لكن الأكيد أن جميعنا يربط فصل الشتاء بزيادة الوزن وكثيرا منا يحمل عبء الإصابة بالسمنة خاصة فى هذا الوقت من العام. وتختلف أسباب السمنة سواء كانت بسبب قلة الحركة عند البعض أو تناول كميات أكبر من الطعام عند البعض الآخر أو حتى الاثنين معا، ولكن تبقى النتيجة واحدة وهي الخوف من زيادة الوزن. فى هذا التحقيق سنقدم النصيحة الطبية الكاملة لكيفية التصدي للسمنة والوقاية من مخاطرها على الصحة. الدكتورة هدير إبراهيم أخصائي التغذية العلاجية والصحة العامة توضح أن معظم الناس يلاحظون زيادة الوزن فى فصل الشتاء وتقول إن المشكلة لا تكمن فى فصل الشتاء نفسه وإنما فى نمط الحياة فى باقي فصول السنة، موضحة أن الكثيرين يربطون بين البرد وبين الجلوس فى المنزل والكسل بحجة الحاجة إلى الطاقة مما يؤدي إلى حالة من الخمول وانعدام ممارسة الرياضة، وبذلك تنعكس قلة الحركة على معدل الحرق فإن الجسم يبدأ فى تخزين الدهون. ومن العادات الغذائية الخاطئة التي تُمارس على مدار العام وتظهر نتيجتها فى فصل الشتاء وتُظهر السمنة هي عدم شرب الماء، ففي فصل الشتاء يغفل الكثير عن شرب الماء طوال اليوم إلى أن ينتابه الشعور بالعطش فعندها يبدأ فى شرب الماء، وتقول إن هناك من يمر عليهم يوم كامل بدون شرب كأس واحد من الماء أو حتى بدون شرب الماء لعدة أيام، وأيضا من العادات الغذائية الخاطئة التوقف عن الرياضة بسبب الشعور بالخمول، وهنا توضح أنها دمجت النشاط الرياضي ضمن العادات الغذائية لأن تلك العادات ليست مرتبطة فقط بالطعام بل هي مرتبطة بأسلوب الحياة بشكل عام على مدار اليوم. وتقول إن طبيعة الجسم لا يستطيع التفرقة بين الشعور بالجوع والشعور بالعطش، ولذلك وارد جدا أن نشعر بالرغبة فى تناول الطعام و نحن فى حقيقة الأمر نشعر بالعطش وفى حاجة إلى المياه، لذلك من ضمن العادات الخاطئة تناول الطعام على الفور دون التفكير فى شرب الماء أولا لمعرفة إذا ما كانت رغبتنا فى الطعام نابعة عن إحساس حقيقي أم كاذب. كما أن هناك جوعا عاطفيا وجوعا حقيقيا، ولذلك حتى نميز بين أنواع الجوع فيجب شرب كوبين من الماء، ويكون مر على أخر وجبة ٣ ساعات على الأقل، فإذا مر٣ ساعات فأكثر وشعرت بالجوع ففي تلك الحالة يمكن تناول وجبة كاملة، وتحذر من تناول الحلويات للشعور بالطاقة. وللسيطرة على الجوع فى فصل الشتاء و تجنب الإصابة بالسمنة، يُنصح بتناول الطعام بنظام الحصص وهو أفضل من نظام السعرات و يقوم هذا النظام على معرفة الكمية التي نتناولها على سبيل المثال: بالنسبة للشخص الطبيعي فى حدود من ٦٠:٨٠ كيلو له ٤ حصص من الخضراوات فى اليوم ويتم حساب الحصة بالكوب فمثلاً كوب السبانخ المطبوخة يعد حصة، ونصف كوب من الخضراوات المجمدة يعد حصة، ونصف حبة فلفل كبيرة تعد حصة والقنبيط والبروكلي كل ٥:٨ زهرات صغيرة منهم تعد حصة، و لكن هذا لا يعني بالضرورة تناول الخمس حصص جميعهم كما أن عددها يقل ويزيد طرديا مع وزن كل شخص. وهناك أمثلة على الطعام الذي يمد الجسم بالطاقة وسعراته قليلة مثل: البطاطا الحلوة التي تعد من الأطعمة اللذيذة المليئة بالفيتامينات وبالألياف ونصف حبة البطاطا تعد حصة، وشرب الجنزبيل يمد بالطاقة ويحسن الشعور بالشبع والقرفة كذلك، أيضا شوربة العدس المشهور بها فصل الشتاء تعد من أفضل وجبات البروتين النباتي الذي يمد الجسم بالطاقة كما أنها بديل للبروتين الحيواني. وننصح بتناول أطعمة