الجمعة 1 نوفمبر 2024

استعد للرشاقة فى رمضان

استعد للرشاقة فى رمضان

18-3-2023 | 10:19

أحمد فاخر
يعتقد الكثيرون أن الرياضة في شهر رمضان مستحيلة، لذلك يوقفون كل التمارين الرياضية، ويتفرغون لها بعد انتهاء الشهر الفضيل. هذا الاعتقاد غير صحيح، لأنه للحصول على جسم رشيق يجب الاهتمام بممارسة الرياضة بجوار التنظيم الغذائي خلال شهر الصيام. بدأ الحديث الدكتور أحمد متولي أستاذ التغذية وتكنولوجيا الغذاء وقال: إن هناك عددا من الأبحاث العلمية لا بأس بها، والتي تم نشرها حول علاقة الصيام بالرياضة، حيث وجدوا إنه عند قيام الإنسان بممارسة الرياضة أثناء فترات الصيام يعمل ذلك على زيادة معدل احتراق الدهون داخل الجسم بشكل أسرع من المعتاد عن عدم ممارستها، وبناءً على ما أكدته الدراسات المختلفة بأن ممارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام تسرع من حرق الدهون... وهناك عدة اعتبارات يجب أن نأخذها في الحسبان لممارسة الرياضة بشكل آمن أثناء ساعات الصيام، وهي: • هل الجسم متكيف بالفعل على استخدام الدهون كمصدر للطاقة أم لا؟ وهذا يعني أن الجسم في حاجة لبعض الوقت حتى يعتاد على استخراج الطاقة من الدهون وليس من سكر الجلوكوز أو الجليكوجين الموجود داخله، وهذا يعني أن الجسم بطبيعته عندما يكون في حاجة لإصدار طاقة نتيجة ممارسة أي نشاط طبيعي فهو يستخرجها من سكر الجلوكوز، وبالتالي يشعر الإنسان بالهبوط ويحتاج إلى تناول شئ من السكريات لاستعادة طاقته مرة أخرى، ولكن مع الصيام لفترة أسبوع أو أكثر بشكل متواصل يبدأ الجسم في البحث عن مصدر آخر لاستخراج الطاقة بدلا من سكر الجلوكوز الذي علم أنه ليس متوفراً بشكل كاف، وبالتالي يبدأ الجسم في حرق الدهون الموجودة لاستخراج الطاقة، وفي تلك الحالة يمكن ممارسة الرياضة بدون أية مشاكل أو الشعور بتعب أو إرهاق أثناء ساعات الصيام.. وبالتالي ننصح القراء الذين يرغبون في ممارسة الرياضة أثناء صيام شهر رمضان ألا يبدأون فيها قبل مرور أسبوع على الأقل حتى نضمن لهم عدم حدوث إجهاد مع القيام بهذا المجهود، بل نحقق استفادة أكبر نتيجة حرق الدهون للجسم • نوع الرياضة التي أمارسها أثناء الصيام... وتنقسم إلى نوعين من الرياضة وهما: - التمارين الهوائية (Aerobic exercise) والتي نستخدم فيها عملية التنفس مثل المشي والعدو وركوب الدراجة الهوائية، حيث يتم فيها حرق الدهون عن طريق الأكسجين. - التمارين اللاهوائية (Anaerobic exercise) والتي تحتاج إلى طاقة مباشرة سريعة من الدورة الدموية للقيام بها، حيث تكون تلك التمارين أكثر نشاطاً وقوة بحيث لا يستطيع الجسم الانتظار لامتصاص الأكسجين من الدم فيحتاج الجلوكوز من الدم بشكل جاهز مثل التمارين السريعة كسباقات السباحة ورياضة حمل الأثقال، ولا ينصح بممارسة تلك الرياضات أثناء ساعات الصيام تجنباً للشعور بأي إجهاد. • توقيت ممارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام وينصح دائماً بعدم ممارسة الرياضة بعد بداية الصيام بساعات قليلة، وذلك حتى لا يقوم الجسم باستهلاك مادة الجليكوجين الموجودة داخل الكبد بشكل سريع جداً، مما ينتج عنه الشعور بالإرهاق باقي ساعات النهار، وبالتالي أفضل وقت لممارسة الرياضة هو قبل صلاة المغرب بساعة أو أكثر ليقوم الجسم بحرق الدهون مباشرة بشكل قوي جداً لاستخراج الطاقة لممارسة الرياضة المطلوبة، وبالتالي يسرع ذلك من فقدانك من الوزن الزائد دون الشعور بالإرهاق، ثم تقوم بعدها مباشرة بتناول وجبة الإفطار الصحية لتعويض الجسم عما ينقصه. وتضيف الدكتورة عفاف عزت أستاذ علم التغذية بالمركز القومي للبحوث إنه بعد ممارسة الرياضة أثناء الصيام يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على كمية جيدة من البروتين سواء نباتي من الجبن والبيض والبقوليات أو حيواني مثل اللحوم الحمراء للحفاظ على العضلات بشكل مباشر وتعويض ما فقده الجسم في الحرق أثناء الرياضة حتى لا يلجأ الجسم لاستخراج الطاقة المطلوبة من العضلات نفسها، كما يجب التوضيح بأن عليك سماع جسمك جيداً فإن شعرت بالتعب أو الإرهاق أثناء ممارسة الرياضة أن تستجيب له وتتوقف فوراً، وإذا وجدت نفسك منهكا ولا تستطيع البدء في الرياضة يفضل تأجيلها لليوم التالي تجنباً لحرق العضلات لاستخراج الطاقة، كما أنه من المعروف أن الإنسان العادي الذي يقوم بحركة طبيعية خلال اليوم يحتاج إلى 2000 سعر حراري يومياً على الأقل، ويحتاج حوالي 14 جراماً من الألياف الغذائية ضمن كل 1000 سعر حراري، ومن أهم مصادر هذه الألياف الخضراوات والفاكهة الطازجة. أما عن ممارسة الرياضات العنيفة مثل كمال الأجسام وحمل الأثقال أثناء الصيام أضاف الكابتن مجدي مصطفى مدرب بإحدى الصالات الرياضية الكبرى بأن هناك فرقا بين الرياضات الخفيفة التي لا تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا، والرياضات العنيفة التي تحتاج إلى القيام بمجهود كبير، حيث إن الأولى يسهل ممارستها أثناء فترة الصيام، أما الرياضات العنيفة مثل حمل الأثقال وكمال الأجسام وغيرها ننصح دائماً بعدم ممارستها أثناء ساعات الصيام في رمضان، وهناك عدة أسباب لذلك وهي: - فقد كمية كبيرة جداً من السوائل أثناء الصيام، وبالتالي عند التمرين أثناء الصيام يتعرض جسمك لفقدان كمية أكبر من السوائل، مما يعرضه للإصابة بالجفاف - عدم النوم لعدد من الساعات الكافية، حيث إن أغلب الناس تسهر في رمضان حتى السحور، وبالتالي يؤدي ذلك للشعور بالإرهاق وعدم التركيز، مما يعوق عن التمرين بشكل مفيد وجيد. - عدم تناول الاحتياج الكافي من كلٍ من البروتين والدهون في وجبة السحور، مما يقلل من كفاءة الجسم في إنتاج الطاقة اللازمة للقيام بالتمرين أثناء الصيام. وبالتالي في حالة القيام بممارسة إحدى الرياضات العنيفة أثناء الصيام دون الالتفات لما سبق ذكره، يمكن أن يؤدي ذلك إلى هبوط حاد في مستويات الطاقة بالجسم، مما قد يسبب الإصابة بإغماءات أثناء التمرين أو على الأقل الشعور بالإرهاق الشديد، كما يمكن أن يحدث انخفاض في مستوى السكر في الدم، مما قد يسبب أيضا الإغماء، كما أنه يمكن أن يتعرض المتدرب لبعض الشد العضلي المؤلم بسبب وجود نقص بالأملاح المعدنية داخل الجسم والمتمثلين في كلٍ من الكالسيوم والصوديوم والماغنسيوم، وهذا يحدث نتيجة فقدان كمية كبيرة من السوائل دون تعويضها. وبناءً على ذلك الأفضل في جميع الحالات هو التمرين في شهر رمضان بعد الإفطار لتجنب كل المشاكل السابقة وضمان كفاءة الجسم في إنتاج كل ما يلزمه من طاقة لهذا النشاط المرتبط بتلك الأنواع من الرياضات، والمانع الوحيد الذي يحول دون التمرين بعد الإفطار هو تناولك لوجبة دسمة جداً، مما يسبب تواجد الدم في منطقة المعدة لمساعدة الجسم على عملية الهضم بشكل أفضل، وبالتالي عند القيام برياضة في هذا الوقت يمكن أن يسبب الشعور بالهبوط أو القئ، وبالتالي في حالة تناول وجبة دسمة على مائدة الإفطار يفضل ألا تبدأ تمرينك قبل مرور 3 ساعات حتى تعطي للجسم فرصة لإتمام عملية الهضم.