8-9-2022 | 18:39
كتب : أحمد فاخر
الدكتور ممدوح بدوي استشاري التجميل والحروق والليزر يقول: إن حروق الجلد تنقسم بشكل عام إلى ثلاث درجات وهم الدرجة الأولى وهي الحروق السطحية والثانية هي الحروق التي تصل لطبقات الجلد الداخلية، أما حروق الدرجة الثالثة فهي التي تكون عميقة لتصل إلى العضلات وتتلف الأعصاب ويصل إلى العظام أحياناً وفيها تحترق خلايا الجلد بالكامل وفقدان لسوائل الجسم، وبناءً عليه نستطيع القول بإن الإنسان يصاب بـ:-
-الحروق الناتجة عن أشعة الشمس والتي تعتبر كلها من الدرجة الأولى بجميع أشكالها، بما فيها حتى الذين يتعرضون لالتهابات جلدية بسبب أشعة الشمس المباشرة، والتي يمكن علاجها عن طريق التوجه لطبيب مختص ليشخص الحالة ويحدد العلاج المناسب، فإذا كانت هناك إصابة بالتهابات فيوصف للمريض مضاد للالتهاب، أما إن كانت حروقا جلدية بسيطة نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترة طويلة فينصح بأدوية ومرطبات جلدية ووقائية ضد الشمس.
- حروق جلدية يتعرض لها الإنسان بسبب اللهب أو المواد الكيميائية المختلفة التي تضر بالجلد، وتلك الحروق تعتبر من الدرجة الثانية أو الثالثة حسب الحالة، وأيضاً تعتبر جزءا منها الإصابة بالالتهابات الخطيرة التي لا يتم علاجها إلا بالتوجه للمستشفى لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
أما عن أشعة الشمس فهي تسبب أحياناً بعض الالتهابات والحروق الجلدية البسيطة خاصة عند الأطفال والسيدات، مما يغير من لون الجلد ليصبح داكناً (الميلازما) وهو ما نسميه التصبغ الجلدي الذي يصيب كافة أجزاء الجسم التي تتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة بشكل مباشر خاصة الوجه والكفين، وهناك الكثير من الكريمات الجلدية منتشرة بالأسواق والصيدليات للوقاية من أشعة الشمس، ولكن للأسف هناك الكثير منها غير معتمد طبياً مما يسبب آثاراً جانبية سيئة مثل الإصابة بالالتهابات وقشور بالجلد تؤدي لشعور الإنسان بالرغبة فى الهرش باستمرار، لذلك يجب عدم استخدام تلك الأنواع من الكريمات إلا بعد استشارة طبيب للتأكد من أنها معتمدة ومناسبة لنوع الجلد حتى لا تؤدي لآثار عكسية فيما بعد.
وبالرغم من أن الإصابة بحروق الشمس شئ عادي يحدث للكثيرين مع دخول فصل الصيف من كل عام، حيث تبدأ الإجازة الدراسية ويتجه الأغلبية للمصايف والشواطئ المختلفة حول العالم ليستمتعوا بالشمس والسباحة وممارسة الألعاب المائية فى البحر، إلا أن هناك أنواعاً من الجلد لا تتحمل تلك الأشعة المباشرة وتتأثر بها كثيراً، خاصة أصحاب البشرة البيضاء الذين لا تتحمل بشرتهم أشعة الشمس وقد يزيد الأمر عندهم ليصل إلى نوع من التشوه الجلدي الذي يحتاج إلى بعض عمليات التجميل لعلاجه وعودته إلى لونه الطبيعي، والأكثر من ذلك هو الإصابة بالالتهابات الجلدية الدائمة، مما يؤدي إلى استئصال لبعض طبقات الجلد المصابة بالحروق.
وفى الصيف تزيد درجة الحرارة صباحاً وتعتدل بشكل كبير فى المساء، مما يؤثر ذلك بشكل كبير على البشرة، ولا يهتم الشباب بهذا كثيراً لأن لا أحد يعلق عليهم إن أصيبت بشرتهم بنوع من الحروق، ولكن الأمر مختلف تماماً عند الفتيات اللاتي يهتممن بجمال بشرتهن وأن تكون دائماً ناعمة ولونها مقبولا للجميع خاصة فى منطقة الوجه، وبالتالي عند إصابة بعض الفتيات بحروق بالوجه يهتممن بالأمر بشكل كبير، وإن لم يصلن لعلاج سريع ومثالي يمكن أن يؤثر ذلك على حالتهم النفسية والمزاجية لدرجة أن ذلك يصل أحياناً لنوع من الاكتئاب والعزلة لتجنب انتقاد الناس للون بشرتهن، ويذهبن للطبيب بعد ذلك يشكين من أنهن أصبن بحروق والتهابات نتيجة التعرض لأشعة الشمس رغم استخدام الكريمات المضادة، وبالتالي نعود لنقطة أن تلك الكريمات أو المرطبات يمكن أن تكون غير ملائمة لنوع البشرة، وتسبب آثاراً شديدة على الجلد أكثر بكثير من عدم استخدامها من الأساس.
