23-12-2023 | 16:39
أحمد فاخر
تتنوع أشكال الإصابة بالتهاب الغدد الليمفاوية على حسب سبب الإصابة ومكانها، كما يعتبر عمر المريض من أهم العوامل المؤثرة في التشخيص،للاقتراب أكثر من التهابات الغدد الليمفاوية، كن معنا فى هذه الجوله الطبية.
يبدأ الحديث الدكتور محمد المتولي الدميري أستاذ جراحة الأورام الذي يُفسر لنا السبب الأساسي لوجود الغدد الليمفاوية في الجسم يقول د. محمد المتولي إن الجسم يحتوي على ما يسمى بالجهاز الليمفاوي والمنتشر بالجسم كله كجزء من مناعة الجسم التي تعمل على مقاومة الأمراض، وبالتالي فهذا الجهاز له أجزاء خاصة به في جميع أنحاء الجسم تسمى بالعقد الليمفاوية وهي موجودة في أماكن أساسية في الجسم وهي تحت الإبط والرقبة وأماكن معينة والبطن وأيضاً في منطقة العانة، ولأنها تعمل على حماية الجسم من الإصابة من الأمراض والفيروسات فعند إصابة المنطقة الموجود بها تلك العقد أو الغدد بأي فيروس يكون رد فعل الغدد بأن تلتهب وتتضخم وبالتالي يبدأ المريض بأن يشكو من زيادة حجمها في المنطقة المصابة، فمثلاً يمكن أن تتضخم الغدد الليمفاوية أسفل الإبط عند الإصابة في كف اليد وهو ما يسمى في المناطق الشعبية بـ (الحيل)، وتتلخص أورام الغدد الليمفاوية في نوعين:
• أورام أولية:
وهذا يعني أن هذا الورم الخبيث نشأ في الغدد الليمفاوية نفسها ولم يحدث نتيجة تأثرها بعامل خارجي وهي ما يطلق عليها مصطلح (الليمفوما)
• أورام ثانوية:
تحدث نتيجة تأثر الغدد بعوامل خارجية مثل: أن تصاب السيدة بورم في الثدي وبالتالي يحدث تضخم في الغدد الليمفاوية وبالتالي يعتبر ورم الغدد هو ورم ثانوي لما يحدث بالثدي، وهكذا...
وبشكل عام يجب الإشارة إلى أنه ليس كل تضخم في الغدد الليمفاوية يعني الإصابة بورم حميد أو خبيث، حيث يمكن أن يحدث هذا التضخم نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو طفيليات وعادةً يكون العلاج بسيطا باستخدام المضادات الحيوية والأدوية البسيطة، أما في حال اكتشفنا أن هذا التضخم هو ورم خبيث يكون العلاج عن طريق الكيماوي أو الموجه أو الإشعاعي وفي بعض الأحيان نلجأ إلى العلاج الجراحي لاستئصال الغدة المصابة بالكامل.
ومن جهة أخرى أضاف الدكتور شريف حجازي استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بتعريف الغدد الليمفاوية والتي عبارة عن أنسجة موجودة في منطقة الرقبة بالكامل بحيث تكون هناك مجموعات أسفل منطقة الفك على جانبي الرقبة الأيمن والأيسر، لذلك يختلط الأمر على البعض ويعتقدون أنها اللوز لأنها تكون قريبة منها بشكل كبير، كما أن هناك مجموعات في الجزء الخلفي الأيمن والأيسر من الرقبة أسفل الأذن بالإضافة لمجموعات في الجزء الخلفي للرقبة ومجموعات أخرى موجودة خلف الأذنين بالضبط.
