22-8-2022 | 11:09
كتب: أحمد عبد العزيز
مع قدوم الصيف و ارتفاع درجة الحرارة نجد أن الحشرات تخرج من بياتها الشتوي، ولأن خطورة التعرض للدغات الحشرات بجميع أنواعها ابتداء من النمل والعناكب وانتهاء بالبراغيث والبعوض والقراد تزداد في فصل الصيف، نناقش فى هذا الحوار الأمراض التي تسببها هذه اللدغات، وطرق الوقاية والعلاج
يقول الدكتور عزمى عبد اللطيف استشارى أمراض الجلدية: إنه بحلول حرارة الصيف وضبابه ورطوبته يغزو النحل والنمل الزاحف وأسراب البعوض عالمنا، حيث تزدهر جميعها بداية من أواخر الربيع وطوال الصيف لتبلغ أوج نشاطها في تلك الفترة وعلى الرغم من تأثيراتها غير الصحية فقد لا تشكل هذه الحشرات وغيرها من الحشرات اللاسعة واللادغة تهديدًا على الحياة فإنها وبكل تأكيد قد تنزع استمتاعنا بالصيف.
ويشرح أن العالم يضم ما يزيد علي مليون نوع معروف من الحشرات، ولهذه الأنواع كافة منافع للبيئة والإنسان بطريقة أو بأخرى إلا أن بعضها يصيب الإنسان والحيوان ببعض الأضرار، وتكون الحشرات أقل عددًا في الشتاء، ولكنها تستطيع البقاء حية خلاله وللحشرات طرق عديدة للنجاة من تأثيرات الطقس البارد فبعضها يهاجر إلى أماكن أكثر دفئًا أو أحسن ظروفًا على الأقل بينما يدخل البعض الآخر في حالة سبات شتوي يتوقف تطورها خلالها ، وخلال تلك الفترات السباتية تكون الحشرات غير نشطة بالمرة فيما يتعلق بعملية الاستقلال بالأيض فلا تأكل أو تشرب أو تنمو لفترة من الزمن قد تمتد لشهور ، ومن ثم لا تحتاج إلى استخدام طاقتها لتبقى على قيد الحياة لفترات طويلة.
وعادة ما يأتي الصيف بطقسٍ أكثر دفئًا ومعدلات رطوبةٍ أكثر ارتفاعًا وازدهارا في أشكال الحياة النباتية والحيوانية وتلك الظروف ملائمة لراحة الحشرات ، حيث تجد غذاءً وفيرا وتكون في أوج موسم تكاثرها و هناك العشرات من الحشرات التي تمثل لدغاتها أو لسعاتها مصدرًا للمشكلات، ومن الممكن تقسيم تلك الحشرات إلى نوعين سامة وغير سامة ، حيث يكمن الفرق بين النوعين في طبيعة اللدغة أو اللسع، أما الحشرات السامة فتهاجم ضحيتها دفاعًا عن نفسها ، حيث تقوم بحقن سمومها عن طريق لسع الضحية بذَنبها وينتج عن ذلك رد فعل موضعي على البشرة متمثل في الإحمرار والألم مع احتمال الشعور بحكة قد تستمر لفترة تصل لخمسة أيام ، وقد يؤدي حك موضع الإصابة إلى حدوث عدوى وعلاوة على ذلك، قد تتسبب اللسعات المتعددة في ردود أفعالٍ أوسع نطاقًا مثل الإصابة بالقيء والإسهال والتورم والوهن الشديد ، ويعاني الأفراد سريعو التأثر من ردود أفعال جهازية أو شاملة حيث تحمر بشرتهم ، ويظهر عليها بثرات حاكّة ، وتتورم المناطق البعيدة عن مكان اللسعة ، وأما الحشرات غير السامة من ناحية أخرى فتلدغ ضحيتها لتتغذى على دمها وعادة ما تكون تلك اللدغات أقل إيلامًا من اللسعات ولا تستمر ردود أفعال البشرة جراءها لفترة طويلة وبصفة عامة لا تكون الحشرات اللادغة نفسها خطيرة حيث نادرا ما تتسبب في ردود أفعال تَحَسسية إلا أن قدرة تلك الحشرات على نقل الأمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء هو الأمر المثير للقلق ، ولكن ما يعني أغلبنا فحسب هو أن لدغات تلك الحشرات تسبب حكة مزعجة للغاية و نذكر منها النحل يستخدم النحل أذنابه لحقن ضحاياه بالسم إلا أن الإناث فقط هي ما تتميز بأذنابٍ تبرز من بطونها ، وعندما تدخل النحلة أداتها اللاسعة في جلد ضحيتها فإنها تنفصل عن جسمها وتموت النحلة نتيجة لذلك.
