8-10-2022 | 14:34
حوار: أحمد محمود
مشهد يتكرر تقريبًا كل عام دراسي.. أطفال الحضانة وتلاميذ اىابتدائي يتكالبون على محال ونوافذ بيع الأكلات المختلفة المكشوفة مجهولة المصدر والوجبات الجاهزة والتي تمثل مصدرا مباشرا لعشرات ااامراض في هذه الاعمار الصغيرة التي لم يكتمل جهازها المناعي بالشكل الامثل.
ومن الامراض الاكثر شيوعا بين هؤلاء الصغار مرض التهاب الفيروس الكبدي A الذي ينتشر بين تلاميذ المدارس بسبب هذه الاطعمة التى قد تتواجد أمام أبواب المدارس والمحلات
والشوارع المحيطة بالمدارس.
للوقوف على أسباب الاصابة بالفيروس الكبدي A وكيفية الوقاية منه والعلاج ومضاعفات هذا المرض نلتقي التستاذ الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث ومستشار منظمة الصحة العالمية للامراض الخطرة. إلى نص الحوار.
في البداية ما هو مرض الفيروس الكبدي A ؟
يعد التهاب الكبد من أكثر الامراض الخطيرة التي قد تصيب التنسان، حيث يمكن أن يتطور إلى تليف أو تشمع في الكبد، ومن أكثر أنواعه شيوعًا هو التهاب الكبد الفيروسي A أو التهاب
الكبد الوبائي أ. يختلف فيروس التهاب الكبد الوبائي أ عن أغلب الفيروسات بأنه أقل خطورة وأغلب الذين يصابون به يتعافون بشكل كامل وتام.
ويعرف التهاب الكبد الفيروسي A أنه مرض يصيب كبد الانسان نتيجة للاصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد A ،وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق تناول طعام أو ماء ملوثين.
على عكس التهاب الكبد الفيروسي ب أو ج فإن التهاب الكبد الفيروسي A لا يسبب مرضا مزمنا في الكبد ونادرًا ما يكون مميتا أو يسبب فشل الكبد، فهو عادة ما يكون غير خطير ويتعافى غالبية المصابين منه.
هل هذا المرض مُعد أي ينتقل من شخص إلى آخر ؟
- تعتبر الاصابة بمرض الفيروس الكبدي A عدوى في الكبد مُعدية للغاية وهي ناجمة عن فيروس التهاب الكبد A و يعتبر الفيروس نوعًا من أنواع متعددة من فيروسات التهاب الكبد التي تسبب الالتهاب وتؤثر على قدرة الكبد في أداء وظائفه.
ما أسباب الاصابة بالفيروس الكبدي A ؟
- يكون الطفل معرضًا للإصابة بالتهاب الكبد ( أ ) من الطعام أو الماء الملوثين، أو من التحتكاك المباشر مع شخص مصاب أو جسم ملوث، وأطفال المدارس الصغار دائما أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الامراض نتيجة لتناول الأكلات الملوثة والمجهولة المصدر وغير الاطامنة والتي يشترونها من الباعة الجائلون في
الشوارع.
وتعتبر إصابة الاطفال بهذا الفيروس مرضا بيئيا
ً ينتج عن البيئة الملوثة التي يعيش فيها الاطفال ويمكن أن ينتشر المرض بين أطفال المدارس نتيجة اختلاط الأطفال مع بعضهم وتناول وجبات مشتركة مع عدم غسل الايدى قبل الاكل وفى وجود مصدر للتلوث بهذا الفيروس، وتظل قدرة الطفل المصاب على عدوى الاخرين واردة؛ وخاصة عند الاتصال
الوثيق بين الأطفال.
وهناك عوامل تزيد من خطورة المرض مثل: التعايش مع الاشخاص المصابين بالفيروس وعدم أخذ اللقاح المختص، وتصيب العدوى 90 %من الاطفال حتى سن العاشرة ولا يتعرض الأطفال للإصابة في سن مبكرة في الدول المتقدمة مقارنة بالدول النامية؛ التي يكتسب فيها الاطفال المناعة عند سن البلوغ.
ولقد اهتم العالم بهذا المرض؛ وتم تحديد اليوم العالمي للالتهاب الكبدي ليكون يوم 28 يوليو من كل عام لنشر الوعى عن هذا المرض.
وماذا عن أعراض الإصابة بالمرض ومدتها ؟
- المدة بين العدوى حتى ظهور الاعراض، لدى الذين أصابتهم العدوى، تتراوح ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع... وكثير من الحالات لديهم أعراض قليلة أو معدومة خصوصًا في السن الصغيرة؛ حيث لا تظهر أية أعراض في 70 %من التطفال دون السادسة من العمر .
