24-12-2022 | 15:50
كتب: حسن حسنى
أيام ونحتفل بالعام الـ «٥٤» لصدور مجلة «طبيبك الخاص»، وهذا الاحتفال يأتى بالتزامن مع مرور «130» عاما على ميلاد مؤسسة «دار الهلال» وهى أحد أعرق المؤسسات الصحفية فى مصر والشرق الأوسط .
مجلة «طبيبك الخاص» هي أخر عناقيد مطبوعات المؤسسة العريقة وأكثرها تفردا حيث لاوجود للتنافس أو المقارنات مع أي مطبوعة متخصصة أخرى في المجال الطبي .
وبمنتهى الموضوعية وبعيدا عن المبالغة فإن «طبيبك الخاص» كانت ولاتزال المصدر المهم الموثق للثقافة الطبية وأصل المعارف الصحية الحقيقية لخدمة المتابع أو القارئ أو الباحث عن المعلومة الطبية الصحيحة والخبر الصحي الصادق.
من أقوال المؤسس
قال عنها المؤسس العظيم صاحب فكرة الإنشاء الكاتب الكبير والمفكر القدير الأستاذ أحمد بهاء الدين والذى كتب في تقديم العدد الأول بتاريخ يناير ١٩٦٩ تلك الكلمات المهمة..
«اليوم تقدم دار الهلال مجلة تتجه الى كل رجل وامراة وكل شاب وشابة تدور مادتها حول موضوع حيوي هو الصحة الجسدية والعصبية والنفسية.. ان هذا العصر اكثر من اي عصر في تاريخ العالم.. عصر الاهتمام بالفرد والجسم الانساني والنفس الإنسانية والأعصاب، اصبحت كلها مادة يومية في معامل البحث والاختبار، واصبحت خباياها واسرارها تزداد وضوحا كل يوم .. ومع ذلك فالعصر الحديث هو عصر تنتشر فيه أمراض ربما ولدت مع ضغوط العصر الحديث، وربما كانت موجودة ولكنها غير مكتشفة مثل الضغط والسكر والتعب والإجهاد العصبي .. الإسم الذي جعله عصرنا ايضا رغم تقدم العلم عصر المنومات والمنبهات والمهدئات والفيتامينات عصر الأقراص التي يلتهمها الانسان وكأنها هي المفاتيح التي تدير كل شيء فيه..»
وقال ايضا في موضع أخر من المقال..« اننا نرجو ان تصبح مع الزمن المجلة التي تحمل أدق الأجوبة وأصدقها على كل ما يعترض حياة الانسان من أسئلة تدور حول صحتك النفسية والجسدية والعصبية»
هكذا قال صاحب ومنفذ فكرة تأسيس «طبيبك الخاص» منذ أكثر من نصف قرن لتكون كلماته هي الفكرة والمضمون والهدف لمطبوعة حققت المعرفة الطبية والثقافة الصحية الحقيقية بلا منافس.
لهؤلاء يرجع الفضل
ولايمكن نسيان فضل رجال كتب التاريخ أسمائهم بأحرف من نور لإنهم كانوا السبب في وجود «طبيبك الخاص» وتنفيذها وانتشارها وشهرتها بفضل دورهم المهم في تأسيسها ونجاح المرحلة الأولـي نذكر منهم :
-الدكتور سعيد عبده .. أول رئيس تحرير للعدد الأول من المجلة الصادر بتاريخ ١٠ يناير ١٩٦٩ وهوالطبيب والأديب والصحفى والشاعر الذى ارتبط في أذهان القراء بسلسلة مقالاته الطبية عبر بابه الصحفي الشهير «خذعوك فقالوا» الذي تناول الجوانب الطبية والصحية التي درج عليها الناس وهى جوانب مغلوطة وليست صحيحة.
-الأستاذ محمد رفعت .. وهو العاشق للصحافة والكتابة والذى بدأ نشر سلسلة المقالات الطبية تحت اسم «سكة السلامة» والتي لاقت قبولا كبيرا من القراء ومن هنا كانت الفكرة في اصدار مجلة طبية تحمل اسم» طبيبك الخاص» وبدأ بعد صدورها مديرا للتحرير وفى عهد الأديب الكبير يوسف السباعى رئيس مجلس إدارة دار الهلال وقتها تولى الأستاذ رفعت رئاسة التحرير من عام ١٩٧١ حتى بلوغه سن التقاعد عام ١٩٧٨.
-الدكتور عبد الرحمن نور الدين .. وهو استشارى الباطنة ومدير الإدارة الطبية لمؤسسة دار الهلال فى هذا الوقت وعضو مجلس الإدارة ، تولى رئاسة تحرير المجلة عام 1976 في عهد السيدة أمينة السعيد بعد شهور من نهاية الفترة الانتقالية للمجلة والتـي شغلها الناقد والكاتب الكبير الأستاذ رجاء النقاش واستمر تولى الدكتور عبد الرحمن رئاسة التحرير ٢٣ عام حتى تم انهاء خدمته عام ٢٠٠٢ .
واستمرت المجلة حتى الأن وبعد ٢٠ عاما من مرور المرحلة الأولى بقيادات وهيئات تحرير متعاقبة حافظت على تفوقها وزادت رونقها وتطورت خلالها في الشكل والمضمون.
«طبيبك الخاص» الرقمية
الأن ونظرا للظروف ومتغيرات العصر أصبح الدخول إلي عصر الصحافة الرقمية أمراً ملحا وأصبح إرضاء القارئ الذي يفضل مطالعة الصحف والمجلات عبر الإنترنت سببا مباشرا فى التحول الرقمى ، لذلك قررت الهيئة الوطنية للصحافة خلال تولى الأستاذة سمر الدسوقى رئيس التحرير الحالى العمل على إلمام جميع أسرة التحرير بمهارات العمل الصحفي الإلكتروني وإدخال المستحدثات التكنولوجية من خلال عمل موقع «طبيبك الخاص» الرقمى والذى لايقل أهمية عن مطبوعة طبيبك الخاص الورقية بل زاد في تفوقه وانتشاره رغم حداثة تكوينه حيث اضيف اليه بجانب النص والصورة تحميل فيديوهات وقنوات متصلة منحت الأفضلية للمحتوى الطبي فزاد التفاعل وكثرت المشاهدات وزاد عدد القراء سعيا وراء المعلومات الطبية الصحيحة والأخبار الصحية الموثوقة.
والأن أصبح للمتابع مجلة رقمية طبية متكاملة غزيرة بالمعلومات يمكنه الرجوع اليها وقتما يشاء ، يشاهدها القارئ أطول فترة ممكنة ، وأصبحنا رغم بعض العثرات نصنع معاً منتج يهتم بجودة الحياة من خلال منصة متكاملة لتسويق شامل وأعم للثقافة الطبية المتجددة.
ورغم مسايرة متطلبات العصر وإيماننا بمفهوم الحداثة مازلنا نعتز ونفخر بتاريخ مطبوعتنا الورقية العريقة والتي مازالت متألقة ولكن في ثوبها الجديد بجوار أشقائها الكبار «حواء» و«الكواكب» ليصبح للقارئ مطبوعة واحدة تهتم بالمرأة والفن والطب الى جانب مواقعهم الالكترونية والتي فاقت أعداد متابعيهم حدود التوقعات .