ويضيف : لسعات النحل مؤلمة، وقد تكون مميتة أيضا الأمر الذي يتوقف على التاريخ المرضي للضحية فغالبا ما يعاني هؤلاء الناس الذين يتعرضون للسعات النحل من ردود أفعال موضعية متمثلة في الشعور بالألم والتورم والإحمرار والحكة، بينما يعاني البعض من تورم مناطق أكبر حجما، وقد يستمر هذا العَرَض لفترة تصل إلى أسبوع وإن كان للضحية ردود أفعال تَحَسسية من لسعات النحل في الماضي فمن الممكن أن يعاني من العوار وهو رد فعلٍ تَحَسسيّ شديد مهدد للحياة و تتمثل طرق العلاج الطريقة الأفضل لتلطيف رد فعل التعرض للسعة النحل هو إزالة ذنبها من الجلد بأسرع وقت ممكن ثم تمرير ثلج على المنطقة المصابة للحد من التهاب الجلد الناجم عن اللسعة ، كما يمكن أن تهدئ مضادات الهيستامين من حدة الأعراض ، وعلى الرغم من إمكانية علاج غالبية لسعات النحل في المنزل فإن بعضها يتطلب رعاية طبية إضافية وخاصة إن ظهرت على المصاب أعراض العوار التي تتمثل في الطفح الجلدي والشعور بالحكة في الجلد كله والتورم الذي يمتد من موقع اللسعة وصعوبة التنفس، و لذلك نقدم نصائح عامة منها تجنب التجول بالقرب من خلايا النحل أو حدائق الأزهار وألا تصاب بالذعر عندما تطير نحلة بالقرب منك فالصراخ ومحاولة ضرب الحشرات من الطرق التي تضمن لك الإصابة بلسعاتها ما عليك فعله عندما تهبط نحلة على بشرتك هو أن تبقى هادئا وأن تقوم بنفخها بعيدًا بلطف ، و هناك أيضا النمل لا ينجم عن لدغات معظم أنواع النمل إلا أضرار بسيطة إلا أن لدغات بعض الأنواع قد تتسبب في أعراض حادة فعندما تلدغ تلك الأنواع كثيرا ما تحقن الجلد أو ترشه بمواد كيميائية مثل حمض النمليك ، مما يتسبب في ظهور أعراض متمثلة في الحكة والألم والتورم وظهور البثور وغيرها ، ويمكن أن يعاني الأشخاص الذين يتحسسون من سم النمل من صعوبة في التنفس وسرعة في ضربات القلب والغثيان والقيء بالإضافة إلى التورم الشديد.
وتترك بعض أنواع النمل مثل النمل الناري زائدة حمراء ذات مركز فاتح اللون ، مما قد يتسبب في المزيد من الألم وعادة ما يكون الألم الناجم عن لدغة النمل الناري حارقا، ولهذا أطلق عليه النمل الناري ، وقد يكون الألم شديدًا ومجهدًا للغاية إلا أنه من النادر أن يتطلب رعاية طبية ، حيث يستطيع جسم الإنسان تفكيك هذه السموم بسرعة كبيرة.إلا أن التورم الناجم عن اللدغة عادة ما يبقى لفترة بعد انقضاء الألم، و هناك طرق علاج منها غسيل المنطقة المصابة بالماء والصابون ثم مَرِر ثلجا على مكان اللدغة للتخفيف من التورم والآلام لا تحك موضع الإصابة لتجنب التهاب البشرة ، وهناك بعض العلاجات الطبيعية للدغات النمل مثل دهان موضع اللدغة بمعجون سميك من الخميرة والماء، كما يمكنك أيضًا وضع عصير ليمون على موضع اللدغة ، حيث تعمل حموضة الليمون على معادلة الحمض الذي يحقنه النمل ومن ثم إبطال مفعوله، وإليك بعض النصائح إنه إذا غزا النمل منزلك استخدم عصير الليمون للتخلص منه ونظف الخزائن جيدا بالماء والصابون لتتخلص من أية بقايا لاصقة و استخدم منظفات برائحة الليمون في تنظيف الأرضيات إن أمكن وتأكد دائمًا أن الأرضيات خالية من فتات الأطعمة حتى لا يتكدس النمل حولها.