والغدد الليمفاوية تعتبر هي المسئولة عن رد الفعل المناعي عند إصابة الجسم بالالتهابات، حيث إنها تتضخم حين إصابة الجسم بالتهاب حاد أو مزمن، كما أنها تتضخم عن الإصابة بأورام سواء كانت حميدة أو خبيثة، وغالباً ما تظهر أعراض التهاب الغدد الليمفاوية عند الأطفال خاصة في المنطقة الأمامية من الرقبة نتيجة كثرة إصابتهم بنزلات البرد والتهابات فيروسية بشكل مستمر أو التهابات في اللحمية أو اللوز، وهي تتضخم نتيجة لحدوث المرض لمدة أسبوع أو 10 أيام ثم تختفي وفي تلك الحالة لا داعي للقلق، ولكن إن استمر الالتهاب والتضخم ظاهر بشكل ملحوظ لمدة أسبوعين أو أكثر أو حدث زيادة في حجم تلك الغدد وتغير ملمسها لتتحول من الملمس اللين إلى الصلب هنا يجب على الوالدين التوجه بالطفل إلى أقرب مستشفى أو طبيب متخصص لفحص الطفل وعمل الفحوص اللازمة؛ لتحديد العلاج المناسب خاصة عند مصاحبة ذلك أعراض أخرى مثل: النقص في الوزن برغم تناول الطعام بشكل جيد أو صعوبة في البلع أو تغير في الصوت أو صعوبة في إخراج الصوت أو سعال.
أما الإصابة بالتهاب الغدد الليمفاوية عند البالغين يحدث على شكل تضخم كبير على جانبي الرقبة من الأمام أو أحدهما، وبناءً عليه نتخذ نفس القاعدة السابقة بالمتابعة لمدة أسبوعين فإن زالت مع المضادات الحيوية والأدوية الاعتيادية فلا توجد مشكلة ويعتبر الأمر بسيطاً، ولكن إن زاد حجمها أو تغير ملمسها إلى الصلابة أو حدوث أعراض مرتبطة بها، مثل: صعوبة في البلع أو تغيرات في الصوت أو تأثر السمع في أذن عن الأخرى مع حدوث خسارة غير طبيعية في الوزن خاصة إن كان المريض من المدخنين، هنا يجب التوجه إلى المستشفى لعمل بعض الفحوص الإكلينيكية للجسم والأذنين بالإضافة لعمل منظار على كلٍ من الأنف والبلعوم الأنفي ومنطقة الحنجرة والمريء للتأكد من عدم وجود أية تجمعات داخلية، ثم عمل أشعة تلفزيونية على الرقبة بالكامل لمعرفة شكل الغدد الليمفاوية وحجمها وتركيبها وخصائصها، وفي حالة الوصول إلى نتائج تدعو للقلق يمكن أن نقوم بعمل أشعة مقطعية على الرقبة والصدر، وقد نحتاج إلى أخذ عينة من الغدة إما عن طريق سحب تلك العينة عن طريق حقنة صغيرة أو في حالات خاصة نقوم باستئصال الغدة بالكامل وإرسالها للمعمل لتحليلها.
وأشار الدكتور عبد المعطي حسين أستاذ الجراحة العامة بأن معظم التضخم في الغدد الليمفاوية هو أمر غير مقلق، ولكن عند حدوث تضخم يجب علينا التوصل لمعرفة السبب؛ لتحديد العلاج المناسب حيث يمكن أن يكون هذا التضخم بسبب إصابة جزء آخر من الجسم بأحد الفيروسات مما أدى إلى ذلك فيكون هذا التضخم في الغدد مجرد عرضاً لهذا المرض ليس أكثر، وهنا يكون العلاج للجزء المصاب من الجسم وبالتالي يزول تضخم الغدة بمجرد علاج المرض، أما عن كيفية تشخيص الإصابة بورم في الغدة الليمفاوية حيث يختلف ذلك على حسب مكان وجود تلك الغدد المصابة كونها في الرقبة تختلف عن أسفل الإبطين أو المعدة، ولكن هناك أماكن معروف عنها أكثر عرضة للالتهابات، مثل: منطقة الرقبة فهي من أكثر الأماكن عرضة لتضخم الغدد الليمفاوية الطبيعي نتيجة إصابة تلك المنطقة بالالتهابات خاصة عند الأطفال في فصل الشتاء، وعند التوجه للطبيب بعد شكوى من تضخم الغدد الليمفاوية يقوم بعمل فحص إكلينيكي ليعرف ملمسها إن كانت مرنة أو صلبة، كما أن الأشعة والسونار تساعد على تحديد كون هذا التضخم حميدا أو خبيثا ولكن في حالة إظهار الأشعة لأمر يدعو للقلق يكون الفيصل عند الطبيب لتحديد الحالة هو أخذ عينة وتحليلها.