30-12-2023 | 09:26
أماني عزت
التهاب المعدة والأمعاء هو ما يعرف في الثقافة الشعبية بــ “برد المعدة “ . وهناك من يطلق عليه “أنفلونزا المعدة” لكنها ليست أنفلونزا بل هي ألم ناتج عن التهاب أو عدوى في الجهاز الهضمي، وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص يشكون من آلام في المعدة إلا أنه يمكن أن يشمل أيضا الأمعاء الدقيقة والقولون. لنقترب أكثر من أنفلونزا المعدة.
يقول الدكتور حسني سلامة أستاذ الجهاز الهضمي بقصر العيني: إن التهابات المعدة والأمعاء ألم يصفه المريض بأنه برد في المعدة ، وهناك من يطلق عليه أنفلونزا المعدة، وهذا وصف خاطئ لأنه لا يشبه أعراض الأنفلونزا وليس له علاقة بها ، إنما هو ألم ناتج عن عدوي فى الجهاز الهضمي، وتتمثل فى مغص، آلام أو تقلصات في المعدة ،انتفاخ ،غثيان، قيء، حمى، جفاف، فقدان الشهية، إسهال، وأحيانا يكون هناك فى بعض الحالات دم في البراز أو صديد في البراز وآلام بالجسم كله وكل هذه الأعراض تظهر أنها لا علاقة لها بأعراض البرد أو بالأنفلونزا بكافة أنواعها ، لأنها تصيب الجهاز التنفسي فقط.
ويوضح الدكتور حسني أن هناك العديد من أسباب التهاب المعدة والأمعاء منها البكتيريا العطيفة ، فيروس الروتا، وهذا الفيروس يصيب الأطفال بشكل أكبر ، وهناك أيضا الكائنات الدقيقة البكتيرية وهي ليست مسئولة عن التسبب في الأمراض، ولكن يمكن أن تؤدي إلى تلوث الطعام فتنتج سلالات بكتيرية من المكورات العنقودية سموم يمكن أن تؤدي إلى التهاب المعدة والأمعاء بالإضافة إلى أن هناك بعض الأدوية يمكن أن تؤدي إلى التهاب المعدة والأمعاء مثل المضادات الحيوية.
ويضيف أن التهاب المعدة والأمعاء من الأمراض المعدية التي تنتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم نتيجة عدم مراعاة قواعد النظافة العامة، ومن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الإصابة بعدوى فيروسية، والتي تنتقل مباشرة من الشخص المصاب إلى الشخص السليم نتيجة استخدام الأدوات الملوثة أو تناول الطعام الملوث أو عدم غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعد استخدام دورة المياه.
أما عن العلاج يقول الدكتور محمد خطاب أستاذ أمراض الباطنة بقصر العيني: إن علاج التهاب المعدة والأمعاء يعتمد على سبب العدوى فإذا كان السبب الإصابة بفيروس الروتا فالعلاج المتبع عادة هو المطهرات المعوية بالإضافة إلى شرب الكثير من السوائل، وفى بعض الحالات قد نلجأ لمحاليل الجفاف عن طريق الفم لتعويض الأملاح المعدنية المفقودة نتيجة الإسهال والقئ وإذا تطور الأمر ربما نحتاج إلى دخول المستشفى واستبدال السوائل عن طريق الوريد في الحالات الحرجة أما إذا كان السبب جرثوميا نعطي المريض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للطفيليات للعدوى بالطفيليات ، كما يجب الامتناع عن تناول الأدوية المضادة للقيء أو الإسهال، لأن هذه الأدوية ستبقي العدوى داخل الجسم.
وأشار إلي أن التهابات المعدة والأمعاء قد تستمر لمدة يوم أو يومين فقط، ولكن في حالات نادرة قد تمتد إلى 14 يوما.
وعن كيفية الوقاية يؤكد خطاب أن غسل اليدين بالماء والصابون بشكل صحيح بعد استخدام المرحاض أو بعد التدخين وبعد التعامل مع الحيوانات من أهم طرق الوقاية بالإضافة إلى عدم استخدام الأطعمة النيئة، ويجب غسل أدوات الطبخ بشكل صحيح قبل أو بعد كل استخدام ،أما بالنسبة للأطفال فإنه يجب إرضاع الأطفال بدلاً من استخدام حليب بديل، والحفاظ على أماكن تخزين الطعام البارد في درجة حرارة أقل من 5 درجات مئوية لإبقائه باردا، والحفاظ على الطعام الساخن ساخنا فوق 60 درجة مئوية لمنع نمو البكتيريا والحفاظ على نظافة الحمام.
وأضاف حسني هناك بعض الإجراءات العلاجية لسرعة التعافي من التهاب المعدة والأمعاء، وتقليل التعرض لمضاعفات الإسهال والجفاف منها أنها عدوى فيروسية يتعافى منها المصاب تدريجيا لوحده، وشرب كميات كبيرة من السوائل كما ذكرنا من قبل، وتناول الطعام سهل الهضم بشكل تدريجي، وأخذ قسط كاف من الراحة ، كما يجب التقليل من تناول الأطعمة الحمضية مثل الحمضيات والطماطم و بعض المأكولات البحرية النيئة التي يمكن إيجاد السموم فيها، وكما أنه يجب عدم الإكثار من تناول بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية ، ومضادات الحموضة، والمسهلات لأنها قد تؤدي إلى الإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء.