تشخيص عيوب قلب الأجنة وعلاجها أثناء الحمل من الأمور المهمة جدا وتحتاج لمستويات تدريبية عالية ومتخصصة ودقيقة لأنها تسهم فى تقليل نسب وفيات الأطفال حديثي الولادة. والقلب من أول الأعضاء التي تتكون فى الجنين، حيث يمكن سماع نبضات القلب بعد أسبوعين من تأخر الدورة الشهرية ويكتمل فى الأسبوع ال12 من الحمل، وفى هذا الوقت يكون القلب فى حجم حبة الأرز وفى الأسبوع ال20 من الحمل يصل حجمه للجنيه المعدني؛ لذا يحتاج لدقة شديدة لرصد ما قد يعانيه من مشكلات. وقد تقع الأم فى بعض الأخطاء التي تسبب عيوبا خلقية وهى لا تعلم أنها حامل وحتى الآن لم يتم التوصل للسبب الرئيسي للعيوب الخلقية لقلب الأجنة، لكن هناك أسبابا يمكن أن تلعب الأم والجنين دورا فى ظهورها. ومن الأسباب التي تجعل الأم معرضة لإصابة جنينها بمرض خلقي فى القلب أن تكون مريضة سكر، أو تصاب بالسكر خلال الحمل، أو ارتفاع ضغط الدم، أو زيادة أو نقص السائل حول الجنين، أو أن تكون أنجبت من قبل طفلا لديه عيب خلقي فى القلب ؛ لذا تكون فرصة إصابة الطفل الثانى بعيوب خلقية عالية وبنسبة أربع إلى خمس مرات مقارنة بغيرها. كما يلعب زواج الأقارب دورا واضحا فى ظهور العيوب الخلقية فى قلب الأجنة خاصة إذا كان أحد الأبوين أو أحد أفراد أسرته مصابا بعيوب خلقية فى القلب، والزواج المبكر قد يسبب العيوب الخلقية فالحمل قبل سن21 يعرض الجنين لفرصة إصابة أكبر أو أن يكون الحمل الأول بعد ال35 أو أن تحمل بعد فترة كبيرة من التوقف عن الإنجاب، وأن تكون مريضة ذئبة حمراء، بالإضافة للتعرض للأشعة خلال الحمل ولا يقصد هنا بالأشعة الموجات فوق الصوتية لأن هذه لا تسبب أيه عيوب خلقية. أما الأسباب التي قد تظهر فى الجنين وتجعلنا نشك فى وجود عيوب خلقية فى القلب عند الجنين ملاحظة طبيب النساء خلال الموجات العادية أن القلب ليس فى مكانه الطبيعي فى القفص الصدري أو أن نبضات القلب غير منتظمة أو أن الجنين لديه عيوب خلقيه أخرى لأنه عادة عندما يظهر عيوب خلقية فى الجنين يصاحبها عيوب خلقية فى القلب، وأطفال التلقيح الصناعي الخارجي نسبة كبيرة منهم يعانون من عيوب خلقية فى القلب بسبب منشطات التبويض. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة العيوب الخلقية فى قلب الأجنة تتراوح من 2 إلى12 فى الألف، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية. وهذا المرض المعروف باسم المرض القاتل مسئول عن أعلى نسبة وفيات بين حديثي الولادة؛ لذا كان الاهتمام العالمي بمتابعة أحدث التطورات لاكتشاف هذه العيوب مبكرا باستخدام أحدث التقنيات العلمية والتدريب عليها لأن هناك أمراضا خلقية يمكن متابعتها وعلاجها عند الجنين حيث تتيح لنا الموجات الصوتية للقلب معرفة تطور العيوب الخلقية، حيث يتم إعطاء علاجات للأم تصل من الأم من خلال الدم إلى المشيمة ثم الحبل السرى ثم الجنين. وعادة إذا تم اكتشاف الأمر مبكرا يمكننا الوصول بالجنين لبر الأمان.