ً وعندما تكون هناك أعراض فإنها عادة تستمر ثمانية أسابيع ويمكن أن تشمل: الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، فقد الشهية والاجهاد العام واصفرار الجلد والحمى وآلام البطن وبول داكن
اللون وشحوب لون البراز و حكة بالجلد وآلام المفاصل .
وهناك حوالي 10-15 % من الناس يعانون من تكرار الأعراض خلال ستة أشهر بعد الإصابة الأولى.. وفشل الكبد الحاد نادرا ما يحدث في هذا المرض. وعادة ما يكتسب المصاب مناعة ضد هذا المرض بعد تعرضه لهذا الفيروس ولو لمرة واحدة .
ماذا عن تشخيص الفيروس الكبدي A للوصول للعلاج المناسب والشفاء منه ؟
- لا يمكن تشخيص الاصابة بالفيروس الكبدي A سريريا وتمييزه عن باقي أنواع الفيروسات الكبدية الحادة، ولكن يقتضي التشخيص إجراء فحوص الدم لتشابه الأعراض مع أعراض عدد من الأمراض الأخرى؛ فهو واحد من خمسة فيروسات تسبب الالتهاب الكبدي وهى: أ, ب, ج, د، هـ، ويبدأ التشخيص بقياس
أنزيمات الكبد و المواد التي ينتجها الكبد، وإذا تم اكتشاف خلل في هذه الوظائف الكبدية ؛ يتم الكشف عن دلالات الفيروسات ومنها الالتهاب الكبدي الفيروسي A لتأكيد التشخيص .
وحيث إنه لا يوجد علاج محدد للفيروس الكبدي A ؛ ولهذا فإن اختفاء الاعراض بطيء، ويحتاج لعدة أسابيع أو أشهر لاختفاء الأعراض؛ ويلزم الراحة التامة بالفراش ، مع التوازن الغذائي الملائم وتناول مسكنات الألم عند اللزوم.
كيف يمكن الحد من الإصابة بهذا المرضوالتقليل من أعداد المصابين به ؟
- يمكن تقليل الإصابة بالفيروس A من خلال توفير إمدادات آمنة من مياه الشرب, التخلص السليم من الصرف الصحي والحرص على النظافة الشخصية؛ مثل: غسل الأيدي
باستمرار وتوفير لقاحات الفيروس الكبدي A وعدم التزاحم واتباع التباعد والحذر .
وتتمثل الوقاية في التطعيم باستخدام لقاح الفيروس الكبدي A ؛ و الذى يوصى به للحماية من الإصابة بالمرض، وهذا اللقاح فعال مدىَ الحياة، وتُعطى جرعتان من لقاح الالتهاب الكبدي A ، وتعطى الجرعة الثانية بعد 6 أشهر من إعطاء الجرعة الأولى والجرعة الأولى: تبدأ من عمر 12 شهرا.
ماذا عن التدابير الاحترازية المهمة للوقاية من هذا المرض ومضاعفاته ؟
- تشمل التدابير الوقائية الأخرى في غسل اليدين وطهى الطعام جيدا ويمثل غسل اليدين بعد دخول الحمام وقبل الأكل أهمية
كبيرة، وهناك دور مهم يمكن أن تساهم به الاسرة في الحد من الاصابة بهذا المرض أو تقليل نسبة التصابة به بين الأطفال. أيضا غسل الخضراوات والفواكه جيدا والتي قد تكون ملوثة بالفيروس الكبدي A ، ما سبق هو دور الاسرة في توعية الأطفال، ولكن هناك دورا آخر للمؤسسة التعليمية في التوجيه والارشاد للوقاية من هذه الأمراض الخطيرة على صحة الأطفال؛ و يتمثل ذلك في عمل ندوات يحضرها تلاميذ المدارس وتوجيههم نحو التباعد عن الطفل المصاب، وغسل الايدي قبل الاكل وعدم فرك العينين أو الأنف إلا بيد نظيفة .
وما دور المراكز الطبية والمستشفيات في التوعية والتوجيه والعلاج لتجنب الإصابة بهذا المرض؟
- هناك دور مهم للجهات الطبية نحو أطفال المدارس يتمثل في الحملات الطبية التشخيصية والعلاجية لهذه الأمراض ومتابعتها
في المدارس الابتدائية والاعدادية، وتتضمن هذه الحمالت أخذ عينات من الاطفال للكشف المبكر عن هذا المرض واتخاذ اللازم لعدم حدوث مضاعفات للاطفال أو أية أضرار تخص أكبادهم مستقبلاً