12-8-2023 | 12:14
أحمد فاخر
شهر الصيف هو شهر البهجة والانطلاق حيث نستمتع فيه بالبحر ومنظر الأطفال والعوامات، وكل ما يحمله من متع جميلة نكافئ أنفسنا بها بعد فترة كبيرة من العمل المرهق طوال العام..ومع دخول فصل الصيف تزداد درجة الحرارة والرطوبة، مما يزيد من انتشار الأمراض، وتعتبر ضربة الشمس من أخطر المشاكل التي يمكن أن تصيب الأطفال وكبار السن خاصة إن لم نهتم بعلاجها على الفور، فماذا عن هذه الأمراض وكيف يمكن تجنبها ؟
بدأ حديثه الدكتور هاني التونسي أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بالتأكيد بإن هناك خصائص ينفرد بها فصل الصيف عن باقي الفصول وهي زيادة حرارة الجو والرطوبة وأشعة الشمس الشديدة، هذا بالإضافة للعادات الاجتماعية التي يمارسها الناس في فصل الصيف مثل الرحلات والذهاب للشواطئ للسباحة والغطس، مما يعرضهم لمخاطر تختلف عن من يذهبون للنوادي وحمامات السباحة لممارسة الرياضات المائية المختلفة فهم أكثر عرضة للإصابة بالفطريات المختلفة.
وتحدث ضربة الشمس نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، مما يؤثر على المركز المسئول عن تنظيم حرارة الجسم ولها أعراض مميزة مثل القوة في ضربات القلب وليس سرعتها مع الارتفاع الملحوظ في درجة حرارة الجسم، كما يمكن أن يصل الأمر للإصابة بغيبوبة، ويتم علاجها عن طريق عمل كمادات لتقليل درجة حرارة الجسم بسرعة، وفي حالة كانت الحالة خطيرة يجب التوجه بالمريض لأقرب مستشفى حتى يتم التعامل معه بشكل صحيح دون التعرض لأية مضاعفات.
هذا يختلف عن الإنهاك الحراري الذي يحدث نتيجة فقدان الجسم للكثير من الأملاح نتيجة إفراز العرق بكميات كبيرة بسبب القيام بمجهود كبير في درجة حرارة مرتفعة للطقس، وفي تلك الحالة يكون العلاج عن طريق تناول سوائل تحتوي على كميات بسيطة من الأملاح لتعويض الأملاح التي فقدها الجسم، والإنهاك الحراري يمكن أن يصيب كبار السن عند مكوثهم في مكان درجة حرارته عالية لفترات طويلة، لذلك ننصحهم بتجنب التواجد في أماكن ليست جيدة التهوية والاهتمام بتوفير مصادر التهوية الجيدة داخل المنازل.
ومن أشهر الأمراض المنتشرة في الصيف هو الحرار الجلدي أو (الحمونيل) الذي يصيب الجلد عند من لا يملكون تكيفات هواء في منازلهم، وهو يحدث نتيجة الارتفاع في درجات الرطوبة، مما يؤدي إلى التمدد في خلايا الجلد، مما يسد مسام العرق ونتيجة لاحتباس العرق يصاب الجلد بحبوب تسبب الهرش، ويتم علاجه ببساطة عن طريق المكونات التي تحتوي على كحول بنسبة 70 % ، كما يمكن أن يصاب الإنسان بأمراض جلدية صيفية تحدث نتيجة خليط من الميكروبات والفطريات أسفل الإبطين أو أعلى الفخذين.
ويمكن الوقاية من تلك الأمراض الجلدية عن طريق:
- الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
- استعمال الكريمات التي تقي من أشعة الشمس.
- ارتداء القبعات بقدر الإمكان خلال ساعات النهار.
وهناك 6 أنواع مختلفة من الجلد لا تتساوى في تضررها من أشعة الشمس، أضعفهم هو الجلد الأشقر الذي يحترق بمجرد تعرضه لأشعة الشمس المباشرة، وكلما كان لون الجلد داكناً كان أكثر تحملاً لأشعة الشمس.
