يعتبر الجهاز العصبى من أهم أجهزة الجسم، ولذا فكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان قد تؤثر عليه وتسبب فيه خللا.. والجهاز العصبي يعمل على توصيل أعصاب المخ بالحبل الشوكي، وأيضا بالجهاز العصبي المركزي. ومن ثم فإن أكثر الأعصاب إصابة هي الأعصاب الطرفية بالجسم كالذراعين، واليدين، والقدمين، والأعضاء الداخلية والوجه، وقد يحدث الخلل نتيجة إصابات أو أمراض معينة مثل مرض السكر أو عدوى المناعة أو الأمراض الوراثية. ولذا فإن التهاب الأعصاب الطرفية أحيانا يستهدف عصبا أو مجموعة أعصاب مختلفة كلا حسب نوع المرض الذى يؤثر فيه أو يتسبب فى إصابته. وبما أن الأعصاب الطرفية منتشرة فى الجسم، فعادة ما تكون الإصابة فى الأعصاب التى تؤثر على المنطقة المحيطة بالجسم بعيدا عن الدماغ والحبل الشوكي، وقد يسبب التهاب الأعصاب الطرفية تنميلا فى القدمين أو اليدين، وفى الحقيقة حدوث التنميل يكون نتيجة لأمراض الأعصاب المنتشرة فى الأونة الأخيرة التي تصيب المريض بالانزعاج، وأحيانا يكون هذا مؤقتا، وقد يكون بسبب مرض السكر وهو أكثر الأمراض التي تسبب تلف الأعصاب، وأحيانا التهاب الأعصاب الطرفية قد يصيب أعصاب الرقبة والشعور بالتنميل فى أي جزء من الذراع أو اليد، وأحيانا تصل إلى أسفل الجزء الخلفى من الساق، وعلينا كأطباء أن نفرق بين الشد العضلى والتهاب عصب الساق. فى الحقيقة هناك أمراض تنتج عن التهاب الأعصاب الطرفية مثل التهاب العصب السابع (بالوجه) أو التهاب العصب البصري (بالعين). وتشخيص التهاب الأعصاب الطرفية يكون حسب شكوى المريض من الألم بجانب الفحص الإكلينيكي مع عمل التحاليل اللازمة مثل قياس نسبة السكر فى الدم والفيتامينات والمعادن، وتحديد الأمراض المناعية، مع فحص العين،والرسم الكهربائي للأعصاب لقياس قوة الإشارات العصبية، وعلى ضوء هذا يتم التشخيص، وكما ذكرت من قبل يجب على الطبيب أن يفرق بين أعراض الشد العضلي، والتهاب الأعصاب الطرفية، وتوجد عوامل كثيرة تسبب مرض التهاب الأعصاب الطرفية مثل: - تناول بعض المسكنات بدون استشارة طبية لفترات طويلة. - تناول أعشاب غير معروفة علميا. - العلاج الكيميائي لمرضى السرطان. - إدمان الكحول. - التعرض للتسمم أكثر من مرة - الإصابة بأمراض معينة مثل مرض السكري . - قصور الغدة الدرقية - أمراض الكلى - ارتفاع ضغط الدم -الالتهابات المزمنة - نقص فيتامين ب12 و ب1 وب6 . - أمراض المناعة الذاتية مثل (المفاصل، الروماتويد، الكبد). - تلف الأوعية الدموية . - اضطراب النسيج الضام . - الجلوس أو الوقوف فى وضع معين لفترة طويلة. - الإصابة بالهربس، الجذام، الزهيري. - ضعف فى أعصاب العمود الفقري، نقص فى إمداد الدم للأطراف، كما فى حالة تصلب الشرايين، نقص الكالسيوم والبوتاسيوم فى الجسم، اعتلال الأعصاب الناتج عن الرصاص . وفى الحقيقة فإن أعراض هذا المرض تختلف من شخص لآخر و تنقسم الأعراض إلى ثلاثة أعراض حسية وحركية ومختلطة.. وتكون الأعراض عبارة عن وخز فى اليدين، والقدمين، وشعور مريض التهاب الأعصاب الطرفية بألم فى يديه وكأنه يرتدي قفازا فى اليد، ولا يستطيع التحكم فى اليد، وأيضا نفس الإحساس بالألم فى القدم، وكأنه يرتدى جوربا فى قدمه، وأيضا الشعور بحرقان فى الجلد، والتعرق الشديد، وانخفاض فى ضغط الدم مع مشاكل فى الجهاز الهضمى، وعلاج هذا المرض يعتمد على مسكنات الألم، ولكن شرط أن تكون تحت إشراف طبي وبدون الإفراط فيها، وتناول أدوية الاكتئاب، وتناول فيتامين b12 لأنه يساعد فى نمو الأعصاب، وتناول الكالسيوم والماغنسيوم عن طريق الفيتامينات أو الغذاء،وتناول البروتين،وضبط مستوى السكر فى الدم. ومن الممكن أن نلجأ للعلاج الطبيعي فى بعض الحالات. وغالبا مانلجأ للجراحة، وهى آخر مانتجه إليه فى التهاب الأعصاب الطرفية، حيث إن الأعصاب دقيقة، ولا نلجأ للجراحة إلا فى حالة ضغط العصب على الجزء المصاب فى الجسم. ولذا نحن كأطباء ننصح لكى نقى أنفسنا من التهاب الأعصاب الطرفية بإتباع الآتي (ضبط السكر فى الدم، تجنب تناول الكحوليات، الامتناع عن التدخين بأنواعه، اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة الرياضة بقدر الإمكان وبانتظام ولاسيما رياضة المشى، البعد عن الضغط العصبي) كل هذا يقي الإنسان من الإصابة بمرض التهاب الأعصاب الطرفية.