الأربعاء 24 ابريل 2024

وما أدراك ما الصدمات النفسية!


وما أدراك ما الصدمات النفسية

15-4-2023 | 09:29

كتبت: غادة عاشور
يقصد بالصدمة النفسية الإصابة الجسيمة التي تصيب نفسية الشخص والتي قد تكون نتيجة لحادث استثنائي شخصي يشكل عبئاً نفسياً ثقيلاً وغير محتمل، وغالبا ما يشعر الشخص المصاب “بالصدمة النفسية” بالعجز التام عن مواصلة حياته بشكل طبيعي للوهلة الأولى وكما كانت من قبل، وتعتبر الحوادث والمواقف ذات الطبيعة الكارثية من أبرز الأسباب في حدوثها لاسيما وأنها تجعل الشخص يشعر بالإحباط الشديد والخوف أو الهلع إلى حد الرعب. من أمثلة ذلك حدوث الكوارث الطبيعية كالزلازل والأعاصير الشديدة والحروب والبراكين أو الحوادث الخطيرة أو وفاة أقرب المقربين أو الإصابة بأمراض تهدد الحياة أو التعرض للعنف الجسدي أو الجنسي، وهناك اختلاف في الحوادث التي قد تشكل عبئاً نفسياً كبيراً على الفرد والتي قد يتضرر من جراء حدوثها، إذ قد يكون هو نفسه المتضرر من ذلك، أو قد تتم مثل هذه الحوادث بحضوره عند تقديمه مثلاً نوع من المساعدة لشخص ما أو عند سماعه لخبر وفاة مفاجئ ومؤكد لأحد المقربين منه أو إذا كان هذا الأخير على وشك الوفاة. وفي المقابل تعتبر العديد من ردود الأفعال النفسية جراء التعرض للأحداث التي ينتج عنها العبء النفسي أمراً عادياً وليست دليلاً على إصابة الشخص بالمرض النفسي في كل الأحوال، حيث يرتبط تعرض شخص ما لصدمة نفسية “ستوك” بظروفه وبالشخص نفسه كل حسب تجاربه الشخصية وخبراته الحياتية، فعلى سبيل المثال قد يشمل وقوع شخص مصاب في الشارع حدثاً صادماً على أحد المارة بينما غالباً ما يعتبر ذلك المشهد أمراً عادياً وروتينياً بالنسبة لقوات الإنقاذ أو رجال الإسعاف وليس له أي تأثير صادم عليهم (حسب طبيعة عملهم) إلا أن الدعم الاجتماعي الذي يقدم للمتضررين من وقوع حوادث تسبب لهم صدمات نفسية يكون له دور كبير في تشخيص وجود مشكلة نفسية من عدمه لدى هؤلاء وهو ما يسمى (بالاضطراب التالي للصدمة). وهناك بالفعل العديد من النماذج والأشخاص الذين سبق وأن تعرضوا لمواقف أدت إلى إصابتهم “بالصدمة النفسية” سواء في مرحلة الطفولة أو أثناء مرحلة الشباب مثل: التعرض للإيذاء البدني واستعمال العنف كالصفع والضرب أو العنف العاطفي غير المبرر أو الاعتداء الجنسي وجميع السلوكيات التي تتم دون موافقة الضحية سواء كان طفلا أو مراهقا أو شابا، وذلك باستعمال لغة التهديد بالإيذاء البدني أو القتل أو استغلال كون الضحية غير قادرة على الدفاع عن نفسها، وقد تنعكس ردور فعل الصدمة النفسية على وظائف الجسم الحيوية فيؤدي ذلك إلى اضطرابات في النوم وسرعة ضربات القلب وشعور عام بالإرهاق والارتخاء في العضلات وصداع في الرأس هذا بالإضافة إلى التوتر والإصابة بنوبات من الفزع والذهول وقد يميل البعض إلى العزلة عن الواقع والآخرين. وتتعدد أنواع الصدمات النفسية فمنها الحاد والمزمن والمعقد ومع تعدد أنواع الصدمات النفسية نجد أن بعضها قد لا يستغرق سوى فترة قصيرة للتعافي بينما يستغرق البعض الآخر فترة زمنية طويلة الأمد، ولكن أياً كان السبب في حدوث الصدمة النفسية فإن علاجها ممكن بمجرد وضع خطة عمل لتغيير نمط الحياة ومواصلة استمرارها حتى وإن كانت حدثت في وقت سابق وذلك بإتباع بعض الخطوات والعلاجات التي تساعد على التخلص من آثارها من خلال الدعم الطبي والعلاج النفسي ومد جسور التواصل مع الآخرين والمقربين في المحيط الأسري والاجتماعي شيئاً فشيئاً لاستعادة التوازن النفسي من جديد.