تحتوي على أوميجا ٣و٦ وأبسطها سلاطة التونة عن طريق خلط علبة تونة وبصلة مقطعة وخس مع ملعقة زيت زيتون. وننصح بتجنب الأملاح لأن نسبة الصوديوم العالية تؤثر على الجسم لأنها تفقده ماءا كثيرا وخصوصا إذا كنا لا نشرب مياه بشكل كبير. وننصح بوضع الملح على الطعام قبل تناوله مباشرة وعدم وضعه أثناء الطهي لتقليل كمية الملح. ويوضح الدكتور هيثم سليمان عبدالعزيز استشاري طب الأطفال أن سبب سمنة الأطفال عدم انتظام الرضاعة من الأم موضحا أنه عند بداية تناول الطفل للطعام نُعطيه منتجات صناعية معلبة مثل: الحبوب المطبوخة بالفاكهة والخضار مما يزيد من السعرات الحرارية للطفل بسبب وجود السكر والنشويات العالية، فيجب أن يتغذى الطفل على الخضراوات المحضرة فى المنزل وبعض الدهون لتنمية المخ و يمنع السكريات حتى سن ٩ شهور. ويكشف أن هناك عاملا وراثيا لبعض الأطفال، فقد يولدون من أم وأب يعانون من السمنة ولكن يتم توجيه الطفل لأسلوب حياة صحي من البداية أي من الصغر مثل: تحضير الأكل الصحي مع ممارسة الرياضة وبذلك لن تكون هناك فرصة لزيادة الوزن، ويحذر من إعطاء الحلويات باستمرار والوجبات السريعة للأطفال لأنه ثبت علميا خطورة تلك الوجبات التي تكمن فى طريقة تحضيرها وتشبعها بالدهون الثلاثية الخطرة. ويضيف د. هيثم سليمان أن الطفل معرض لزيادة الوزن فى الشتاء مثل: الشخص البالغ و يرجع ذلك إلى زيادة التمثيل الغذائي الطفل فى الشتاء بسبب قلة الحركة وطول فترة الليل مما يجعله يتناول أكثر من وجبة ليلا، كما أنه ينصح بوضع طعام صحي للأطفال فى اللانش بوكس أيام الدراسة ويحذر من العيش الفينو وإذا لزم الأمر ينصح بإزالة لبابة الفينو لتقليل كمية النشويات، كما يحذر من سندويتشات كريمة الشوكولاتة ويقول إن برطمان شوكولاتة الدهن يحتوي على ما يعادل ٢٦٠ مكعب سكر. وينصح بتقديم البدائل الصحية والأطعمة التي تحتاج لوقت أطول فى المضغ حتى لا يأكل كميات كبيرة، وتقديم خضراوات مثل الجزر والخيار كسناكس بين الوجبات. ويؤكد الدكتور طارق سامي أستاذ مساعد أمراض الباطنة والكلى أن السمنة تؤثر على وظائف الكلى من خلال عدة طرق وأشهرها أنها تتسبب فى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالنوع الثاني من المرض السكري، بالإضافة إلى متلازمة الأيض الغذائي التي يحدث فيها ارتفاع فى الدهون وزيادة فى الدهون الحشائية. كل ما سبق يعد من عوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة بالسكر والضغط و مثل ما هو متعارف عليه فإن كلا المرضين أشهر سببين لمرض القصور الكلوي المزمن وإذا لم يتم اكتشافه مبكراً فيؤدي إلى حدوث فشل كلوي مزمن، وبهذا فإن السمنة هي طريق للعديد من الأمراض الخطرة. وهناك خطورة تقع على الكلى وهي عن طريق نوع من الالتهابات النفروزية والتي تؤدي إلى تصلب فى أنابيب الكلى مما ينتج عنه تيبس فى الأنابيب فينتهي الأمر بحدوث مضاعفات فى الكلى وأيضا الإصابة بقصور كلوي. وهذا لا يعني بالضرورة أن كل شخص مصاب بالسمنة حتما سيصاب بالفشل الكلوي وإنما نحذر من خطورة السمنة بشكل عام فقد ينتهي الأمر بمرض آخر أو أكثر شدة. كما يقول د. طارق سامي أن السمنة تعيق حركة الإنسان وتمنعه من ممارسة الرياضة التي تعد عاملا مهما جدا من عوامل نشاط الكلى، لذلك يحذر من السمنة لأنها بوابة للعديد من الأمراض مثل: الضغط والسكر وتصلب الشرايين وقد تصل بالشخص إلى الفشل الكلوي.