الجمعة 26 ابريل 2024

انتبهوا .. الإفراط في أدوية البرد = نوبة قلبية مجانية!

لاتفرطوا في أدوية البرد

4-2-2023 | 09:32

أماني عزت

أكدت دراسة أجراها باحثون في تايوان على أن الإفراط في استخدام أنواع معينة من أدوية نزلات البرد والإنفلونزا يزيد من خطر الإصابة بالنوبات والسكتات القلبية ثلاثة أضعاف عن الشخص الذي لا يتناول تلك الأدوية. وأوضحت الدراسة أن تلك الأدوية المسكنة لأمراض عدوى الجهاز التنفسي ونزلات البرد والإنفلونزا تزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة تصل إلى 3.4 ضعف عن الأشخاص الآخرين وكما أشارت الدراسة إلى أن النسب ترتفع بصورة كبيرة في تلك الأدوية المسكنة لنزلات البرد والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي والصدري، ووجدت الدراسة أن تلك الأدوية المسكنة تسبب ارتفاعا في ضغط الدم، وتؤدي على المدى الطويل إلى فشل القلب بسبب التفاعلات الكيميائية. وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد خطاب أستاذ أمراض الباطنة في قصر العيني إنهم حذروا من خطورة اللجوء للحل الأسهل وهو استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد، لأن المخاطر الناجمة عن الإسراف في استخدامها قد تصل للوفاة؛ لأن هناك بكتيريا في الأمعاء تساعد نظام المناعة في التفاعل السريع مع أولى علامات وجود فيروسات في الرئة وهذا يساعد في تخفيف حدة العدوى. ويوضح خطاب أن هذه البكتيريا لها وظيفة مهمة تتمثل في جعل أنسجة الرئة في حالة تأهب كخط دفاع أول عند حدوث الإصابة كما أنها ترسل إشارات تعوق دون التكاثر السريع للفيروس ومع استخدام المضادات الحيوية في غير موضعها السليم لا يؤدي فقط لإضعاف تأثيرها وقتل البكتيريا النافعة في الجسم لكنه يسهل أيضا إصابة الجسم بالمزيد من الفيروسات مستقبلا، كما يواجه الجسم مشكلة زيادة المقاومة للمضادات الحيوية مما يؤدي إلى زيادة إمكانية تتسبب الجروح والأمراض البسيطة مستقبلا في الوفاة. ويشير إلى أن هناك اعتقادا شائعا بأنه يمكن للمضادات الحيوية شفاء أي التهاب وخاصة الحقن؛ لذا نجد كثيرا من المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف حقن مضاد حيوي للبرد للكبار أو الأطفال، ومن ثم يستجيب الطبيب لهم بدلا من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن أخذ حقنة مضاد حيوي للبرد أو حتى المضادات الحيوية الفموية. و الحقيقة أخذ مضاد حيوي للبرد والتهاب الحلق- حقن أو أقراص أو حتى شراب- لن يكون مجديا في حالة كانت الإصابة ناتجة عن التهاب فيروسي وليس بكتيريا، لأنه من الممكن أن يأخذ أحد الأشخاص مضادا حيويا للبرد واحتقان الزور ولا يساعد في علاجه ويحتاج لأخذ علاجات أخرى بعد ذلك. ويوضح خطاب أن هناك بعض أنواع البكتيريا التي تكتسب مناعة ضد مضاد حيوي معين لكثرة استعماله، ولذلك ينصح بإجراء فحص المناعة ومدى فعالية المضاد الحيوي ضد هذه البكتيريا عن طريق زرع البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة خاصة بها، مؤكدا أن معظم الأدوية تتسبب في آثار جانبية غير مرغوبة و بعضها تكون أعراضا خفيفة لا تشكل خطرا على المريض وبعضها قد يهدد حياته، وذلك لأسباب متعددة ومنها ظهور حساسية لأجسام بعض المرضى عند تناول نوعية من المضادات والتي تختلف درجة الخطورة من شخص إلى آخر فمنها ما هو قليل الخطورة مثل: الإسهال الخفيف، القيء، الحرقان الخفيف في المعدة ،طفح جلدي وهرش، ومنها ما هو أخطر من ذلك مثل: الإسهال الشديد أو صعوبة التنفس وفي هذه الحالة يجب على المريض التوقف فورا عن أخذ الدواء والاتصال بالطبيب المعالج. بالإضافة إلى قتل البكتيريا النافعة فقد تتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية خصوصاً واسعة المدى في قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء بسبب استخدام الدواء لفترة طويلة مما يسهل إصابة الأمعاء بهجمات بكتيرية ضارة تؤدي إلى عدوى جديدة يصعب علاجها، كما أن لها تأثيرات على المناعة قد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة لسوء الاستعمال، وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أو حينما تعطى بجرعات غير مناسبة أو تعطى بالقدر المطلوب على فترات غير منتظمة بين الجرعات أو تعطى لمدة قصيرة غير كافية للعلاج. ويضيف خطاب أن هناك من الأسباب ما يتمثل في الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لا تحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتيا، ومناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية حيث تخلق البكتيريا ولديها القدرة على مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها، وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة بالإضافة إلى المخاطر على الجنين خلال الحمل فتستطيع بعض المضادات الحيوية عبور الحاجز المشيمي وتصل إلى الجنين محدثة آثارا جانبية بالغة على الجنين، وخصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وكذلك بعض المضادات قد تؤثر على الرضيع من خلال لبن الأم.