وفي نفس السياق أضاف الدكتور أحمد السعد الرفاعي مدرس الأمراض الجلدية بأنه مع زيادة نسب الكلور داخل مياه حمامات السباحة يمكن أن يسبب ذلك الإصابة بأكزيما وحساسية الجلد طويلة المدى، بالإضافة لبعض الإصابات الناتجة عن بعض الحشرات الدقيقة التي تنتشر في الماء أحياناً وهناك حشرات قد تنتقل من شخص لآخر عن طريق حمامات السباحة مثل قمل الشعر والجسم.
ومن جهة أخرى فالبلل نتيجة نزول حمامات السباحة في فصل الصيف يمكن أن يؤدي للإصابة ببعض الفطريات مثل التينيا الملونة وفطريات القدمين، وتعتبر نسبة إصابة الأطفال بالحساسية والحشرات أعلى من الكبار الذين يصابون بالتينيا الملونة بشكل أكبر، كما أن التعرض للشمس لفترات طويلة دون الشعور بحدتها بسبب التواجد داخل المياه يمكن أن يسبب مشاكل مختلفة مثل الطفح الشمسي والحساسية الشمسية.
أما عن الأمراض الهضمية المنتشرة في فصل الصيف أشار الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية والكيمياء الحيوية إلي أن مع دخول فصل الصيف يزيد الطلب على مطاعم الوجبات السريعة التي تحتوي على نسب عالية من الأطعمة الصناعية والدهون بسبب حب الشباب والأطفال لطعمها الشهي، مما يجعل بعض تلك المطاعم لا تهتم بالجودة ولا النظافة بسبب رغبتهم في تحقيق السرعة المطلوبة لتلبية طلبات العملاء، كما يزيد الطلب على الحلوى والسناكس والمياه الغازية وغيرها من الأطعمة الغنية بالمواد الحافظة الضارة على الصحة، وبالتالي تزيد حالات الإصابة بالنزلات المعوية والإسهال والإمساك ومشاكل القولون نتيجة عدم قدرة الجسم على التخلص من كل السموم التي تحتويها هذه الأطعمة يومياً، لذلك نرجو من الأمهات الاهتمام بتحضير الأطعمة في المنزل بنفس الطريقة التي يحبها أبنائهن كنوع من تجنب أخطار تلك المأكولات بقدر الإمكان، حيث إن الوقاية دائماً خير من العلاج.
وفي النهاية ينصح القراء الدكتور محمد عبد المنعم عبدالعال أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بجامعة الأزهر خاصة السيدات باستخدام الكريمات المعتمدة للوقاية من الشمس أثناء التواجد في المصايف سواء داخل المنزل أو خارجه، بالإضافة لأن هناك كريمات خاصة بدهان الجسم فقط وليس الوجه، حيث لا يمتصها جلد الجسم بشكل كامل وتجعل مثل طبقة زيتية فوق أجزاء الجسم المعرضة للشمس أثناء السباحة في الفنادق والقرى السياحية، وذلك لأن السباحة بالبحر لا تؤثر على البشرة بنفس قوة تأثير السباحة داخل حمامات السباحة لما تحتويه من مواد كيماوية وكلور تنظيف المياه والتي مع تعرضها لجسم الإنسان أوقات طويلة يمكن أن تسبب مشاكل عديدة والتهابات جلدية مختلفة.
وأخيراً يجب الاعتناء بصحة أجسامنا وبشرتنا خاصة في فصل الصيف، وأن نهتم باكتساب المعلومات من الأطباء المتخصصين وليس من الأهل والأصدقاء أو حتى من المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت، فالطبيب هو الذي سوف يتحمل مسئولية الاستشارة أو المعلومة من واقع علمه ودراسته، لذلك ننصح بأن أي شخص يتعرض لمشكلة جلدية مهما كانت بسيطة أن يتوجه للطبيب المختص لاحتواء الأمر قبل حدوث أية مضاعفات يمكن أن تأخذ وقتاً طويلاً للعلاج فيما بعد.