تقول الدكتورة فضيلة أحمد استاذ امراض الباطنة والغدد الصماء: ان الغدة الدرقية ستظل مصدر للدهشة ومبعث للإبهار والغموض، فهذا التجمع الصغير من الخلايا والذي يقع في حيز صغير من مقدمة الرقبة له قدرة وتأثير قوي ومهم على وظائف الجسم الحيوية المختلفة. فالغدة الدرقية لها اليد العليا في تنمية الذكاء والنمو والحركة والنشاط، وعمل ضربات القلب، وتنظيم معدل ونسبة السكر في الدم، علاوة على تأثيرها على الجلد والشعر والأعصاب والذاكرة والنوم. بداية التكوين : يبدا تكوين الغدة الدرقية في الاسبوع الرابع او الخامس بعد التلقيح في الجزء الأعلى من الحنجرة ثم تهبط الى مكانها الثابت في الجزء السفلي من الرقبة عن طريق القناة اللعابية الدرقية ، وتبقى اجزاء من هذه القناة لتكوين فص اضافي للغدة الدرقية اعلى الشريط الأوسط وهو ما يسمى بالفص الهرمى. ويختلف تكوين الجزء الأوسط عن تكوين الفصين الجانبين حيث ينمو الجزء الأوسط من فتحة في الجزء الخلفي للسان ويتصل باللسان عن طريق القناة اللسانية الدرقية، ثم يتجه الى اسفل حتى يصل الى الجزء الأسفل من الرقبة. اما الجزء الجانبي بالاضافة الى الخلايا الجارحويصلية فتنمو في الكيس الرقبي الخامس ويتم دمج الجزء الأوسط مع الجزء الجانبي في المنطقة العلوية. وتعتبر خطوط الاتصال خصوصا في الخلف من اغنى مناطق الغدة الدرقية وهى التى تحتوي على خلايا C المسئولة عن افراز هرمون "الكالسيتونبن" . واخيرا يكتمل تكوين الغدة الدرقية بعد حوالي 12 اسبوعا وتعمل بعدها بكفاءة في انتاج ما يحتاجه الجسم من هرمونات الغدة الدرقية.