع سطح الماء، وصنعوا دمى ثلاثية الأبعاد، وزودوها بمستشعرات تستطيع تسجيل القوى التي تختبرها الدمية الغاطسة، فضلًا عن قياس التغير السريع لهذه القوى.
واختبر المهندسون 3 وضعيات للغوص، تتشابه مع أشكال غوص الحيوانات، منها طريقة الغوص الرأسي، إذ أسقطوا الدمية في الماء على رأسها مباشرة، فضلا عن اختبار طريقة الغوص بوضع اليدين أمام الرأس بشكل رقم 7، مثل الطيور التي تغطس رأسيًّا وتشق الماء بمنقارها، أما الشكل الثالث فكان عن طريق تقليد السحلية في الغوص بالقدمين.
ومع اصطدام أجسام الدمى بالماء، لاحظ الباحثون تغير معدل قوى الصدم بتغير شكل الغوص، وكان الغطس على الرأس أكثر أشكال الغوص خطورة وقوة.
وحدد الباحثون ارتفاعات معينة يسبب الغوص أعلى منها خطرًا على الجسم، ووجدوا أن الغطس بالقدمين من على ارتفاع يفوق 15 مترًا، يسبب خطر إصابة الركبة.
أما الغوص باليدين بشكل رأسي من على ارتفاع 12 مترًا، بتسبب بقوة كافية لإيذاء عظم الترقوة، والغطس من مسافة 8 أمتار فقط على الرأس، قد يسبب إصابات في العمود الفقري.
ويظن جانغ أن بحثه لا يمكن أن يمنع البشر من الغطس، ولكن يمكن أن يجعل النشاط أكثر أمانًا، وأشار إلى أنه من الأفضل اتباع إجراءات السلامة وتجنب الغوص على الرأس.
·