الخميس 21 نوفمبر 2024

المناعة «جينات» وراثية وعادات صحية مكتسبة

29-7-2022 | 23:39

نتذكر تفاصيل ومفردات «المناعة» عندما تنتشر الفيروسات والأوبئة، نتذكرها خوفا من مضاعفات الإصابة بالوباء أو المرض، ومن ثم نتابع النصائح والمعلومات التي تعززها سواء بأنواع معينة من غذاء أو دواء أو فيتامينات رغم ان تدعيم المناعة وتقويتها يكون بتراكم كل العادات الصحية والحفاظ عليها. عندما نقرأ عن الإعجاز الكامن داخل أجسادنا ، وماتوصل اليه الخبراء والعلماء من معلومات وبيانات نكتشف عظمة الخالق وروعة هذا الجهاز صاحب منظومة العمليات الحيوية التي تقوم بها الخلايا المنتشرة داخل أجسامنا بهدف حمايتنا من الأمراض والسموم والأجسام الغريبة . والجهاز المناعي للجسم يستطيع التعرف على أعداد لا تُحصى من الفيروسات والطفيليات والديدان والميكروبات، ورغم تطورها السريع نجد آليات متطورة أيضا في جهازنا المناعى يستطيع التعرف على أي كائن غريب ودرء مخاطره. وبالفعل تطور جهازنا المناعى مع مرور الزمن وتعقد ليشمل ما يعرف بالمناعة المكتسبة والذاكرة المناعية والتي من خلالهما أصبح يستطيع التعرف على عدد غير محدد من الجسيمات الغريبة ويستطيع غالبا التعامل بكفاءة مع مختلف الجراثيم المسببة للمرض، وتلك هي الفكرة الأساسية لمنح التطعيمات. والآن ..كيف ندرك مدى قوة جهازنا المناعي؟ وهل نحن بحاجة لتغيير عاداتنا اليومية؟ الإجابة .. هناك أمور عديدة قد تخبرك أن جهازك المناعى قوي بالوراثة أوأنك تعتني به جيدًا، منها : - انك لا تشتكي من اضطرابات الجهاز الهضمي حيث يتواجد ما يصل إلى 80% من جهازك المناعي في الأمعاء، لذلك من المنطقي أن يكون الجهاز الهضمي الصحي مؤشرًا على قوة الجهاز المناعي. وقد أظهرت إحدى الدراسات العلمية أن توافر بكتيريا الأمعاء الجيدة بكميات كبيرة هو علامة أكيدة على صحة جهاز المناعة، ويمكنك التأكد من زيادة بكتيريا الأمعاء الجيدة من خلال تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة. - عدم الشعور بالتوتر لأن التوتر يقلل من الخلايا الليمفاوية في الجسم وهي التي تساعد في محاربة العدوى، وبالتالي يضعف استجابة جهاز المناعة لديك. - الشعور بالراحة والنشاط وقليل ما تشتكي من التعب، فهذا يعني أنك لا تعاني من الأمراض التي تؤثر على صحة جهازك المناعي وتسبب لك الكسل والألم والإرهاق. أما في حال كنت من الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم أو تعاني من الإرهاق والتعب دون سبب محدد، فيجدر بك التفكير فيما إذا كان جهازك المناعي يحاول إخبارك أنك لا تمارس العادات الصحية التي تعززه. وهناك علامات أخرى تشير لقوة الجهاز المناعي منها انك مثلا لاتشتكي من التهابات وآلام الأذن، وانك تشفى من الإنفلونزا ونزلات البرد والجروح بسرعة، ولاتعاني من اضطرابات النوم مثل الأرق، وقليلا ما تصاب بالإسهال، أو الغازات، أو الإمساك، ولا تعاني من التهابات الجيوب الأنفية أو الرئوية. أما عن الطرق طويلة الأمد لتقوية جهاز المناعة فننصح باتباع نظامًا غذائيًا صحيًا مستمراً لمواجهة الأمراض، مثل الفاكهة والخضروات الطازجة ، والأطعمة الغنية بفيتامين (د)، وكثرة شرب الماء (حوالى 2 لتر من الماء يوميًا) للمساعدة على ترطيب الجسم وتعزيز الدورة الدموية ، وكذلك الحصول على بشرة صحية حيث أن الجلد يعد أكبر أعضاء جسم الإنسان، وهو أول الحواجز الذى يتعرض للجراثيم باستمرار. وأخيرا ننصح بالحصول على كافة التطعيمات الموصى بها، والنظافة الشخصية ، وعلى قسط وافر من الراحة والنوم، مع تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات ، مع الحرص على التعرض بشكل معتدل لأشعة الشمس وممارسة رياضة التأمل والتمارين الرياضية بانتظام لتقليل مستوى التوتر . وفى النهاية ندعو الله ان يمتعكم بجهاز مناعة قوى ليبعد عنكم مشاكل ومضاعفات الأمراض والأوبئة والفيروسات.