أما عن أنواع الكريمات والمضادات الوقائية من الحروق الناتجة عن أشعة الشمس يضيف الدكتور أحمد الرفاعي استشاري الأمراض الجلدية بطب القاهرة بأننا كشعوب عربية نستخدم كريمات (50+) فما فوق لأن أغلبنا نمتاز ببشرة قمحية اللون، وبالتالي فهي متوسطة ليست فاتحة أو داكنة، كما يجب أن تكون تلك الكريمات مرخصة ومعتمدة محلياً وعالمياً سواء كانت صناعته دولية أو محلية، وأسهل شئ للإنسان لعلاج الحروق الناتجة عن أشعة الشمس عند إصابته دون حدوث تقشر بالجلد أن يقوم بدهان جسمه بمادة مرطبة مثل اللبن أو الزبادي، أما لو حدثت قشور بالجلد فيفضل استخدام زيت الزيتون أو المياه الباردة لترطيب الجلد وتهدئته.
كما أن زيادة نسب الكلور داخل مياه حمامات السباحة يمكن أن تسبب الإصابة بالإكزيما وحساسية الجلد طويلة المدى، ذلك بالإضافة لبعض الإصابات الناتجة عن بعض الحشرات الدقيقة التي تنتشر فى الماء نتيجة تبول بعض الأطفال بها، كما أن هناك حشرات تنتقل من شخص لآخر عن طريق حمامات السباحة مثل قمل الشعر والجسم، ومن جهة أخرى فالبلل نتيجة نزول حمامات السباحة يمكن أن يؤدي للإصابة ببعض الفطريات مثل التينيا الملونة وفطريات القدمين، وتعتبر نسبة إصابة الأطفال بالحساسية والحشرات أعلى من الكبار الذين يصابون بالتينيا الملونة بشكل أكبر، كما أن التعرض للشمس لفترات طويلة دون الشعور بحدتها بسبب التواجد داخل المياه يمكن أن يسبب مشاكل مختلفة مثل الطفح الشمسي والحساسية الشمسية، ويتأثر الشعر بالكيماويات المختلطة بالمياه حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقصفه وتلفه، وأحياناً تزيد الإصابة لتصل لتساقط الشعر، لذلك ننصح دائماً البنات بارتداء واقي الشعر (البونيه) عند التواجد فى حمامات السباحة حتى نحمي الشعر من أية مؤثرات يمكن أن تحدث به ضرراً، وبشكل عام للوقاية من الأمراض الجلدية الناتجة عن حمامات السباحة يجب أن يقوم الإنسان بالاستحمام بالماء والصابون بعد خروجه مباشرة، ثم تجفيف الجسم جيداً للتخلص من أية فطريات ضارة.
وينصح الدكتور محمد عبد المنعم عبد العال أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بجامعة الأزهر النساء باستخدام الكريمات المعتمدة للوقاية من الشمس أثناء التواجد فى المصايف سواء داخل المنزل أو خارجه، بالإضافة لأن هناك كريمات خاصة لدهان الجسم فقط وليس الوجه، حيث لا يمتصها جلد الجسم بشكل كامل وتجعل مثل طبقة زيتية فوق أجزاء الجسم المعرضة للشمس أثناء السباحة فى الفنادق والقرى السياحية، وذلك لأن السباحة بالبحر لا تؤثر على البشرة بنفس قوة تأثير السباحة داخل حمامات السباحة لما تحتويه من مواد كيماوية وكلور تنظيف المياه، والتي مع تعرضها لجسم الإنسان أوقات طويلة يمكن أن تسبب مشاكل عديدة والتهابات جلدية مختلفة.
ويختتم كلامه بقوله: يجب الاعتناء بصحة أجسامنا وبشرتنا خاصة فى فصل الصيف، وأن نهتم باكتساب المعلومات من الأطباء المتخصصين وليس من الأهل والأصدقاء أو حتى من المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت، فالطبيب هو الذي سوف يتحمل مسئولية الاستشارة أو المعلومة من واقع علمه ودراسته، لذلك ننصح أي شخص يتعرض لمشكلة جلدية مهما كانت بسيطة أن يتوجه للطبيب المختص لاحتواء الموقف قبل حدوث أية مضاعفات يمكن أن تأخذ وقتاً طويلاً للعلاج فيما بعد